"التويجري": الجمعيات الوطنية تعزّز الاستجابة الإنسانية للتخفيف من تداعيات الكوارث

أكد أن لقاء السفراء يدعم تنسيق وصول المساعدات
"التويجري": الجمعيات الوطنية تعزّز الاستجابة الإنسانية للتخفيف من تداعيات الكوارث

أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" الدكتور صالح بن حمد التويجري، أن مكونات الأمانة العامة للمنظمة من الهيئات والجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر هي أدوات إنسانية لتمويل الاستجابة الإنسانية للتخفيف من أضرار وتداعيات النكبات والكوارث التي قد تتعرض لها أي دولة من الدول العربية؛ ما يحتّم تقديم الدعم المناسب لتلك الجمعيات لتواصل أعمال المؤازرة والمساندة للمتضررين.

وأشار "التويجري" في الكلمة الافتتاحية للقاء السفراء العرب في مقر الأمانة العامة للمنظمة؛ إلى أهمية دور السفارات العربية في دعم الحكومات للهيئات والجمعيات الوطنية ليتسنى لها الاضطلاع بدورها الفاعل في تخفيف التداعيات الإنسانية الناتجة عن الكوارث والأزمات؛ موضحاً أن الكوارث والأضرار الناتجة عن التغيرات المناخية انعكست آثارها على منطقتنا العربية؛ حيث تعرضت بعض دولها لكوارث مناخية كالجفاف في الصومال والفيضانات والسيول في السودان وانخفاض مياه نهري دجلة والفرات في العراق.

وأضاف أن "الكوارث بكل أسف ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة ليس فقط في المنطقة العربية وإنما على مستوى العالم أجمع؛ ونحن في المنطقة العربية نواجه صراعات في عدد من البلدان ولدينا أكبر عدد من اللاجئين والنازحين على مستوى العالم".

وأكد أهمية الاجتماعات التي تعقدها الأمانة العامة للمنظمة مع السفراء العرب المعتمدين لدى المملكة في تعزيز التنسيق مع السفارات العربية لتسهيل وصول المساعدات ورجال الإغاثة إلى الأماكن المتضررة من الكوارث.

وأضاف قائلاً: "شاركت الأسبوع الماضي في اجتماع مجلس وزراء البيئة العرب في القاهرة للتحضير لقمة cop 27 في شرم الشيخ؛ وستعقبها العام القادم قمة cop 28 في الإمارات العربية المتحدة؛ وقمة التصحر التي ستعقد عام 2024 في المملكة العربية السعودية".

وأستطرد قائلاً: "قدمت الدول الصناعية في قمم المناخ السابقة من قمة باريس إلى قمة غلاسكو التزامات وتعهدات للقضاء على التلوث؛ إلا أنها في الحقيقة لم تف بكل ما التزمت به".

وقال: "إن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ذات موارد ضخمة، ولديها نحو 100 مليون متطوع يعملون في ميدان الإنسانية لتقديم المساعدات الإغاثية للمتضررين؛ وتنتمي جمعياتنا الوطنية للحركة الدولية وهناك تباين فيما بينها؛ بعضها ذات إمكانيات وموارد هائلة وقدرات قانونية كبيرة؛ والسواد الأعظم منها يحتاج إلى الدعم والمؤازرة؛ ولا بد أن تكون لدينا رؤية واضحة في هذا الشأن من خلال تنسيق السفارات مع الحكومات وحثها على تقديم الدعم للجمعيات".

وتحدث عن المركز العربي للاستعداد للكوارث؛ قائلاً: "تم تقسيم العاملين فيه إلى قطاعات هي قطاع الخليج العربي وتشمل دول الخليج واليمن؛ قطاع الشرق الأوسط ويشمل لبنان وفلسطين والعراق وسوريا والأردن؛ قطاع شمال إفريقيا ويشمل المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا؛ قطاع إفريقيا ويشمل السودان ومصر وجيبوتي وجزر القمر والصومال؛ إضافة لذلك أنشأنا مراكز للاستعداد للكوارث في 6 دول عربية؛ ولم يتبق إلا مراكز الصومال وجيبوتي وجزر القمر وسيتم افتتاحها بعد أسبوعين وهي متصلة بالمركز العربي للاستعداد للكوارث؛ والهدف من كل هذه الجهود هو التنبؤ بالكوارث المناخية والبيئية والاستعداد لها إما بإبعاد السكان عن الخطر بتحريكهم من أماكنهم إلى أماكن أخرى؛ أو تجهيز الفرق التي تستطيع أن توفر المساعدات والمأوى لهم".

