تشارك الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر منظمات المجتمع الدولي الاحتفال باليوم العالمي للحد من الكوارث 13 أكتوبر 2022 في إطار اهتمامها بتخفيف التداعيات الإنسانية الناجمة عن الكوارث.
وأكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" الدكتور صالح بن حمد التويجري، أهمية هذه التظاهرة الدولية في الحد من كوارث التغيرات المناخية التي تنتج عنها آثار مدمرة تتضرر منها البلدان المنخفضة الدخل أكثر من غيرها؛ حيث تتسبب في تدمير المحاصيل الزراعية وحدوث مجاعات كما هو حاصل الآن في دول إفريقية.
وتتسبب الكوارث في زيادة أعداد النازحين واللاجئين والمهاجرين؛ فقد كشف تقرير صادر عن مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره في جنيف أن العواصف والفيضانات وحرائق الغابات والجفاف تسببت في نزوح أكثر من 30 مليون شخص؛ فيما أُرغم نحو 9.8 ملايين شخص على الفرار بسبب الحروب والصراعات والعنف على مستوى العالم في عام 2020؛ في ظل وجود تحذيرات من أن تزايد ضراوة الطقس السيئ بمعدل غير طبيعي سيؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ؛ ما يؤدي إلى نزوح الكثيرين من منازلهم بسبب الكوارث الطبيعية المفاجئة مثل الفيضانات والعواصف والجفاف.
ولفت إلى أن الأمانة العامة للمنظمة العربية أدركت خطورة هذه الكوارث وما تسببه من أضرار بليغة في عدد من دول الوطن العربي، فتقدمت بمبادرة غرس 50 مليون شجرة إلى عام 2030 , وتعمل من خلال المركز العربي للاستعداد للكوارث التابع لها ليكون نقطة ارتكاز للهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر؛ والعمل على بناء قدرات منسوبيها ومتطوعيها؛ وتبادل الخبرات الخاصة معها في مجال الاستعداد وإدارة الكوارث وإبلاغ الهيئة أو الجمعية الوطنية بالتوقعات الأولية لبعض الكوارث الطبيعية سريعاً قبل حدوثها من أجل عمل اللازم للتخفيف من تداعياتها.
وعدَ أمين عام المنظمة العربية هذه التظاهرة الدولية سانحة عظيمة للتذكير بأهمية اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من الكوارث الطبيعية والحد من آثارها؛ وتسريع وتيرة التقدم نحو الحد من مخاطر الكوارث؛ وتحسين التدابير الوقائية واعتماد المزيد من أنظمة الإنذار المبكر وتحسينها وتوفيرها للمجتمعات الأكثر تعرضاً لتقليل المخاطر؛ وإعادة تقييم الطرق التي تتم من خلالها إدارة المخاطر؛ وتعزيز عملية التعافي وإعادة الإعمار لما دمرته الكوارث؛ ومراجعة الجهود المبذولة لحماية المجتمعات من مخاطر كوارث التغيّرات المناخية؛ وتطوير آليات تمويل جديدة وتوفير البيانات المطلوبة لضمان نجاح إدارة الكوارث؛ وتشجيع المبادرات والبرامج الهادفة إلى بناء مجتمعات قادرة على الصمود لمواجهتها؛ وتعزيز العمل مع المجتمع الدولي بهدف توفير التنسيق اللازم لتبادل الخبرات والتجارب المتعلقة بحماية البيئة وإدارتها وتفادي الكوارث والحد من آثارها؛ ونشر وتطوير ثقافة الوقاية أثناء مجابهة الكوارث؛ وتعزيز مشاركة المواطنين في نشاطات الحد من مخاطر الكوارث.
وشدّد على أهمية التخطيط المسبق وإعداد البرامج المناسبة لمواجهة الكارثة قبل وقوعها؛ مع العمل على تطوير مفاهيم ومبادئ ثقافة الوقاية والحماية الذاتية من الكوارث؛ ورفع القدرات المؤسسية والبشرية للرصد في تقييم ومراقبة ورصد التأثيرات المناخية؛ وفي نفس الوقت تكثيف الاهتمام بالغابات والمسطحات الخضراء والعمل على المحافظة عليها وتوسيع نطاقها من خلال التشجير.
وبين أن المتابعة الدقيقة للتغيرات المناخية أقصر طريق للاستعداد والتأهب للكوارث الطبيعية المدمرة من عواصف وجفاف وزلازل وفيضانات؛ مشيراً إلى أنه كلما تم رصد التغيرات المناخية بسرعة وفي الوقت المناسب تم الحصول على نتائج إيجابية في مواجهة الكوارث المرتبطة بالمناخ والتخفيف من تداعياتها وإتاحة الوقت الكافي للسكان لإخلاء منطقة الكارثة سريعاً ورصد احتياجاتهم وتقديم المساعدات والإسعافات اللازمة لهم.
يُذكر أن اليوم العالمي للحد من الكوارث قد انطلق الاحتفال به في عام 1989 إثر دعوة للجمعية العامة للأمم المتحدة أرادته أن يكون وسيلة لتوعية الناس وتعزيز ثقافة عالمية بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث وحدد تاريخ 13 أكتوبر ليكون تاريخ المناسبة التي تتيح للناس والمجتمعات الفرصة للنظر في كيفية الحد من تعرضهم للكوارث وزيادة الوعي العام بأهمية كبح جماح المخاطر التي يواجهونها.