
يقول الراوئي الروسي "أندريه غيلاسيموف" رئيس لجنة تحكيم جائزة “تاريخ المستقبل” الأدبية الدولية في الخيال العلمي، التي أطلقتها شركة “روساتوم” الروسية كجسر بين الأدب والعلوم، أن الاحتفاء بالخيال العلمي ضروري لأنه يحظى بقاعدة جماهيرية واسعة ويستطيع الوصول إلى “عقول وقلوب” أكثر مما تفعل الأنواع الأدبية الأخرى.
ويضيف:“الخيال العلمي قادر على صياغة معانٍ عميقة وقيم حياتية، مثل الأدب النفسي أو الفلسفي تمامًا”. ويرى أن الجائزة التي يترأسها لا تسعى إلى تخويف الناس من المستقبل أو التحذير منه، بل إلى رسم صورة لعالم يرغب الأحفاد في العيش فيه، عالم يرتكز على القيم الإنسانية وينعكس فيه التقدم العلمي والتكنولوجي.
وعن رؤيته الشخصية للمستقبل، قال غيلاسيموف:“أحلم بمجتمع يعيش على الوعي التعاقدي، تُحل فيه النزاعات عبر الدبلوماسية والقانون، ويستطيع الناس أن يثقوا ببعضهم البعض دون خوف، ليس كواجب، بل كحاجة إنسانية أساسية”. ويشرح غيلاسيموف أن الموهبة والقدرة على الإقناع الأدبي هما أبرز ما يبحث عنه في الأعمال المرشحة، إضافة إلى “قوة وحيوية الأفكار العلمية، والصراع الدرامي المثير، والخيارات المستحيلة التي تواجه الأبطال”.
وبشأن تأثير الأدب على العلم، يستشهد غيلاسيموف بسابقة جول فيرن التي ألهمت أجيالاً من المهندسين. وعن مكانة الخيال العلمي الروسي، يؤكد:“الأدب الروسي بطبيعته طليعي، وربما يتأخر بعض كتابنا في المبيعات، لكنهم يتفوقون بجودة النص وحداثة الأفكار”.
ويرى غيلاسيموف أن الأدب سيبقى دائمًا معنيًا بـ”استكشاف الإنسان وسر وجوده”، مهما تغيّرت الوسائط من كتاب ورقي إلى فيديو أو تقنية ثلاثية الأبعاد. ويضيف:“الكتابة بالنسبة لي طريقة عيش.. أراقب، أستمع، أحلل، وأحاول أن أعكس لحظة من الفهم في نص أدبي”.
وكشف غيلاسيموف أنه ينجز حاليًا سيناريو لمسلسل يتناول مرحلة مهمة من تطور الاقتصاد الروسي، على أن يحوّله لاحقًا إلى رواية. أما العمل الذي يود أن يتركه للأجيال المقبلة فهو رواية “آلهة السهوب”، التي قال إنها تجسد “النغمات المعقدة للروح الروسية”.
ويبرهن غيلاسيموف أن الأدب ليس مجرد انعكاس للحاضر، بل أداة لتخيل مستقبل أكثر إنسانية، يوازن بين العلم والخيال، ويضع الإنسان في قلب الحكاية.