كسر البروتوكولات لاستقبال القادة السعوديين في الخارج يكاد يكون قاعدة لدى زعماء العالم، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- مروراً بأبنائه ملوك المملكة العربية السعودية إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- حيث كانت آخر هذه الحالات شوهدت عند زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، وكذلك خلال زيارته إلى بريطانيا.
"السيسي" عند باب الطائرة
كسر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قواعد البروتوكول المتعارف عليها؛ لاستقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عند سلم الطائرة؛ حيث قطع الرئيس المصري المسافة من الموقع المحدد له في مطار القاهرة الدولي، وتوجه لاستقبال ضيف مصر الكبير عند سلم الطائرة.
وطبقاً لمراسم الاستقبالات الرسمية، ينتظر رئيس الدولة المضيفة على بُعد مسافة عن طائرة الضيف، وينتظر اصطحابه من قبل رئيس المراسم وسفير دولة الضيف إلى مكان المضيف، قبل أن يصطحبه إلى منصة الشرف؛ لاستكمال بقية مراسم الاستقبال الرسمي، كما رافقت طائرة ولي العهد لدى دخولها الأجواء المصرية وقبيل هبوطها في مطار القاهرة الدولي، أربع مقاتلات مصرية مرحبة بسموه.
ملكة بريطانيا تستقبل ولي العهد
وخرقاً للبروتوكول، استقبلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته الأسبوع الجاري إلى بريطانيا، وأقامت مأدبة غداء على شرفه، وهذا تكريم لا يحظى به سوى رؤساء الدول.
كما ازدانت شوارع لندن بصور ولي العهد، وعبارات تحمل عناوين الإصلاحات التي أدخلها في حياة السعوديين، وهو كذلك أمر نادر في بريطانيا، ولا يحظى به الكثير من قادة العالم.
"ترامب" يحتفي بـ"محمد بن سلمان"
وفي شهر مارس من العام الماضي، كسر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قواعد البروتوكول المتعارف عليها عند زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -ولي ولي العهد حينها- وهو أول مسؤول خليجي رفيع يلتقي "ترامب".
الرئيس الأمريكي كسر "البروتوكول"، وأقام وليمة غداء للأمير محمد بن سلمان، علماً بأن العادة جرت أن يتم هذا الإجراء فقط لقادة الدول، كما قام بالتجول مع سموه عقب الغداء في البيت الأبيض.
وبحسب الخبراء، فإن لقاء "ترامب" بالأمير محمد بن سلمان كان بصورة "استثنائية ومميزة"؛ حيث سمح بحضور المصورين والصحفيين، خروجاً على بروتوكولات الزيارات، لافتين إلى أن الاحتفاء بالأمير محمد، وإقامة مأدبة غداء خاصة في الجناح الشرقي بالصالة العائلية، "دليل تقارب كبير في وجهات النظر بين البلدين".
"أوباما" والملك سلمان
ويقتضي البروتوكول الرئاسي في البيت الأبيض أن يستقبل الرئيس الأمريكي ضيوفه من زعماء ومسؤولين في المكتب البيضاوي؛ حيث يقوم بالترحيب بهم، ومن ثم تبادل الكلمات بين الرئيس وضيفه قبل عقد اللقاء المشترك.
وفي عام 2015 في استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كسر الرئيس الأمريكي باراك أوباما البروتوكول، وقام باستقبال الملك أمام بوابة الجناح الغربي في البيت الأبيض في تصرف يعد نادراً، وغرد حينها مراسل المحطة الأمريكية "سي بي إس" مارك نولر قائلاً: "ليس بالأمر المعتاد جداً.. الرئيس أوباما يظهر في الجناح الغربي ليرحب بالملك سلمان في البيت الأبيض".
وكسر "أوباما" غير المعتاد للبروتوكول الرئاسي الذي لفت انتباه وسائل الإعلام الأمريكية والصحافيين الذين علقوا عليه، يحمل رسائل سياسية ويؤكد أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لواشنطن، ويؤكد من جهة أخرى تاريخية واستراتيجية العلاقة التي تجمع السعودية والولايات المتحدة الأمريكية سياسياً واقتصادياً وثقافياً.
و"كيري" يكسر القواعد
كما أن وزير الخارجية السابق جون كيري كسر البروتوكول بدوره في استقباله الملك سلمان منذ وصوله إلى قاعدة أندروز الجوية، قرب واشنطن، ومرافقته حتى مقر إقامته، وهو ما يعد أمراً نادراً وغير معتاد وفقاً لقواعد البروتوكولات الأمريكية الصارمة، ووصف ذلك الكسر في الصحافة الأمريكية بأنه تأكيد لمكانة وقوة المملكة وقادتها.
"بوتين" وإبريق الشاي
ورفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إبريق الشاي، ليصبّ لضيفه الملك سلمان بن عبدالعزيز، الشاي الروسي الشهير، في مشهد فريد ونادر يحدث في قصر الكرملين.
ويعد ذلك المشهد الذي شوهد في أكتوبر عام 2017، كسراً للبروتوكولات الروسية المعقدة، حيث يظهر قيام المضيف بتقديم الشاي لضيف روسيا الكبير في أحد أشهر المعاقل السياسية في العالم "قصر الكرملين".