يقارن الكاتب الصحفي خالد مساعد الزهراني، أوضاع المواطن مع السكن، ما بين السكن بالإيجار، أو امتلاك شقة، أو حتى امتلاك بيت، راصدًا مميزات كل حالة، وكاشفًا عن رأيه الخاص في هذه القضية.
وفي مقاله "بيت، شقة، إيجار" ماذا تختار؟!" بصحيفة " المدينة"، يقول الزهراني: "اختلاف القناعات سمة "بشرية"، فما يروق لك قد لا يروق لغيرك، وما لا تفضِّله أنت، تجده خيارًا مفضّلًا عند غيرك، وهكذا تسير الحياة، كلٌّ يمضي حسب قناعته وما يؤمن به، دون أن أغفل وجود عينة لديها القدرة على أخذ القرار بناء على معطيات تقرؤها بعناية، حتى وإن كان ذلك يخالف قناعاتها.
ويؤكّد "الزهراني" أن المسكن هو حلم العمر، ويقول: "في شأن امتلاك "المسكن" يظلّ الهاجس الذي يشغل بال الجميع، وهم على كل حال محقُّون في ذلك؛ فإن تمتلك المسكن الذي يأويك وأسرتك، فأنت أنجزت ما يتمنّاه الجميع، بعيدًا عن أي منجزات أخرى من منجزات الحياة، يدرك ذلك "حقيقة" مَن عانى من سنوات الإيجار وانتقل إلى بيت "ملك"، حتى وإن كانت تكلفة ذلك عليه باهظة".
ويرصد الكاتب أول الآراء، ويقول: "في وقت يرى فريق آخر أن بقاءه مستأجرًا -بناء على "دخله"- أفضل له من أن يدخل في متاهات شراء أرض أو شقة سيدخل معها في معاناة طويلة الأمد، من استقطاع لا يبقي من دخله إلا القليل، وهذا ما تدلّ عليه كل شكاوى "تعثرات" السداد، وتراكم الديون، التي أدخلت من كان هدفه من الشراء السعة؛ ففتح عليه بذلك باب "الضيق".
وعن شراء شقة، يقول الكاتب: "في جانب آخر يأتي مَن يفضّل شراء شقة تتناسب مع دخله، ولكنها في الواقع ليست هدفه البعيد، إنما ينظر لذلك من باب أنها أفضل من أن يبقى مستأجرًا، على الأقل في النهاية سيخرج بشقة "ملك"، عكس الإيجار الذي لن تخرج منه بشيء سوى القليل من الأثاث إن صلح، هذا الواقع وقفت عليه عن تجربة مع من قام بشراء شقة، ثم عمل في الجانب الآخر على شراء أرض، ومن ثم البناء خلال تلك السنوات، وفي النهاية قام ببيع تلك الشقة بسعر اليوم، وكأنه سكن كل تلك السنوات "بالمجان" وزيادة.
ويرفض "الزهراني" الإيجار، ويقول: "بناء على معطيات اليوم، وما حدث من ارتفاع في الأسعار، وبما يؤكد على أن ما كان متاحًا بالأمس فإنه يتعذّر اليوم؛ فإنني وكرأي خاص أرى أن البقاء مستأجرًا ليس الحلّ الأفضل؛ لأنك في النهاية ستصطدم بواقع تتمنى معه أنك امتلكت لك شقة على الأقل، في وقت ترى أنه قد "فات الميعاد"، لا من حيث مقدرتك المادية على الشراء في ظل تزايد مصاريف أسرتك، ولا من حيث السعر الذي يفوق مقدرة دخلك".
ويرجح "الزهراني" شراء شقّة واسعة إلى حين، ويقول: "وعليه فإنني أرجح فكرة شراء شقة "واسعة" مراعاة لما سوف تفرضه الحاجة في السنوات القادمة، وإن ساعد الدخل فشراء فلة أو عمارة "استثمارية" أفضل من ذلك، وبما يساعد على سداد الأقساط على طريقة "عصفورين بحجر واحد"، وهنالك بالفعل من نجح في تحقيق ذلك فأصبح سداد الأقساط من الدخل".
وينهي "الزهراني" محذرًا من جشع تجار العقارات، ويقول: "مع التأكيد في جانب الشراء على أن تأخذ وقتك في البحث، والتأكد من كل الضمانات، وأخذ مشورة المكاتب الهندسية المعتمدة، في ظل ما نشاهده من معاناة "ضحايا" جشع تجار فلل "الكرتون"، وتأكد أن من كان يسعى وراءك عند قدومك للشراء، لن تجده بعد اعتمادك على ذلك جرى التوقيع، فكونوا على حذر.. وعلمي وسلامتكم".