نظم مركز الاستشارات والتدريب والتطوع في الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو"، دورة تحت عنوان: "الصورة الإنسانية بين الضرورة الإعلامية والضوابط الأخلاقية والقانونية".
واستفاد من الدورة التي قدمها مساعد رئيس المركز العربي للقانون الدولي الإنساني بشير بوزيان الرحماني، 24 منسوبًا ومتطوعًا من خمس جمعيات وطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.
واستهل المدرب "الرحماني" الدورة بالحديث عن أهمية المحتوى البصري، والتأثير الإيجابي والسلبي للصورة على الجهود المستهدفة.
وقال: إن صناعة الصورة والرسالة الإعلامية الجيدة التي تخدم توجه جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، لا تعني عدم مراعاة خصوصية ضحايا الكوارث والأزمات؛ مثل: اللاجئين والمسنين والمشردين والمرضى والمحتاجين بعرض صُوَرهم في المنشورات والأخبار دون مراعاة مشاعرهم، وما يصون كرامتهم، أو مراعاة الضوابط الأخلاقية، تحت دعوى التوثيق، خصوصًا في ظل الانفتاح المعلوماتي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد أهمية توظيف "الصورة والخبر" في صناعة الصورة الذهنية الإيجابية للعمل الإغاثي.
وقدم "الرحماني" نماذج لصور يراها غير إنسانية وأخرى لصور الإغاثة الإنسانية تحترم كرامة الإنسان وتصون مشاعر المتضررين.
كما تحدث عن الصورة الإنسانية الإيجابية، ومن بينها التي تبرز تفاعل المتطوعين مع الأشخاص الذين نخدمهم، وكذلك الصور التي تبرز المعاناة الإنسانية عامة، موضحًا أن أفضل الصور الإنسانية تظهر مدى صمود المجتمعات المتضررة، مما يكون لها أكبر الأثر في استقطاب الدعم.
وذكر أن المبادئ التوجيهية للتصوير الفوتوغرافي للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تولي أهمية كبيرة لاحترام كرامة الأشخاص المتضررين في الصور، وتجنب استغلالهم أو الإساءة اليهم.
وتحدث في ختام الدورة عن المعايير الأخلاقية والقانونية التي ينبغي اتباعها والاسترشاد بها من مسؤولي الإعلام والمصورين لدى الجمعيات الوطنية ومنها عدم تصوير الأطفال، إلا بإذن مكتوب من أولياء أمورهم.
وأيضًا ضرورة الامتثال للتقاليد المحلية والقيود على أخذ الصور الشخصية قبل تصوير الطفل وخصوصًا الفتيات، والتركيز على الصور الجماعية والتي لا تُظهر وجوه المستفيدين بوضوح.
وختامًا قال "الرحماني": إن تساهلًا ملحوظًا انتشر كثيرًا وتجاوز استخدام صور غير إنسانية لضحايا الأزمات والكوارث، مما يتطلب التوعية وتكثيف تدريب المعنيين من إعلاميين ومصورين في الجمعيات الوطنية، خصوصًا الجمعيات محدودة الإمكانات من أجل التقاط صورة إنسانية تصون الكرامة وتحمي المشاعر.
يذكر أن "الرحماني" تحدث في هذه الدورة عن استخدام الصور أثناء الكوارث، ولم يتطرق إلى الصورة أثناء النزاعات المسلحة والتوترات الاجتماعية والتي لها سياق مختلف.