يقدم الكاتب الصحفي محمد إبراهيم الزاحمي، الشكر لرجل الأمن السعودي الذي صنع الدهشة حول العالم، بعد تناقل لقطات تؤكد إدارته لحشود المعتمرين بكفاءة واحترافية ومهنية عالية هذا العام، رغم ارتفاع عدد المعتمرين من خارج المملكة إلى 13 مليوناً و550 ألف معتمر، وهو أكبر ارتفاع في تاريخ المعتمرين من خارج المملكة، ويرصد الكاتب ثلاثة دوافع رئيسية عند رجل الأمن، كانت وراء هذا النجاح.
وفي مقاله "رجل الأمن السعودي يصنع الدهشة" بصحيفة "عكاظ"، يقول "الزاحمي": "أوردت (العربية) في موقعها على الإنترنت في 8 يناير 2024، مقتطفات من حديث معالي وزير الحج والعمرة في معرض ومؤتمر خدمات الحج والعمرة 2024؛ الذي أكد ارتفاع عدد المعتمرين من خارج المملكة إلى 13 مليوناً و550 ألف معتمر خلال هذا العام، وهو أكبر ارتفاع في تاريخ المعتمرين من خارج المملكة، وهذا بفضل الله ثم بالتسهيلات التي قدمتها حكومة المملكة العربية السعودية للمسلمين في كل مكان".
ويعلق "الزاحمي" قائلاً: "لك أن تتخيل حجم العمل الجبار في تنظيم وإدارة هذه الحشود المليونية طوال العام، وفي منطقة محدودة لضمان سلامتهم أولاً وتسهيل أداء عباداتهم في جو روحاني يتسم بالخشوع والطمأنينة، لا شك أن ذلك يحتاج إلى جيشٍ ذي كفاءة واحترافية في إدارة وتنظيم هذه الحشود والتعامل بمهنية عالية مع مختلف الظروف والمتغيرات، وهنا يبرز الدور الكبير لرجل الأمن السعودي وقدرته الفائقة على القيام بهذه المهمة بكل كفاءة واقتدار، من خلال تقديم خدمات ودعم لضيوف الرحمن بطرق احترافية ومميزة رغم الحشود الكبيرة واختلاف اللغات والثقافات، وهي حالة تستحق التوقف عندها ودراسة أهم الدوافع التي أدت إلى تميز رجل الأمن السعودي في أداء هذه المهام فائقة التعقيد بجودة عالية إلى حد الدهشة".
وييضيف الكاتب: "الدافع كما أوضحه (العجرشي، 2016) أن علماء النفس يستخدمون مصطلح الدافع للتعبير عن الحالة الداخليّة النفسيّة التي تدفع الشخص نحو سلوك معين لتحقيق هدف ما، فهو قوة محركة للسلوك. ودائماً ما ينصح علماء النفس بزيادة الدافعية عند الفرد، لأنها تعمل على تنشيط السلوك نحو الأداء وتجويده والتميز فيه، إلى جانب الشغف والاستمرار في الأداء المتميز حتى تحقيق الهدف المأمول، وأرى أن هناك ثلاثة دوافع رئيسية جعلت من رجل الأمن السعودي نموذجاً للإنسانية في إدارة وتنظيم هذه الحشود باللطف واللين والأداء المتميز؛ هي: دافع ديني، ودافع وطني، ودافع أخلاقي".
ويرصد "الزاحمي" الدافع الأول ويقول: "فالدافع الديني تجذر منذ بعثة رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، وتوارث الأجيال -جيلاً بعد جيل- تعاليم الدين الإسلامي وقيمه وسماحته حتى يومنا هذا، إلى جانب استشعار أبناء هذا الوطن العظيم لمكانة وطنهم؛ كونه مهبط الرسالات وحاضن المقدسات، دستوره القرآن الكريم والسنة المطهرة، تهوي إليه أفئدة أكثر من ملياري مسلم يشكلون أكثر من ربع سكان كوكب الأرض، وكل هذا انعكس أثره على التزام أبنائه بالمبادئ والقيم الإسلامية التي تعتبر أن خدمة ضيوف الرحمن ومساعدتهم من القربات التي يتقربون بها إلى الله، ولذلك تجد الجميع يسعى بكل همة وعزيمة إلى تقديم هذه الخدمة طلباً للأجر والثواب من الله، خاصة في هذه الأماكن المقدسة والأيام المباركة، فهذه غنيمة يتسابق عليها أبناء الوطن للفوز بها، ولذلك يندهش ضيوف الرحمن من تعامل رجل الأمن السعودي وتلك البشاشة والابتسامة واللين والرفق، بل السعي بكل همة لجعل الزائر يعيش هذه التجربة بكل سعادة، رغم كثافة العمل وديمومته".
وعن الدافع الثاني، يقول "الزاحمي": "أما الدافع الوطني، فمن المعروف أن شعب المملكة العربية السعودية يمتاز بانتمائه القوي لوطنه وقيادته، وذلك لما يحظى به هذا الوطن من مكانة مقدسة، وما تتمتع به قيادته الرشيدة من حكمة وعدل وحرص على أمن واستقرار ورفاه كل مواطن ومقيم، وقيم المواطنة، كما قال معالي الدكتور عبدالعزيز الخضيري، راسخة ومتجذرة في الشعب السعودي وتعد أنموذجاً يُقتدى به".
ويواصل "الزاحمي" رصد الدوافع ويقول: "الدافع الأخلاقي دافع متجذر في شعب المملكة العربية السعودية، فهم يتمتعون بالالتزام بالقيم العربية الأصيلة مثل الكرم وحسن الخلق والحلم والشجاعة.. فهذه القيم تعتبر من النبل والشرف العظيم الذي لا تنازل عنه؛ وفق الثقافة البدوية الأصيلة التي يعتز بها كل مواطن سعودي، ويلمس هذا كل زوار السعودية".
ويعلق "الزاحمي" قائلاً: "إن دافعاً واحداً من هذه الدوافع كفيل بأن يحفز صاحبه إلى السعي نحو تجويد الأداء، فما بالك بثلاثة دوافع رئيسية مجتمعة إلى جانب المهارات المهنية التي يتحلى بها رجل الأمن السعودي.. كل ذلك انعكس بشكل كبير على جودة واحترافية أداء رجل الأمن السعودي، حتى أصبح مثار إعجاب ودهشة الزوار، بل وإعجاب العالم بهذا النموذج الفريد، فما تتناقله القنوات الفضائية لبعض اللقطات العفوية التي يتعامل بها رجال الأمن مع قاصدي الحرمين الشريفين تستحق أن تكون نماذج تدرس كمهارات احترافية للتعامل مع الحشود وإدارتها، علما أن هناك جيشاً آخر من رجال الأمن خلف شاشات المراقبة والأنظمة التقنية التي تراقب كل متر مربع خلال 24 ساعة وتتعامل مع التقنية وما توفره الأنظمة من معلومات مهمة تساهم في توجيه العمل الميداني بشكل دقيق، إنهم يعملون في الخفاء، ويتكاملون مع زملائهم في الميدان ومع الأجهزة الأخرى لتكون تجربة المعتمر مدهشة بكل تفاصيلها".
وينهي "الزاحمي" قائلاً: "شكراً رجال أمننا الشرفاء على كل ما تقومون به من عمل جليل، وعلى الرسالة التي قدمت للعالم عبر لقطات القنوات الفضائية والتي أكدت أن المملكة العربية السعودية وطن حضارة ورقي وإنسانية".