نجحت المملكة في تكريس مكانتها كإحدى أبرز الوجهات الرياضية العالمية، بعزيمة أبنائها وهمتهم، ونحن على ثقة أن ما تهيئه المملكة من قدرات وإمكانات إلى جانب جهود وتعاون المجتمع الدولي.
كانت هذه كلمات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، كشفت عن جهود استثنائية تخوضها المملكة لصناعة مستقبل مشرق ومتميز لرياضة كرة القدم، تترك فيه السعودية إرثًا إيجابيًّا يمتدّ إلى ما بعد عام 2034.
ذلك العام الذي تستضيف فيه المملكة بطولة 2034، سيكون العالم فيه على موعد مع "نسخة استثنائية وغير مسبوقة من بطولة كأس العالم لكرة القدم، من خلال تسخير نقاط قوتنا وقدرتنا لإسعاد مشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم"، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أكد أن تلك النسخة التي تأتي تحت شعار "ننمو معًا"، تجسد الرابط بين المملكة وشعبها وكرة القدم العالمية، عبر تنمية لعبة كرة القدم، وتوسيع فوائدها في المملكة العربية السعودية وكل جزء من العالم.
من خلال تدشين وتحديث 15 ملعبًا على الطراز العالمي، موزعين على 5 مدن وهي: الرياض، الخبر، جدة، نيوم، أبها، إضافة إلى 10 مواقع أخرى تستعدّ المملكة لاستضافة كأس العالم 2034، والذي سيكون حدثًا استثنائيًّا سيفد إليه المشاركون ومشجعو اللعبة إلى المملكة من خلال 16 مطارًا دوليًّا، تعمل الرياض على إنشاء بعضهم وتحديث الآخرين، والـ15 ملعبًا المقترحة في 5 مدن مضيفة تتنوع بين مزيج من 4 ملاعب قائمة، و3 قيد الإنشاء، و8 ملاعب جديدة مخطط لها.
وقد صُمّمت جميعها لتلبية احتياجات البنية التحتية طويلة الأجل في المملكة، وستضم المدن المضيفة الخمسة موقعين مقترحين لمهرجان مشجعي الفيفا، بينما تم اقتراح 10 مواقع مضيفة أخرى لدعم معسكرات الفريق الأساسية. ليس هذا فحسب، بل إن المملكة التي تعدّ الدولة الوحيدة التي تستضيف بطولة كأس العالم بمفردها بالشكل الجديد، تعمل على خطط شبكة السكك الحديدية التي تربط بينها مع دول الخليج؛ لتسهيل تنقل المشجعين والفرق المشاركة، وفيما ستقام مباراتا الافتتاح والنهائي لكأس العالم 2034 في العاصمة الرياض، فإن أبعد مسافة يقطعها المشجع في المملكة هي ساعتان.
رحلة الـ10 سنوات بدأتها المملكة من اليوم، بدعم من القيادة، وتكاتف وتناغم من كافة القطاعات الحكومية بلا استثناء لإنجاح ملف استضافة الحدث العالمي، متعهدة بتقديم أفضل نسخة في تاريخ بطولات كأس العالم في عام 2034.
الإجابة في رؤية 2030 والتي تعدّ برنامجًا استراتيجيًّا وطنيًّا أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، في عام 2016، وهي تمثل خطة تحويلية وطموحة للغاية لإطلاق العنان لإمكانات المملكة الهائلة من خلال إنشاء دولة متنوعة ومبتكرة ورائدة عالميًّا. تلك الرؤية التي تعهدت بالنمو والتطور المستمر، وخلق تأثير دائم يستمر في التطور إلى ما هو أبعد من عام 2030، سعت إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.
ومن هذا المنطلق جاءت بطولة العالم 2034 التي ستجلب ملايين السياح إلى المملكة، التي تعد واحدة من الدول المعدودة التي تمتلك أكثر المناظر الطبيعية تنوعًا في العالم؛ حيث تضمّ 8 مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتوفر المشاريع العملاقة وجهات مبتكرة؛ ذلك الأمر أشار إليه رئيس وحدة الترشّح لاستضافة كأس العالم 2034 بالاتحاد السعودي لكرة القدم حماد البلوي، والذي قال: إن استضافة بطولة كأس العالم 2034 ستتيح الكثير من الفرص الوظيفية لأبناء وبنات المملكة، خصوصًا أن 80% من السعوديين محبون للرياضة عمومًا وكرة القدم على وجه الخصوص.
بدورها قالت النائب الأول لرئيس صندوق الاستثمارات تهاني الخيال: إن استضافة السعودية لكأس العالم ستخلق آلاف الوظائف في قطاعات متعددة، مثل البناء، الضيافة، الخدمات، والإعلام؛ مما سيساهم في تقليل نسبة البطالة ورفع مستوى الدخل للأفراد. كما سيساهم في جذب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم؛ ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنفاق السياحي وتعزيز القطاع السياحي في المملكة.
ووفقًا لملف ترشح السعودية: فإنه سيتم تطوير 230 ألف غرفة فندقية موزعة على المدن المستضيفة للحدث، وهي: الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم؛ ما يعزز قدرة المملكة على استقبال الزوار ويوفر فرص عمل جديدة؛ بحسب "الخيال" التي أشارت إلى أن استضافة كأس العالم سيلعب دورًا محوريًّا في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لبناء الملاعب وغيرها من الخدمات المصاحبة، سواء في مجال البناء أو الخدمات المرتبطة بالحدث، مثل النقل، والإقامة، والترفيه، والتكنولوجيا.
نشاط اقتصادي يشجع دخول المزيد من الشركات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ مما يعزز من حجم الاستثمار الأجنبي المباشر، إلى جانب تنمية البنية التحتية في المدن المستضيفة، مما سينعكس بدوره على رفع جودة الحياة للسكان المحليين، ويعزز من القدرة التنافسية لهذه المدن على المدى البعيد؛ بحسب "الخيال".
وعلى الصعيد الثقافي تمثل استضافة كأس العالم فرصة ذهبية لتعريف العالم بالثقافة السعودية وجمال مناطقها السياحية، مثل نيوم، القدية، البحر الأحمر، والدرعية. هذا الترويج سيعزز من مكانة المملكة كوجهة سياحية مميزة على المستوى العالمي. إن استضافة السعودية لكأس العالم 2034 تعد خطوة استراتيجية مهمة ضمن رؤية 2030، تهدف إلى تحقيق تحولات اقتصادية واجتماعية كبرى.
وعلى الرغم من التحديات المحتملة فإن العوائد الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة تجعل من هذا المشروع فرصة لا يمكن تفويتها، إمكانات المملكة سوف تحول هذه الاستضافة إلى قصة نجاح تظلّ تثمر على الأجيال القادمة.