كان الاحتفال بتوحيد المملكة العربية السعودية بهيجًا وعظيمًا في مختلف أنحاء ومناطق المملكة، للدرجة التي تصف بها صحيفة أم القرى في عددها رقم 407 في الأسبوع التالي لتوحيد البلاد عام 1932م أن القلم يعجز عن وصف تلك الاحتفالات البهيجة، لافتة إلى أنها وردها رسائل عديدة من مراسليها، وضاق نطاق الصحيفة عن نشرها من كثرتها.
وكان الاحتفال الرئيس الذي جرى في العاصمة الرياض قد حضره المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه -، إضافة إلى كبار الأمراء من أسرة آل سعود، وغيرهم من الأمراء في الرياض، فضلاً عن رؤساء القبائل والشخصيات الوجيهة.
وقد أوردت صحيفة أم القرى في عددها المشار إليه أعلاه نص برقية لا سلكية أرسلها الملك سعود، إلى أخيه الملك فيصل (كانا أميرين آنذاك)، تتضمن وصف الاحتفال الذي جرى في الرياض يوم إعلان تحويل اسم المملكة، ونص الخطاب الذي ألقاه في الحفل، حيث كان الملك فيصل وقتها مشغولاً بمتابعة شؤون الدولة في منطقة الحجاز، وذلك بموجب تكليف من الملك عبدالعزيز الذي عينه عام 1926 نائبًا له في منطقة الحجاز.
وجاء في نص البرقية: "في هذا الصباح عُقد اجتماع عظيم في الرياض، حضره كبار أمراء العائلة السعودية، وكبراء الأمراء الموجودين في الرياض من رؤساء القبائل ووجوه الرياض، وقد شرف الاجتماع جلالة مولاي الملك، وقد أعلنا توحيد مملكتنا، وتحويل اسمها من المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية، وهذا نص الخطاب الذي ألقيناه في الحفلة، وقد كان السرور عامًا بهذا التوحيد".
وجاء نص خطاب الملك سعود في الحفل: "الحمد لله نحمده ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونصلي ونسلم على خير أنبيائه وأخصائه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، نستفتح بالذي هو خير: أما بعد فإنا نحتفل اليوم في هذا البلد العربي إعلانًا لفرح بلادنا وشعبنا باتحاد مملكتنا العربية، واتحاد أجزائها، وذلك تلبية لما كان يجيش في صدر كل عربي مخلص لهذه البلاد من زمان، وإجابة للطلبات المتوالية التي وردت على جلالة الملك بطلب التوحيد.
ولقد وافق أيده الله على التوحيد بضم أجزاء هذه المملكة، وإننا نعلن في هذه العاصمة العربية للملأ إن هذه المملكة بعد توحيدها أصبحت (المملكة العربية السعودية) بدلاً من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها)، إيذانًا بإزالة الفوارق التي بين أجزاء هذه المملكة الوحيدة سائلين الله تعالى أن يجعل هذا التوحيد جامعًا لشمل العرب، وتوحيد كلمتهم وتقوية لشأنهم وحفظًا لمقامهم من المجموعة الدولية العامة إنه على كل شيء قدير".