استمرت عدة أيام.. وزير الشؤون الإسلامية يختتم زيارته الرسمية لـ"كازاخستان"

اختتم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ مساء اليوم السبت زيارته الرسمية لجمهورية كازاخستان التي احتضنت عاصمتها "نور سلطان" المؤتمر السابع لقادة الأديان العالمية والتقليدية بمشاركة فاعلة من المملكة العربية السعودية.

واختتم المؤتمر أعماله بالتشديد على أهمية القيم الإنسانية المشتركة في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية، والتي تضمن السلام والأمن والاستقرار على الصعيد العالمي، وعلى أهمية الحفاظ على ثراء التنوع الديني والثقافي للحضارة البشريّة، ونبذ أسباب الفرقة ونشوب الاضطرابات والتوترات، وتحقيق المساواة بين مكونات المجتمع الواحد والمجتمعات البشرية فيما بينها.

كما أدان المؤتمرون التطرف والراديكالية والأعمال الإرهابية، والتي تقود العالم إلى الصراعات والحروب بمختلف أشكالها، داعين إلى تبني الحوار كمنهج قويم للتقارب ونشر العدالة والتسامح، من خلال تكريس المفاهيم الصحيحة للأديان باختلاف مسمياتها، كونها تحمل في جوهرها القيم الإنسانية والأخلاقية، ومبادئ التسامح والعيش المشترك بين جميع شعوب الأرض.

وألقى الوزير "آل الشيخ" كلمتي الافتتاح والختام أكد فيهما موقف المملكة العربية السعودية المبدئي، بقيادة خادم الحرمين الشريفين ومتابعة ولي عهده الأمين حفظهما الله، في دعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، والمساهمة بفاعلية لتعزيز التواصل بين الحضارات.

كما أشار إلى المسؤولية العظيمة الملقاة على كاهل القيادات الدينية والروحية، ليكونوا مصدر إلهام للآخرين في ممارسة القيم الإنسانية المشتركة، وترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال.

وعلى هامش المؤتمر أجرى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لقاءات مع شخصيات وقيادات دينية وسياسية كان أبرزها استقباله من قِبل رئيس مجلس الشيوخ في جمهورية كازاخستان ماولين أشيمبايف، بمقر مجلس الشيوخ في العاصمة نور سلطان، والذي نوّه بدور المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله - في نشر السلام والتسامح والوئام، وخدمة الحرمين الشريفين اللذين يقصدهما ملايين الحجاج والمعتمرين سنويًا، مؤكدًا أن مشاركة المملكة في مؤتمر زعماء الأديان أسهم في إنجاح أعماله وتوصياته التي ستترجم عمليًا لتحقيق أهدافه المرجوة للتصدي للكراهية.

وفي مستهل اللقاء استعرض وزير الشؤون الإسلامية، الجهود الكبيرة التي تقدمها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين- يحفظهما الله- في خدمة الإسلام والمسلمين ونشر الوسطية والاعتدال والتسامح، والعناية بشؤون الحرمين الشريفين وقاصديهما، وتسخير التقنية الحديثة في الخدمات المقدمة وفق رؤية 2030.

وأشاد الوزير بما تحقق من نجاح كبير في تنظيم مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية في كازاخستان، مشددًا على أهمية المؤتمر في تعزيز الحوار ونشر ثقافة التسامح والعيش المشترك.

كما التقى الوزير "آل الشيخ" مفتي روسيا الاتحادية الشيخ راوي عين الدين الذي نوّه بالمذكرة الموقعة بين وزارة الشؤون الإسلامية والإدارة الدينية في روسيا، ودورها في تقوية العلاقات الثنائية وإنجاز المشروعات المهمة، محملاً وزير الشؤون الإسلامية الشكر والتقدير الكبيرين للشعب السعودي بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، لدعمهم المستمر لمسلمي روسيا الاتحادية، مقدرًا تفهم لمجريات الأمور في روسيا ومسيرة الإسلام فيها.

وكان للوزير لقاء مع رئيس جمعية نهضة العلماء الإندونيسية الشيخ يحيى خليل تثقوف والوفد المرافق له الذي أكد أن المملكة العربية السعودية هي أهم دولة في العالم الإسلامي، وأن الجمعية تهتم بالتعاون معها وبالأخص مع وزارة الشؤون الإسلامية، لإيجاد حلول جذرية ومستدامة تجاه قضايا الإرهاب والتطرف، ومن جانب آخر أثنى الوزير "آل الشيخ"، على الرغبة الجادة لدى رئاسة الجمعية في التعاون، وتفهمها العميق لخطر الجماعات الضالة والغلاة والمتطرفين.

وشهدت الزيارة لقاء آخر مع وزير الثقافة والرياضة في جمهورية كازاخستان والأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام كذلك مفتي جمهورية أذربيجان رئيس إدارة مسلمي القوقاز، إضافة إلى وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة ولقاءات أخرى.

وكانت آخر محطات وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في هذه الزيارة التاريخية جامع نور سلطان في العاصمة الكازاخية حيث اطلع على معالم هذا الجامع الذي يعد أكبر جوامع كازاخستان وآسيا الوسطى.

يُذكر أن المؤتمر السابع لقادة الأديان العالمية والتقليدية يُقام كل ثلاث سنوات في كازاخستان ويجمع قادة ورجال الدين حول العالم من مختلف الأطياف وأُقيم في دورته السابعة بحضور ورعاية رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توقايف وحضور رئيس الفاتيكان البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب إلى جانب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ ممثلاً للمملكة العربية السعودية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org