
في إطار دعم مواهب الأشخاص ذوي الإعاقة، خصّصت جمعية "تيسير" لمساعدة ذوي الإعاقة على الزواج، ركنًا لعرض أعمال ولوحات فنانين من ذوي الإعاقة، وذلك خلال حفل سحورها السنوي وتدشين برامجها الجديدة، يوم الأحد الماضي، والتي كانت محطَّ إعجاب الزوار واهتمامهم ودهشتهم.
وتفصيلًا: عبّر الشاعر والفنان فهد بن حاذور لـ"سبق" عن شغفه بفنّ الحفر على الزجاج الذي استهواه منذ سنتين تقريبًا، وقدم في هذا المجال أكثر من 14 لوحة، مشيرًا إلى أنه يعمل لمدة ساعة يوميًّا لإنجاز اللوحة الواحدة التي تستغرق منه بين أسبوع إلى أسبوعين، وقد تطول المدة بحسب حجمها ومقاسها.
وكشف "حاذور" أنه يخطط لنقل إبداعه من مرحلة الهواية إلى المهنة والاحتراف، وقد بدأ مؤخرًا بفتح مشروع خاص له في هذا المجال، متمنيًا من الله التوفيق.
وحثّ زملاءه الموهوبين والمبدعين من ذوي الإعاقة، على تنمية موهبتهم والاهتمام بها ورعايتها، وأنشد قائلًا: الإعاقة ما هي إعاقة جسد، ولا نقص إنسان من يوم انولد، الإعاقة هي قِلّ الوفاء لهذا البلد وأهل البلد!
وأشار إلى أن اهتمامه بالشعر بدأ في السابعة من عمره، وألقى العديد من القصائد لجده سليمان بن حاذور، رحمه الله؛ منها قصائد السامرية المعروفة؛ حيث يحفظ له أكثر من 100 قصيدة.
ومن جانبها ذكرت فنانة البورتريه أنغام عادل، وهي كفيفة البصر جزئيًّا؛ أنها ترسم بالفحم الأبيض والأسود، وبدأت منذ سنتين ونصف، وتستغرق منها اللوحات ما بين أسبوع أو أسبوعين، وقدمت أكثر من 30 لوحة منها 10 ذات جودة عالية.
وأشارت "أنغام" إلى أنها شاركت في عدد من المعارض، وقد اعتمدت على تطوير موهبتها بنفسها من خلال التعلم الذاتي عن طريق اليوتيوب.
وأضافت: طموحي أن أكون فنانة معروفة، ولن تقيّدني الإعاقة في سبيل مواصلة طريقي نحو التميز والإبداع في هذا الفن، داعية رجال الأعمال والإعلام والمجتمع إلى الاهتمام بمواهب المعاقين وتشجيعهم ودعمهم.
وفي جانب آخر من المعرض، كانت الفنانة التشكيلية نورة حمود من ذوي الإعاقة البصرية، تعمل على إنجاز لوحة المجرة مباشرة أمام الزوار، وأنهتْها خلال 5 دقائق.
وأكّدت الفنانة "الحمود" أنها ليست معاقة، وليست كفيفة، وليست عاجزة، بعد أن منحها الله ريشة فنان، مشيرة إلى أنها تحرص على تقديم كل أنواع الفن الذي يحمل رسالةً وهدفًا.
وحصدت "رسامة الظلام" العديد من الجوائز الفنية؛ منها الجائزة الأولى على مستوى المملكة من ذوي الاحتياجات الخاصة التي نظمتها جامعة الملك سعود، وبرعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز، والجائزة الثانية من الشيخ محمد بن راشد، والجائزة الثانية في سلطنة عمان، والجائزة الثالثة في كندا.
وتعدّ جمعية "تيسير" لمساعدة ذوي الإعاقة على الزواج من الجمعيات غير الربحية، ومرخصة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في الرياض، وهي أول جمعية من نوعها على مستوى الوطن العربي تتخصّص في مساعدة ذوي الإعاقة على الزواج من الجنسين بمختلف إعاقاتهم؛ سعيًا إلى بناء وتكوين أسر مستقرّة.