مع خطط ربط مدن المملكة بشبكة متكاملة من خطوط السكك الحديدية، يطالب الكاتب الصحفي وليد الزامل بضرورة أخذ خمسة أمور بالاعتبارات عند إنشاء تلك الشبكة، ومن أبرز هذه١ الاعتبارات، أن تكون تكلفة استخدام القطارات للانتقال بين المدن أو نقل البضائع أقل من تكلفة استخدام بدائل النقل الأخرى، وأن تسهم الشبكة في التنمية الإقليمية للمدن الصغيرة بأنحاء السعودية.
وفي مقاله "النقل بالسكك الحديدية وتنمية المدن" بصحيفة "مكة"، يقول الزامل: "تسهم خطوط السكك الحديدية في استقرار السكان في المدن الصغيرة والأرياف، حيث يكون الانتقال إلى المدن الكبرى بواسطة هذه السكك الحديدية والعودة إلى المدينة أو الريف في وقت قصير نسبيا".
ويرصد "الزامل" تاريخ إنشاء السكك الحديدية بالمملكة، ويقول: "محليا، بدأ العمل على إنشاء أول خط حديدي في المملكة العربية السعودية عام 1947 لربط العاصمة بالموانئ البحرية ونقل المعدات الثقيلة بوسيلة نقل آمنة وقليلة التكلفة، وتم تدشينه في عام 1951 ليسهم لاحقا في ازدهار العديد من النشاطات الصناعية وربطها بالأسواق.. وفي عام 2017 تم إطلاق مسار قطار الشمال الذي يتكون من خطين يمتد الأول باتجاه الشمال الغربي إلى الحديثة بالقرب من الحدود الأردنية مرورا بمدينة المجمعة، وبريدة، وحائل، والجوف، والقريات.. في حين يمتد الخط الثاني من مركز الزبيرة التابع لمنطقة حائل حيث منجم الزبيرة للبوكسايت ومن حزم الجلاميد حيث منجم الفوسفات إلى منشآت المعالجة والتصدير في رأس الخير على ساحل الخليج العربي.. كما تم تشدين قطار الحرمين الذي يربط مدينة مكة المكرمة بالمدينة المنورة مرورا بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية".
كما يتناول "الزامل" الخطط المستقبلية بهذا الشأن، ويقول: "أما الخطط المستقبلية فتشمل ربط مدن المملكة العربية السعودية بشبكة متكاملة من خطوط السكك الحديدية تشمل الجسر البري من مدينة الرياض وصولا لمدينة جدة وعمل امتداد لمحطة المدينة المنورة وصولا إلى مدينة تبوك في الشمال، وربط مدن خميس مشيط، وأبها، والطائف، وجازان.. كما تشمل الخطط المستقبلية بناء خطوط متكاملة للسكك الحديدية تربط المملكة العربية السعودية بدول مجلس التعاون الخليجي".
ويروي "الزامل" تجربته مع قطار الشمال، ويقول: "في الأسبوع الماضي قمت بتجربة قطار الشمال من محطة الرياض إلى محطة القصيم. استغرق زمن الوصول للوجهة النهائية قرابة الثلاث ساعات مضت بشكل سريع.. القطار مريح وتتوفر به كافة التسهيلات والاحتياجات للمسافرين بما فيها الوجبات الغذائية والمقاعد المريحة ودورات المياه. ومع أن سرعة سير القطار تعد مقبولة نوعا ما؛ إلا أن إجراءات الانتظار والدخول للكبينة تعد الأسرع إذا ما قورنت بوسائل النقل الأخرى. دورات المياه نظيفة ومناسبة ولكن عند الدخول لها تحتاج إلى ضغط زر الإقفال الالكتروني؛ لأنها لا تقفل تلقائيا، وفي حال النسيان أو عدم الضغط على هذا الزر يمكن لأي شخص من الخارج فتح الباب".
ويطرح "الزامل" خمسة أمور يجب مراعاتها عند إنشاء شبكة السكك الحديدية، ويقول: "على أي حال أرى أن التوسع في إنشاء خطوط السكك الحديدية في المملكة العربية السعودية أمر في غاية الأهمية وهو جزء مساهم في تنمية المدن الصغيرة والقرى والحفاظ على استقرار السكان مع ضرورة الأخذ بالاعتبارات التالية:
أولا: التموضع المكاني لمحطات النقل الخاصة بالقطارات بشكل يتماشى مع التوجه الاستراتيجي للتنمية الإقليمية للمدن الصغيرة.
ثانيا: تعزيز اتصالية خطوط السكك الحديدية مع المدن المحاذية لها من خلال بناء محطات توقف لتنمية هذه التجمعات العمرانية.
ثالثا: العامل الاقتصادي ونعني به أن تكون تكلفة استخدام القطارات للانتقال بين المدن أو نقل البضائع اقل من تكلفة استخدام بدائل النقل الأخرى.
رابعا: العامل الزمني ويتمثل في أن يكون زمن الوصول للوجهة النهائية أسرع أو مقارب لبدائل النقل الأخرى.
وأخيرا: تعزيز الجاذبية لاستخدام القطارات من خلال تهيئة البيئة المناسبة لرحلة الاستخدام بداية من المقصد وحتى الوصول للوجهة النهائية".