"خليجي 25".. كيف دعمت السعودية بلاد الرافدين لاستضافة الحدث الكروي الكبير؟

بأدوار مؤثرة ساهمت في رفع الحظر عن ملاعبها
من حفل افتتاح "خليجي 25" في العراق
من حفل افتتاح "خليجي 25" في العراق

تعود كأس الخليج إلى أحضان العراق مرة أخرى، التي تستضيف أحداثها في الفترة من 6 إلى 19 يناير الجاري، وذلك للمرة الأولى منذ 44 عامًا، حينما استضافت بلاد الرافدين البطولة عام 1979، وحققت اللقب الغالي حينها بعد فوزها بجميع المباريات التي كانت تقام بنظام الدوري من دور واحد.

وكان مقررًا إقامة البطولة في ديسمبر 2021 إلا أن ازدحام أجندة المنتخبات الخليجية، وبعض العوائق التنظيمية، أدت إلى تأجيل البطولة؛ لتنطلق يناير 2023.

وتستضيف البصرة، التي تقع في جنوب البلاد، النسخة الخامسة والعشرين من المسابقة، وذلك بمشاركة المنتخبات الثمانية المنضوية تحت اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم؛ ما يمنح العراق دفعة قوية لاستضافة بطولات أخرى كبرى بدعم أشقائها في السعودية والخليج.

دعم سعودي

واجهت العراق عددًا من الصعوبات والتحديات أمام عودتها إلى الواجهة الرياضية مرة أخرى باستضافة البطولات الكبرى؛ فقد كان مقررًا أن تستضيف بلاد الرافدين النسخة الثالثة والعشرين من الكأس الخليجية بيد أن الحظر الذي كان مفروضًا على الملاعب العراقية، والحالة الأمنية في البلاد، وقفا حائلاً أمام إتمام الحلم العراقي المشروع.

كما واجه استضافتها النسخة الحالية بعض الصعوبات التي استطاعت التغلب عليها بفعل الدعم الذي وجدته من السعودية، وبقية دول الخليج؛ للوفاء بمتطلبات تنظيم الحدث الكروي الخليجي، ونيل رضا اللجنة المنظمة المانحة شرف التنظيم.

ولا شك أن لمشاركة الأخضر السعودي شقيقه العراقي بلقاء ودي على ملعب البصرة عام 2018 أهمية كبرى في كسر الحظر الذي كان مفروضًا على الملاعب العراقية لمدة طويلة، وصلت إلى 33 عامًا؛ فقد كان للتنظيم المميز من الجانب العراقي في تلك المباراة، بحضور جماهيري كثيف بلغ نحو 65 ألف متفرجًا دون مشاكل تُذكر، واستضافته لأحد أكبر المنتخبات في القارة الآسيوية، انعكاس على قدرته على تنظيم المباريات الرسمية، والفعاليات الدولية والإقليمية دون خوف أو قلق.

تحركات مؤثرة

وشجَّع الحضور السعودي إلى البصرة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على النظر بجدية في المطالب العراقية المشروعة برفع الحظر عن ملاعبها، وهو الأمر الذي أثنى عليه عبدالحسين عبطان، وزير الشباب والرياضة العراقي آنذاك، بقوله: "الدعم السعودي القوي والمؤثر هو ما كان ينقصنا في الفترة الماضية نظرًا لمكانة السعودية عالميًّا، والسياسة لا تغيب في أي مجال؛ فللسعودية ثقل سياسي كبير، وحضورها إلى العراق كان يعني الكثير لنا".

وشهدت الفترة التي سبقت رفع الحظر عن الملاعب العراقية تحركات سعودية مؤثرة في أروقة صناعة القرار الكروي العالمي والآسيوي؛ فقد شهدت تلك الفترة عددًا من الاجتماعات والمناقشات بين تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة آنذاك، ورئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس "فيفا"، بإيعاز من القيادة السعودية؛ لبحث رفع الحظر عن العراق، إلى أن تحقق المبتغى في مارس 2018 برفع الحظر.

كما منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– دفعة قوية للعراق لاستضافة كبرى البطولات؛ وذلك بإهداء مدينة رياضية متكاملة بأحدث التقنيات والتجهيزات لبلاد الرافدين، تبلغ كلفة إنشائها نحو 450 مليون دولار؛ لتعزز من البنية التحتية الرياضية في الدولة الشقيقة، وتجعلها على أهبة الاستعداد لاستضافة أحداث رياضية كبرى.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org