يضع سكان محافظة العارضة شرق جازان، ملف "الأشعة المقطعية" على طاولة المدير الجديد بعد تكليفه، على أمل إنهاء مشقة رحلة السفر التي يقطعها المرضى بحثًا عنها في المستشفيات الأخرى، حيث إن المعاناة مستمرة منذ سنوات طويلة على الرغم من افتتاح مبنى المستشفى الجديد، والذي كلف ميزانية تتخطى الـ 45 مليون ريال.
ويعمل حاليًا المستشفى على نقل المرضى الذين يحتاجون إلى أشعة مقطعية إلى مستشفيات أخرى لإجرائها ومن ثم إعادتهم مرة أخرى من خلال الإسعاف، وهو أمر قد يزيد من تأزم الحالة، خصوصًا للحالات الطارئة التي تفرق فيها الثواني.
وتفصيلاً، قال مواطنون لـ"سبق" إن مستشفى بهذه التكلفة الكبيرة يخدم قرابة 100 ألف نسمة في العارضة ولا توجد فيه أشعة مقطعية هو أمر محيّر ومثير للاستغراب!
ولفتوا إلى أنه وعلى الرغم من أهميتها في التشخيص الدقيق، خصوصًا للذين يتعرضون إلى الحوادث، إلا أن المستشفى لا يزال يفتقر لها، مشيرين إلى أن المستشفى يلجأ إلى إرسال المرضى المحتاجين لهذا النوع من الأشعة، إلى مستشفى أبوعريش العام أو بني مالك.
وأوضحوا أن ذلك يحتاج إلى بعض الوقت من تحويل ونقل ومسافة الطريق الطويلة وغيرها من العقبات، مبيّنين أن هذه المدة التي يستغرقها المريض في النقل قد تدهور الحالة، لا قدر الله، مشيرين إلى أن وجودها أصبح أمرًا مهمًا وقد ينقذ حياة الكثير من المرضى، بعد الله.
وأضافوا أنه في حال وصول أكثر من حالة للمستشفى في حادث أو ما أشبه ذلك فسيدخل في حرج وحالة من الارتباك لعدم توفرها، وهو ما قد يتسبب في تأزم تلك الحالات وتأخر علاجها.
وقالت "صحة جازان" في وقتٍ سابق لـ"سبق" بعد نشر تقرير عن غياب الأشعة عن المستشفى القديم قبل افتتاح الجديد، إن لكل مستشفى نطاق خدمات محددًا، ونطاق الخدمات لمستشفى العارضة لا يشمل تقديم خدمات الأشعة المقطعية التي يتم تقديمها من خلال 16 جهاز أشعة مقطعية موزعة بمستشفيات المنطقة.
وبيّنت أن بعض طلبات الأشعة المقطعية مرتبطة بتخصصات معينة لا تتوافر إلا في المستشفيات التحويلية، كجراحة المخ والأعصاب والأوعية الدموية وجراحة الصدر، غير أنها غابت عن المستشفى الجديد بعد افتتاحه لتبقى المعاناة.