وأشار إلى أن متطلبات العمل لمواجهة الكوارث تكمن في دعم الهيئات والجمعيات الوطنية وهذا لا يتحقق إلا من خلال الحكومات؛ ما يعني تواصل السفارات العربية في حث الحكومات على تقديم ما يمكن تقديمه لدعم الجمعيات الوطنية.

واختتم "التويجري" كلمته قائلاً: "الشكر والتقدير لكل السفراء العرب المعتمدين لدى المملكة العربية السعودية على تلبيتهم الدعوة لحضور هذا اللقاء لتعزيز التعاون المثمر معهم لدعم الجمعيات الوطنية".

من جانبه أوضح مستشار الأمين العامة للمنظمة الدكتور عبدالله الهزاع أن مخرجات اجتماع الشراكة الإنسانية الذي عقد بتاريخ 4 سبتمبر 2022 في مقر الأمانة العامة للمنظمة تحت عنوان "معاً من أجل الإنسانية" لحشد الموارد للاستجابة للتداعيات الإنسانية في الصومال والسودان؛ هي تأكيد المنظمات والمؤسسات المشاركة على تعزيز الاستجابة للنداء الإنساني في البلدين؛ وإعلان الأمانة العامة للمنظمة تقديم مساعدة مالية فورية بمبلغ 100 ألف ريال لكل من الهلال الأحمر الصومالي والهلال الأحمر السوداني؛ والتأكيد على أهمية التعاون والعمل المشترك على أرض الواقع وتبادل المعلومات فيما بين المانحين؛ ودعوة المجتمع الدولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية وفق برامج وخطط عمل منهجية؛ وإنشاء منصة عربية لتسجيل المساعدات الإنسانية تكون تحت مظلة المنظمة العربية؛ وتعزيز وسائل الاستعداد والاستجابة للكوارث على مستوى الوطن العربي؛ والسعي إلى تعزيز الاصحاح البيئي للحد من كوارث التغيرات المناخية.

عقب ذلك تحدث مستشار الأمين العامة للشؤون الإنسانية إبراهيم عثمان عن إطار العلاقة بين الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والحكومات في مجال العمل الإنساني؛ مشيراً إلى أنها أجهزة مساعدة للسلطات العامة في حالات السلم والحرب؛ ثم قدم شرحاً وافياً عن اتفاقيات جنيف؛ والشارة للحماية في حالة النزاع المسلح وللدلالة في حالات السلم والكوارث والأوبئة؛ كما تحدث عن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ والمؤتمر الدولي للحركة.

من جهته أعرب السفير العراقي لدى المملكة الدكتور عبد الستار الحبابي عن شكره للأمانة العامة للمنظمة على تنظيم هذا اللقاء؛ وقال: إن العراق يعاني من تراجع معدل المياه في نهري دجلة والفرات؛ مما أدى لانعكاسات بيئية خطيرة؛ مشيداً بما تقدمه دول الجوار من جهد لتخفيف التداعيات الإنسانية الناتجة هذه الأخطار.

كما أعرب السفير الصومالي لدى المملكة سالم معو حاجي عن شكره للمنظمة على دعم الصومال وتخفيف تداعيات كارثة الجفاف فيه؛ وقال: "لقد سبق أن أطلقت المنظمة نداء إنسانياً لدعم جمعية الهلال الأحمر الصومال وقدمت تبرعاً سخياً لها لمواصلة جهودها في مساعدة المتضررين من الجفاف".

من جانبه أكد السفير السوداني عادل بشير حسن بشير، تمكن السودان من تجاوز أضرار الفيضانات والسيول بدعم المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وبقية الفاعلين في المجال الإنساني.

أما السفير الليبي صلاح مريحيل فقد أشار إلى أهمية إطلاق حملات إعلامية موجهة للجمهور للتوعية بخطورة الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org