قصص لأطباء سعوديين أعادوا المرضى من "الميئوس منها" إلى حياة جديدة

شهد القطاع الصحي في السعودية نهضة شاملة في السنوات الأخيرة، سواء في المنشآت الصحية، أو الجهود المبذولة في مكافحة الأوبئة، ومواجهة الأزمات الصحية. كما استطاع أبناء السعودية من الأطباء الاستحواذ على الاهتمام العالمي بفضل قدراتهم المهنية المدهشة، التي ساعدت في إنقاذ الكثير من المرضى، الذين كانت حالاتهم تُصنَّف ضمن "الميئوس منها"؛ لتكتب أيادي الأطباء السعوديين –بفضل الله- معجزات صحية جديدة.

ومؤخرًا نجح فريق طبي في قسم جراحة الفم والوجه والفكين بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض في استخراج سيخ حديدي من جمجمة مقيم هندي، وإجراء عملية جراحية له، بعدما وصل إلى مستشفى القويعية وهو يعاني من دخول سيخ تعليق الذبائح في جمجمته إثر سقوطه من ارتفاع، واختراق أنسجة العين اليمنى، وتهشيم سقفها، بالقرب من العصب البصري.

وقبل أسابيع قليلة استطاع استشاري جراحة العمود الفقري في مدينة الملك فهد الطبية، الدكتور سلطان الدبيان، برفقة فريق طبي، إعادة المشي لشاب بعد شلل الحركة لمدة 6 أشهر باستخدام المشاية.

وقال الطبيب: "الفتى يبلغ 16 سنة، ويعاني ضمورًا، وتطورت الحالة؛ إذ لا يستطيع الجلوس لفترات طويلة، وكان مستلقيًا على ظهره معظم وقته، وتم عمل الفحوصات اللازمة للمريض، وقررنا إجراء العملية التي كان الهدف منها أن نساعده على الجلوس بدون أي ألم، وتم إجراء العملية، وظل المريض بعدها شهرين في المستشفى، والحمد لله الآن يستطيع المريض الجلوس بدون أي مشكلة".

وقبل ذلك حصد الفريق الطبي بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، بقيادة بروفيسور جراحة الأطفال الدكتور عمر منصور، اهتمامًا واسعًا؛ وذلك بعدما تمكَّن من إنقاذ حياة طفل في السادسة من عمره؛ حضر لطوارئ المستشفى وهو يشتكي ألمًا في البطن، يلازمه منذ أربعة أيام، وازدادت الآلام مع الوقت؛ فتم عمل الفحوصات اللازمة، وأظهرت صور الأشعة وجود جسم غريب في الأمعاء "سوار".

وعلى الفور تم إدخال الطفل غرفة العمليات، واستخراج الجسم الغريب، واستئصال الأجزاء المتضررة من الأمعاء في عملية استغرقت ساعتين ونصف الساعة، تكللت بالنجاح، واستقرت حالة الطفل بعد ذلك.

وفي معجزة طبية حقيقية أنهى فريق طبي جراحي من مستشفى الملك فهد بجدة معاناة فتاة، تبلغ من العمر 20 عامًا، وتعاني تقوسًا بالعمود الفقري، وذلك بعد إجراء عملية جراحية معقدة لها، تكللت بالنجاح.

ومن جهته، أشار الدكتور خالد مدني، رئيس الفريق الطبي، الذي قام بإجراء العملية وأشرف عليها، إلى أن المريضة كانت تعاني تقوسًا بالعمود الفقري بدرجة 46، وتسمى بمرض الجنف، وكانت تحتاج لإجراء عملية جراحية لتعديل التقوس، ومنع ازدياد الانحراف في المستقبل.

وفي واقعة أخرى، تحمل معاني الإنسانية والكفاءة كافة، تمكَّن فريق طبي بمستشفى الملك عبدالله في بيشة من إجراء تدخل طبي عاجل لإنقاذ مريض من الإصابة بشلل نصفي نتيجة حادث مروري، تسبَّب في إصابته بكسر منتقل غير مستقر بالفقرة القطنية الثالثة، مع إصابة الحبل الشوكي؛ ما أدى لحدوث ضعف شديد في حركة الطرفين السفليين، مع نقص الإحساس، وألم شديد في أسفل الظهر والحوض.

وقد أجرى الفريق الطبي عملية جراحية فورًا للمريض لإزالة الضغط عن الحبل الشوكي، وتثبيت الفقرات بمسامير وقضبان بين الفقرتَين القطنيتَين الثانية والرابعة.

