

قال المستشار الإعلامي عبدالعزيز المدخلي إن المنظومة الإعلامية شهدت مؤخرًا تحولًا عميقًا مع دخول الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل صناعة المحتوى، بدءًا من جمع المعلومات، مرورًا بالتحليل والصياغة، وصولًا إلى إنتاج الصور والفيديو وبناء استراتيجيات النشر، ما ولّد تساؤلات بين الإعلاميين: هل الذكاء الاصطناعي منافس فعلي أم شريك يعزز حضورهم؟
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لم يدخل المجال الإعلامي لإزاحة الإنسان، بل لتقديم حلول مبتكرة ترتقي بجودة العمل، حيث مكّن المؤسسات من رفع الكفاءة بفضل سرعة المعالجة، ودقة التحليل، وتوفير الوقت في المهام الروتينية التي كانت تستنزف جهد الإعلامي.
وأشار إلى أن الخوارزميات اليوم قادرة على قراءة آلاف الصفحات خلال ثوانٍ، واستخلاص أبرز النقاط، والتنبؤ بتفاعل الجمهور، بل وإعداد مسودات أولية للمواد الصحفية. ومع هذا التطور، بدأت غرف الأخبار تتحول إلى "غرف هجينة"، يعمل فيها الإعلامي جنبًا إلى جنب مع الأدوات الذكية، حيث يتولى النظام الأعمال المتكررة، بينما يركّز الإعلامي على التحليل وصياغة الرسائل الإنسانية.
وأضاف أن هناك مساحة لا يمكن لأي تقنية تجاوزها، كالفهم الإنساني للسياق، واستشعار النبرة المناسبة للنص، والتعامل الأخلاقي مع المعلومة، وهي مهارات لا تكتسب بخوارزميات، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات، فيما يعتمد الإعلامي على خبرته ووعيه وروح الحدث.
واختتم المدخلي تصريحه بالتأكيد على أن مستقبل الإعلام يقوم على شراكة فاعلة بين الإنسان والتقنية، والإعلامي القادر على التكيف مع أدوات الذكاء الاصطناعي سيكون الأسرع والأدق والأكثر قدرة على المنافسة، أما من يتجاهل هذا التحول فسيجد نفسه بعيدًا عن مضمون الإعلام الجديد.