انتشرت ظاهرة التسول في المملكة بشكل كبير، ولا شك في أن هذه الظاهرة تؤثر على الأمن والأمان، خاصة مع توسعها؛ لأنها تفتح بابًا للمخالفين لكي يتوغّلوا في المملكة؛ الأمر الذي يدعو إلى ضرورة أن يكون لدى كل مواطن الوعي الكافي للتعامل مع هذه الفئة.
استغلال تعاطف السعوديين
حيث تستغل عصابات التسول من المقيمين بصورة غير شرعية في المملكة تعاطف المجتمع السعودي مع الأطفال الفقراء والمحرومين من أسرهم وتشغلهم في مجال التسول وتستفيد من المبالغ المالية التي يدفعها المواطنون للمتسولين والباعة المتجولين في تمويل أنشطتهم غير الشرعية التي تؤثر سلبًا على أمن وسلامة المجتمع.
ويسهم تعاطف المواطنين وتقديمهم الدعم المالي للمتسولين والباعة المتجولين من الأطفال، في جعل المملكة بيئة جاذبة للمستفيدين من المخالفين لنظام الإقامة في المملكة ويؤدي إلى زيادة استغلال الأطفال في هذا المجال وحرمانهم من أسرهم وحقوقهم في التعليم والصحة والعيش الكريم.
كما أن استغلال بعض أصحاب الأعمال للعمالة المتواجدة في المملكة بشكل غير نظامي، وخصوصًا الأطفال منهم لتشغيلهم في أعمال بمقابل مالي زهيد عمل غير أخلاقي وله آثار سلبية اقتصاديًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا على المملكة ويعرض ممارسيه للعقوبات المنصوص عليها نظامًا دون تهاون.
تهاون وتساهل
لذلك يجب أن يدرك جميع أفراد المجتمع أنّ تهاونهم وتساهلهم في إيواء أو تشغيل مخالفي نظام الإقامة والعمل وأمن الحدود، باختلاف أعمارهم أو جنسهم أو جنسياتهم، أو التعاطف والتعامل معهم، يحملهم مسؤولية أخلاقية وقانونية إزاء المخاطر الأمنية والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن ذلك.
ويجب على كل مواطن أن يحمل على عاتقه مسؤولية جسيمة باعتباره شريكًا لأجهزة الدولة المعنية في حفظ أمن وسلامة المجتمع، ومن واجبه التعاون معها في الإبلاغ عن المخالفات المرتكبة في تشغيل المخالفين أو إيوائهم، أو ممارستهم لأنشطة التسول، أو البيع في الشوارع والتقاطعات المرورية.
ويعد الدعم الأفضل والحقيقي الذي يمكن تقديمه للمتسولين والباعة المتجولين من الأطفال هو الإسهام في عودتهم إلى أسرهم من خلال عدم تقديم أي دعم مالي لهم، وإبلاغ الجهات المعنية بالتعامل معهم لتوفير الرعاية اللازمة لهم وتسهيل عودهم إلى عائلتهم وتأمين الاحتياجات اللازمة لذلك.
اهتمام كبير بمكافحة التسول
وتولي المملكة وحكومتها اهتمامًا كبيرًا بمكافحة التسول؛ حيث تعمل إدارة مكافحة التسول بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، على تحقيق أسس التوجيه والإصلاح السليمة للمتسولين السعوديين؛ حيث يوجه ذوو العاهات والعجزة إلى دور الرعاية الاجتماعية للاستفادة من خدماتها، ويحال المرضى إلى المستشفيات المتخصصة حيث تقدم لهم الرعاية الصحية المناسبة دون مقابل، أما المحتاجون ماديًّا فتصرف لهم المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية بعد دراسة حالتهم.
كما يحال الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية إلى هذه الدور؛ حيث توفر لهم الإقامة المناسبة والتنشئة الاجتماعية السليمة، أما المتسولون الأجانب الذين يشكلون نسبة عالية من المتسولين فإن مهمة متابعتهم وإنهاء إجراءات ترحيلهم تعنى بها الجهات الأمنية المختصة.
وقد خصصت الوزارة مكاتب للاهتمام بهذه الفئات الفقيرة، وقد اشتملت على مكاتب مكافحة التسول، ومكاتب المتابعة الاجتماعية، وكذلك مركز رعاية شؤون الخادمات بالرياض، ومراكز الأطفال المتسولين الأجانب بمكة المكرمة.