تواصل مدينة الرياض تعزيز مكانتها كمركز رئيسي لاستضافة الفعاليات والمناسبات الدولية، مدفوعةً بعدة عوامل رئيسية تسهم في نجاحها المتزايد، حيث شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المؤتمرات والمعارض، مما يعكس نجاحها في جذب الاستثمارات.
واستطاعت الرياض خلال العام الماضي استضافة أكثر من 100 فعالية دولية، نجحت خلالها في إدارة الحشود وتطبيق معايير وخطط تنظيم مميزة؛ مما أسهم في جعلها وجهة مفضلة للمنظمين العالميين وملتقى لتجمّع خبراء العالم تحت سقف واحد وفي بيئة مميزة ومن مختلف الدول.
وفي شهر أكتوبر الحالي تشهد الرياض روزنامة أحداث عالمية تتجاوز 30 حدثًا كبيرًا، حيث تجمع خلالها الخبراء والمهتمين في مختلف المجالات؛ ومن أبرزها: المنتدى الدولي للأمن السيبراني، والقمة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني، وموسم الرياض، والمؤتمر السعودي للمشتريات، ودورة الألعاب السعودية، ومعرض الصقور والصيد السعودي الدولي، ومؤتمر "Learn"، ومنتدى التقنية الرقمية، والمعرض الدولي "Fabex"، والمنتدى اللوجستي العالمي، والقمة السعودية لتحلية المياه والابتكار، وبطولة العالم في الفنون القتالية (نزال معركة العمالقة)، وملتقى الصحة العالمي، والقمة العالمية للبروبتك، والملتقى الدولي للمسؤولية المجتمعية، ومؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار.
وتحظى الملتقيات والمنتديات بدعمٍ كبير، ضمن رؤية السعودية 2030، لتعزيز مكانة المملكة كوجهة اقتصادية وثقافية، وتقدم حوافز للمستثمرين والمنظمين، مثل تسهيلات في الحصول على التراخيص ودعم مالي لبعض الفعاليات، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز بيئة الأعمال وتحفيز النمو الاقتصادي.
وتمتلك الرياض مراكز مؤتمرات حديثة، مثل مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، ومرافق ضيافة متكاملة ومجهزة بأحدث التقنيات وتوفر بيئة مثالية لاستضافة الفعاليات الكبرى، مما يسهم في خلق تجربة متميزة للمشاركين والزوار.
كما تتجه العاصمة نحو تنظيم فعاليات مستدامة بيئيًا، حيث تم تنفيذ مبادرات لتقليل النفايات واستخدام موارد الطاقة المتجددة، وما يعكس ذلك من التزامها بمبادئ الاستدامة العالمية ويعزز من صورتها كمدينة حديثة ومتقدمة، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في تنظيم الفعاليات المستدامة.
وتستضيف الرياض مؤتمرات وفعاليات تركز على الابتكار التقني، مما يدعم الشركات الناشئة ويعزز من الاقتصاد الرقمي، حيث تسعى لتوفير بيئة تحفيزية للمبتكرين عبر توفير التمويل والتوجيه، مما يسهم في إطلاق مشاريع جديدة وتطوير الشراكات بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص. كما تستخدم استراتيجيات تسويقية متطورة، ويشمل ذلك الحملات الدعائية على وسائل التواصل الاجتماعي والشراكات مع وكالات السفر الدولية، لجذب المزيد من الزوار والمشاركين من جميع أنحاء العالم.
وشهدت العاصمة قصص نجاح سابقة للعديد من المؤتمرات والمتلقيات والمنتديات، وسجّلت أصداءً عالميةً جعلت منها أنموذجًا فريدًا في احتضانها لمختلف الفعاليات العالمية؛ ومن أبرزها: المنتدى الدولي للأمن السيبراني، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ومؤتمر ليب LEAP، وندوة قمة التحول الرقمي السعودي DTSS، والمؤتمر الدولي للعلوم والهندسة والتكنولوجيا، مؤتمر أمن المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ISC، ومؤتمر "مستقبل الطاقة"، ومنتدى الاستثمار في التكنولوجيا، ومنتدى مسك العالمي، والمنتدى العالمي للمدن الذكية. وبلا شك روزنامة الرياض مليئة بخبراء العالم وفي مختلف المجالات.
وتُخطّط الرياض لاستضافة المزيد من الفعاليات العالمية في السنوات القادمة، حيث تعمل على تحسين البنية التحتية وتعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية لجذب المزيد من الفعاليات الكبرى، مما يسهم في تعزيز مكانتها كوجهة رائدة في تنظيم الفعاليات، كما تسعى لتوسيع شراكاتها مع جهات دولية رائدة في مجال تنظيم الفعاليات، مما يُعزز من تجربتها في إدارة الفعاليات ويضمن تقديم أعلى مستويات الجودة، باعتبار هذه الشراكات تلعب دورًا حيويًا في نقل المعرفة والخبرات من الخارج إلى السوق المحلي.
وتؤكد هذه الجهود أن الرياض ليست فقط مركزًا للفعاليات، بل تسعى أيضًا لتكون نموذجًا يحتذى به في الاستدامة والابتكار على المستوى الدولي، كما يعكس نجاح في تنظيم هذه الفعاليات على قوتها كعاصمة ثقافية واقتصادية، ويعزز من مكانتها على الساحة الدولية، مما يجعلها وجهة متميزة على خريطة الفعاليات العالمية، كما تسعى لتكون في صدارة مدن العالم من حيث استضافة الفعاليات الكبرى، مما يعكس تطلعاتها الطموحة في تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي.