"مُخبّبون" يتلقّفون المشكلات الأسرية على المنصات الاجتماعية تحت غطاء "الناصح الأمين"!

اختصاصي لـ"سبق": قد لا نعرف نوايا المُخبّب لذا يجب الحذر وأن نُحافظ على خصوصية حياتنا
"مُخبّبون" يتلقّفون المشكلات الأسرية على المنصات الاجتماعية تحت غطاء "الناصح الأمين"!

المتابع للمنصات الاجتماعية يشاهد كيف تحوّلت إلى نافذة للاستشارات الأسرية، ويُعرض بها كل ما يتعلّق بالمشكلات الزوجية، وتحظى بمشاركة الصغير قبل الكبير، والمُخبِّب قبل العاقل، وقد تجد آذانًا صاغية تُنفِّذ كل ما يُعرَض من حلول "تخبيبية" تتلقاها من مجهولين، يتخفون بمعرفات وهمية، وأسماء مستعارة، ويسعون إلى أغراض ومصالح شخصية أو يتبعون لمنظمات تسعى إلى هدم المجتمع وتفكيكه تحت غطاء "الناصح الأمين".

حلول "تخبيبية"!

العقلاء من المجتمع أكّدوا أن التخبيب يُعد من أبشع الجرائم المجتمعية التي أصبحت رائجة عبر المنصات الاجتماعية، حيث تَغذّت على أسرار أسرية كانت بالسابق لا تتجاوز حدود المنزل أو مراكز الاستشارات الأسرية المعتمدة، بينما وصلت اليوم إلى حديث منصات اجتماعية وتحظى بعشرات "الحلول التخبيبية"!

"سبق".. تفتح ملف "التخبيب" الذي أفسد العلاقات الزوجية بعدما فتحت له بعض الأسر أبوابها وكشفت له أسرارها، وجعلت مشاكلها عرضةً للملأ للفتوى عبر منصات اجتماعية وجلسات مجالس تَحكُم سريعًا بعد السماع من طرفٍ واحد وفي نطاق ضيّق وتُصدر النتائج ويُبت في الأمر دون خوفٍ من الله بالانفصال، على الرغم من كون الرسول – صلى الله عليه وسلم – أسمى "الطلاق" بأبغض الحلال.

مواهب وسُمْ!

الاختصاصي الاجتماعي "صالح هليّل" تحدّث عن هذه الظاهرة المخيفة، وقال لـ"سبق": "تترتّب الخلافات في أيّ علاقة مهما اختلفت تسميتها فتنشأ العوائق والمشكلات التي من شأنها أن تنهي عمر تلك العلاقات، أو يمكن أن تزيد من عمرها وبقائها، بل ومن الممكن أن تمتن روابطها أكثر، لكن لا يُمكن أن ننكر أنّ "التخبيب" هو أن يمد طرفٌ ثالث يده بين اثنين، ويأتي بمواهبه جميعها ليدسّ السم بينهم، وصولاً إلى فشل سحيق، محمّلاً بالعواقب الوخيمة، ويشكّل في ظل التواصل السريع سببًا مدمّرًا للعلاقات، وعلى وجه الخصوص بين الأزواج وفقًا لمتطلّبات تلك العلاقة بشكل خاص".

سيطرة وأذية!

وأضاف: "لا نعرف حقيقةً دوافع الإنسان نحو هكذا تصرف، بأن يحمل هدفًا ليرمي به بين الزّوجين، فتنتهي الأمور بالوصول إلى المحاكم والانفصال، وقد يحصل ذلك الطّرف الدّخيل على هدفه الذي رسمه؛ فأغلب الذين يتعمّدون هذا الفعل يتجهون إلى السيطرة أو الحصول على المرأة أو الرجل بأساليب مهما بلغت من الأذيّة وتخطّي الحدود وأعراف المجتمع فإنّهم لا يترددون حيال ذلك، ونرى ما لا يتوقّع منهم، وقد اتخذوا في ذلك أساليب منها حمل صفات غير موجودة بأحد الزّوجين، وتقديمها للآخر كمكمن للكره وتزييف لحقيقة الشّريك، وبعضهم الآخر قد يذكر تفاصيل ليست مهمة لأحدهما، غير أنّها تتوضّح بصورة مقيتة".

زيادة الخصوصية

وأشار "الاختصاصي الاجتماعي" إلى أن: "الأسباب كثيرة، وكذلك الطّرق كثيرة حسب ما يرمي المُخبّب، فضلاً عن أنّ التخبيب حرّمه الدّين الإسلامي إن كان يرمي بين زوجين، ويفتّت زواجهم، أو بين الأصدقاء، أو إذا صدر ذلك - وهذا نجده كثيرًا - من أحد أهل الزّوجين، بالتدقيق على أفعال الزوج أو الزوجة فتتشقّق العلاقة وتستمر المشاكل بالتصاعد، حتّى وقوع الطلاق. ولا يقتصر ذلك على الزّوجين، بل كذلك قد يَرد بين الأصدقاء فتضيع عشرة كاملة بينهم".

وختم "هليّل" حديثه قائلاً: "إن كنّا لا نستطيع إدراك ومعرفة المخبّب لعدم قدرة الإنسان على معرفة النوايا، إلّا أنّنا بشكلٍ آخر يُمكننا أن نزيد خصوصيّة علاقاتنا، فلا نفردها جاهزة على مواقع التواصل، أو في تجمّعات الأهل والأصحاب، إذ من شأن ذلك أن يدرأ عنّا شرّ التخبيب".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org