ينظم معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، غدًا الأحد، الملتقى العلمي الثاني والعشرين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة تحت شعار "نحو تجربة متميزة لخدمة ضيوف الرحمن" بقاعة الملك عبدالعزيز الكبرى بمقر الجامعة في العابدية، ويستمر ليومين، تحت رعاية خادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقدم عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور تركي بن سليمان العمرو، جزيل شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ على رعايته الكريمة للملتقى ودعمه السخي لكل ما من شأنه أن يرتقي بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.
وقال الدكتور العمرو لـ"سبق": إن الدعم السخي والاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة لكل ما يصبّ في خدمة ضيوف الرحمن ورعايتهم، ليس وليد اليوم، بل هو نهج هذه الدولة المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وسار على ذلك من بعده أبناؤه الملوك رحمهم الله، وامتدّ ذلك حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي لا يدخر دعمًا في كل ما من شأنه تطوير الخدمات المقدَّمة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار؛ مما يسهل عليهم وييسر لهم عبادتهم وأداء نسكهم.
وعبّر عن تقديره وعرفانه لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما يقدمه من عناية ومتابعة مستمرّة لكل ما يدعم تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ودعم مشاريع المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وبيّن الدكتور العمرو أن الملتقى يهدف إلى إبراز أهمّ التجارب والجهود لتقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن، وتوفير الوعاء العلمي للنشر في مجالات الحج والعمرة والزيارة، بالإضافة إلى توفير بيئة علمية لتبادل التجارب والخبرات والدروس المستفادة، وتشجيع الابتكار والأبحاث العلمية في مجال خدمات قطاع الحج والعمرة، وخدمة ضيوف الرحمن، مشيرًا إلى أن أهداف الملتقى تلتقي وتنسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030، وتساهم في تحقيق طموحاتها فيما يتعلّق بإثراء وتعميق تجربة الحج والعمرة لضيوف الرحمن.
وأوضح عميد المعهد أن أعمال الملتقى تشمل "7" جلسات علمية يناقش فيها "27" متحدّثًا عددًا من المحاور العلمية التي تتناول ثقافة تجربة الضيف، الحوكمة والتميز المؤسسي، كفاءة وجودة الخدمات، والعمل على تطوير عمليات اتخاذ القرار وتقديم الخدمات.
وأضاف الدكتور العمرو أن أعمال الملتقى تتضمّن ورشة عمل، ويعقد بمشاركة عدد من الباحثين الأكاديميين المتخصصين، والمهتمين بدراسات الحج والعمرة والزيارة وأبحاثها، وعدد من ممثلي الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص والقطاع الثالث، وكذلك رجال الأعمال والمستثمرون. وقال الدكتور العمرو: إن جلسات الملتقى الـ٢٢ تحفل بالعديد من الموضوعات والدراسات البحثية العلمية المتخصصة، ذات العلاقة بسبل تعضيد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ومواكبة التحولات الرقمية، خصوصًا مع التطور السريع في عالم التقنية والمتغيرات البيئية.
وقال: إن مبادرة تحديد معايير المخيم المستدام بمشعر منى، والتي تم تطبيقها موسم حج 1443هـ، أحد أوراق البحوث الهامة في الملتقى العلمي، غدًا الأحد؛ حيث انطلقت الفكرة من رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء التي دشنها سمو ولي العهد بنسختيها العام الماضي، التي تهدف إلى رفع مستوى جودة الحياة وحماية البيئة للأجيال القادمة؛ حيث تسعى الجهات ذات العلاقة لتعزيز الرؤية الشاملة ونشر ثقافة الالتزام البيئي والصحي بمنظومة الحج للارتقاء بالجودة الصحية والسلامة البيئية داخل مخيمات الحجاج ودراسة التحديات وفرص التحسين الممكنة والتطوير المتاح للوصول لأفضل نموذج تشغيلي للمخيمات خلال مواسم الحج القادمة.
وسيتم خلال الملتقى بحسب العمرو استعراض تطبيق إلكتروني لخدمة المرأة في مناسك الحج، بعنوان "رحلتك" تقدّمه الدكتورة سارة سعود القثامي، والدكتورة بدرية عاطي المتعاني من قسم علوم الحاسب الآلي من كلية الحاسب الآلي، ونظم المعلومات بجامعة أم القرى كتطبيق إلكتروني يهتم بمناسك الحج والعمرة والزيارة في كل ما يتعلق بالمرأة المسلمة.
وقالت الدكتورة سارة القثامي في معرض حديثها عن الدراسة: إن رؤية المملكة 2030 حملت قيمًا راسخة في خدمة الحجاج وتمكينهم من أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة بشكل مريح، وتعزيز رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية، مشيرةً إلى أنه على الرغم من توفُّر عدد كبير من الدراسات والتطبيقات التي تهدف لتحسين خدمات الضيافة المقدمة للحجاج، إلا أن عدد الأبحاث التي تستهدف حل مشكلات المرأة خلال مواسم الحج والعمرة والزيارة ظل محدودًا حتى الآن.
وأضافت القثامي: لقد قدمت معظم التطبيقات والأدبيات أنواعًا محددة من الخدمات، ولم تكن الخدمات التي تخصّ المرأة المسلمة شاملة، كما أنها لم تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات والمشاكل الخاصة بالمرأة في مواسم الحج والعمرة والزيارة.
وأشارت الدكتورة بدرية المتعاني إلى أن فريق البحث قرّر اقتراح تطبيق للهاتف المحمول باسم "رحلتِك"، وهو الأول من نوعه لمساعدة ضيوف الرحمن من فئة النساء فيما يتعلّق بأداء مناسكهن في الحج والعمرة، ويعتبر التطبيق المقترح استمرارًا لجهود المملكة في تقديم خدمات عالية الجودة لضيوف الرحمن، وتعزيز دور المرأة، وتحقيق أهداف رؤية 2030.
وأضافت المتعاني أن التطبيق يتضمّن خمسة أنواع رئيسية من الخدمات هي: الخدمات العامة، والخدمات الشرعية، والخدمات الصحية، والخدمات الاجتماعية، والخدمات الثقافية، وبالإضافة إلى ذلك سيتم توفير تقنية مميزة تتيح للمرأة تتبع رحلتها خلال موسم الحج والعمرة بهدف مساعدتها في تسهيل التجربة الدينية من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة.