يُعد بيرق العرضة من أهم موروثاتنا الشعبية الوطنية، حيث إن العرضة السعودية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ويعود ذلك إلى تخليدها تاريخ تطور المملكة منذ قديم الأزل، وفيما يلي أهم المعلومات عن "بيرق العرضة".
العرضة في المملكة العربية السعودية نوع من أنواع الفنون الفولكلورية العالمية المُعترف بها من قبل اليونسكو، وعند ظهورها نالت دعم جميع حكام السعودية، ويتميز حاملو بيرق العرضة بصفات خاصة قيادية وجسمانية ونفسية، تؤهلهم لحملها وتوارثها.
وكان أول من حمل البيرق أسرة "آل معشوق" من أهالي الدرعية، ثم خلفتهم أسرة "آل مطرف" التي تستمر إلى وقتنا هذا؛ حيث يحملها عبدالرحمن المطرف، وأصبح الآن حمل الراية في أحفاده، حيث يوضع بيرق العرضة أعلى كتفيه هذه الفترة، وفي الأعوام الأخيرة هناك أبناء مبارك بن سليمان الغوينم (فيصل أو سليمان بن مبارك أو غيرهم)، يحملون البيرق في حال تعذر وصول أي أحد من أسرة المطرف.
يوجد عَلَم بيرق العرضة في المنتصف، ويكون حوله المعازيب وكبار السن، والجميع ينظر إليه ويلتفون حوله، وهناك أُسر يشهد لهم التاريخ بشرف حمل البيرق وراية التوحيد من أيام المغفور له المؤسس الملك عبدالعزيز ويتوارثون حمله حتى وقتنا هذا.
وشعر العرضة يُكتب على بحور عديدة من بحور الشعر، مثل البحر القصير والطويل، وتاريخ المملكة مليء بشعراء العرضة الذين خلّدوا ملاحم توحيد هذه البلاد وشاركوا في شحذ الهمم وتوحيد الصفوف وردع الأعداء ومنهم فهيد بن دحيم ومحمد العوني.
ولبس العرضة السعودية هو: (المرودن، الصاية أو الدقلة، الترمة، المجند، السلاح، الخنجر، والسيف).
ومن الجدير بالذكر أن العرضة قد تم تسجيلها لدى منظمة اليونيسكو، ضمن لائحة التُراث العالمي عام 2015م، ويتم استخدام الطبول والسيوف فيها، مع حمل بيرق المملكة العربية السعودية.
وكان المركز الوطني للعرضة السعودية التابع لدارة الملك عبدالعزيز، قد وضع في شهر يناير 2023م، عدة ضوابط لـ"العرضة"، وكل ما يخصها، وذلك على جميع الفرق الشعبية التي تؤدي العرضة السعودية، وتم إلزام جميع الجهات الحكومية والخاصة، بضرورة تقديم طلبات مُشاركة الفرق في المناسبات وفق ضوابط مُحددة.
وأوضح المركز الوطني للعرضة السعودية، أن على الجهات الحكومية والخاصة تقديم طلب مشاركة الفرق في المناسبات، على موقع الدارة، واتفقت الضوابط العامة للمُشاركة على أن تكون الفرقة موافقة على إقامة العرضة في المناسبة المطلوبة من المركز الوطني للعرضة السعودية بدارة الملك عبدالعزيز، وأن يكون جميع المُشاركين سعوديين، ولا يقل عددهم عن 25 مؤديًّا، مع الالتزام بالزي الرسمي للعرضة وهو الثوب والغترة والعقال، الصاية أو الدقلة، والفرملية لأهل الطبول، مع الاعتناء بالمظهر العام، وعدم كتابة اسم الفرقة على الملابس وأدوات العرضة، وعدم الخروج عن تقاليد العرضة بعناصرها وأركانها، واحترام تقاليد العرضة.
ويُمنع أداؤها بشكل خارج عن أصول العرضة وبطريقة غير مناسبة، كما يُمنع الخروج عن أداء العرضة في تقاليدها بأي شكل من الأشكال؛ سواء في مشاركات الضيوف أم في الأداء وعناصره.
ومن أشهر القصائد التي قِيلت في العرضة:
مني عليكم يا أهل العوجا سلام
واختص أبو تركي عمى عين الحريب
يا شيخ باح الصبر من طول المقام
يا حامي الوندات يا ريف الغريب
أضرب على الكايد ولا تسمع كلام
العز بالقلطات والراي الصليب
وهي للشاعر محمد العوني
والنشيد الشهير "نجد شامت لأبو تركي وأخذها شيخنا.. واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها"، للشاعر فهد بن دحيم، وكذلك قصيدة الشاعر عبدالرحمن الصفيان والتي يقول فيها:
نحمد الله جت على ما تمنى
من ولي العرش جزل الوهايب
خبّر اللي طامع في وطنا
دونها نثني الا جت طلايب
واجد اللي قبلكم قد تمنى
حربنا لي راح عايف وتايب
ياهبيل الراي وين انت وانا
تحسب إن الحرب نهب القرايب
دام فيصل يزهم الكل منا
فازعينٍ كل صبيٍّ وشايب
انهض الجنحان قم لا تونّى
بننكلهم دروس وعجايب
لي مشى البيرق فزيزومه انا
حنا هل العادات واهل الحرايب
ديرة الإسلام حامينه انا
قاهرين دونها كل شارب