أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم، في خطبة الجمعة اليوم، المسلمين بتقوى الله تعالى حق التقوى، مبينًا أن حقيقة العبودية لله تعالى تنشأ من غاية الحب له مع غاية التذلل.
وقال "القاسم": العلم بأسماء الله تعالى وصفاته أصل العلوم وأشرفها فهو العلم الذي تقوم عليه معرفة الله تعالى، وأن أعظم حاجة للأرواح هي معرفة بارئها ولا سبيل لمعرفته إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه تعالى.
وأضاف: بقدر معرفة العبد بأسماء الله تعالى وصفاته يكون حظه من العبودية، وكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه، إن الله تعالى يُنزِل العبد من نفسه حيث أنزله العبد من قلبه.
وبيّن أن أسماء الله تعالى كلها أسماء مدح فوصفها بأنها كلها حسنى لدلالاتها على أوصاف الكمال، وأن من أسماء الله تعالى الكبير فهو الكبير في ذاته وصفاته الموصوف بالأكبر والكبرياء، مشيرًا إلى أن من حقق أن الله عالٍ على مخلوقاته، وأكبر من كل شيء عظمه وخضع له وتذلل لكبريائه فلن يصرف العبادة لأحد سواه قال جل من قائل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}.
وأضاف: المخلوقات لا يُحصِي عددها إلا الله تعالى ولا يدرك علومها غائبها وشاهدها إلا الله، قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}، وإن من صفات الله الكلام وكلامه منعوت بالجلال والعظمة، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خُضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا -للذي قال- الحقَّ، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض".
وأشار إلى أن المقصود من عبادات أهل السماء تكبير الله تعالى وتعظيمه وإجلاله وإكرامه، مبينًا أن التكبير شعار للعبادات فالتكبير في الصلاة ذل، وإنكار بين يدي كبرياء الله تعالى وعظمته.
وفي الخطبة الثانية، بيّن إمام وخطيب المسجد النبوي، أن سعادة العباد وصلاحهم مقرونان بمعرفة الله تعالى، ويكون وحده غاية مطلوبهم والتعرف عليه قرة عيونهم، وأن الكبرياء من خصائص الربوبية، قال صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني بشيء منهما عذبته"، محذرًا من العلو والتكبر على الخلق والتعاظم عليهم وظلمهم.
وختم بالتذكير أن من أوتي قوة ودعته نفسه إلى ظلم ضعيف أن الله أكبر ذاتًا وقدرًا وقهرًا قال تعالى: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.