وفي مطلع العام الحالي حقق فريق طبي بمستشفى قوى الأمن بالرياض إنجازًا جديدًا، يُضاف إلى سلسلة الإنجازات التي حققتها الخدمات الطبية بوزارة الداخلية؛ إذ نجح في إجراء عملية جراحية، تُعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، تمثلت في استخراج حصوات من الغدد اللعابية باستخدام المنظار والروبوت "الجراح الآلي".

وقالت الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية عبر حسابها الرسمي على تويتر: "في أول عملية من نوعها في الشرق الأوسط، استخرج فريق طبي من مستشفى قوى الأمن بالرياض حصوات الغدد اللعابية بتقنية المنظار والروبوت (الجراح الآلي)".

من جهته، قال الدكتور ماجد الثبيتي، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق رئيس الفريق الطبي، في تصريح له: "إن الفريق الطبي نجح -بفضل من الله- في استخدام المنظار والروبوت (الجراح الآلي) في إزالة الحصوات مع المحافظة على الغدد اللعابية، واستمرار عملها".

وفي العام الماضي نجح فريق طبي بمستشفى الملك فهد المركزي بجازان في إعادة الوظائف الحركية ليد مريضة، كانت تعاني اعتلالاً حسيًّا وحركيًّا باليد اليسرى.

وأوضحت "صحة جازان" أنه بعد إجراء الفحوصات اللازمة للمريضة تقرر إجراء عملية جراحية طارئة، تتمثل في تحرير الأعضاء المحيطة، واستئصال التمدد المتسبب في الاعتلال الحسي، وترميم الشريان المصاب، وإعادة الوظائف الحركية والحسية للطرف العلوي، وتقديم كامل الرعاية الطبية والخدمات اللازمة للمريضة بعد العملية حتى تماثلها للشفاء، ومغادرتها المستشفى.

كما استطاع الفريق الطبي في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي للأطفال التابع للحرس الوطني بالعاصمة الرياض أن يحصد إعجاب العالم العام الماضي؛ وذلك بعدما نجح في فصل التوأم الطفيلي اليمني عائشة في عملية جراحية استمرت نحو 8 ساعات، وشارك في إجرائها 25 طبيبًا سعوديًّا، وخضعت فيها التوأم عائشة لثماني مراحل من العملية الجراحية، وتم فيها استئصال أطراف سفلية إضافية ومزدوجة متطفلة على التوأم.

وحينها أكد رئيس الفريق الطبي والجراحي، الدكتور عبدالله الربيعة، أن عملية فصل التوأم الطفيلي اليمني سارت أسرع من الخطة التي وُضعت لها، وأن الحالة مستقرة.

وفي معجزة طبية من الطراز الأول نجح فريق طبي متخصص في جراحة وزراعة القلب للكبار بمركز الأمير سلطان ومعالجة أمراض وجراحة القلب بالقوات المسلحة في عام 2019 في إنقاذ حياة مريض، توقَّف قلبه لمدة 20 دقيقة، وذلك من خلال إجراء عملية زراعة قلب استثنائية ونادرة، استمرت 12 ساعة متواصلة.

أوضح ذلك استشاري جراحة وزراعة القلب مدير جراحة القلب للكبار بالمركز رئيس الفريق الجراحي، الدكتور خالد القرني، مضيفًا بأن المريض البالغ من العمر 46 عامًا تمت إحالته إلى المركز بسبب إصابته بفشل القلب المتقدم، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للمريض تم وضعه على قائمة زراعة القلب، وفي اليوم الذي كان فيه القلب متاحًا للزراعة، وأثناء التخدير، توقَّف قلب المريض، وعلى الفور بدأ الفريق الطبي بإجراء عملية الإنعاش القلبي التي استمرت 20 دقيقة، وفي الوقت ذاته قام الفريق الجراحي بوضع المريض بشكل طارئ على جهاز دعم الدورة الدموية من خلال الشريان والوريد الفخذي.

وقبل أعوام أيضًا نجح أطباء مدينة الملك فهد الطبية في إنقاذ حياة طفلة؛ وذلك باستخراج رصاصة بعد أن اخترقت رأسها بإطلاق نار أثناء الاحتفال بأحد الأعراس بالسعودية.

وتعليقًا على الواقعة أوضح حساب مدينة الملك فهد الطبية على تويتر أن الحادثة نتيجة إطلاق نار في إحدى مناسبات الأفراح بوادي الدواسر، حين كانت طفلة برفقة والدَيْها في استراحة مجاورة للحفل.