أفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة أن القمر سيصل لحظة الاكتمال بدرًا لشهر صفر يوم السبت 10 سبتمبر 2022 عند الساعة 12:59 ظهرًا بتوقيت مكة (09:59 صباحاً بتوقيت غرينتش) بزاوية 180 درجة من الشمس، موضحًا أنه سيكون قد أكمل نصف مداره حول الأرض خلال الشهر، مشيرًا إلى أنه سيكون البدر الأخير في فصل الصيف، ويسمى قمر الحصاد في هذا الوقت من السنة.
وقال "أبو زاهرة": استُخْدِم مصطلح قمر الحصاد لعدة سنوات، وهي تسمية "شعبية" تطلق على الأقمار البدر التي تحدث في شهري سبتمبر وأكتوبر، وهي الأشهر القريبة من الاعتدال الخريفي، إضافة إلى أنه في سبتمبر وأكتوبر يكون وقت شروق القمر قريبًا إلى وقت غروب الشمس لعدة ليالي على التوالي في وقت طور البدر المكتمل بالنصف الشمالي للكرة الأرضية.
وأضاف: القمر سيشرق من الأفق الشرقي الجنوب الشرقي بعد غروب الشمس، وسيلاحَظ أن الحجم الظاهري للقمر سيكون كبيرًا عندما يكون بالقرب من الأفق، ومن الممكن أن يكون لونه ورديًا أو برتقاليًا، ولكن بعد ارتفاعه في السماء يعود حجمه الصغير، وهذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري.
وأردف: اللون الوردي أو البرتقالي الذي يمكن أن يظهر به القمر أثناء شروقه هو بسبب الغلاف الجوي لكوكبنا، حيث تعمل مكوناته على بعثرة الضوء الأبيض المنعكس عن القمر، بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير، وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل التي تصل إلى أعيننا، وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربة بلون ضارب للحمرة.
وتابع: قمر الحصاد سيصل أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي مائلًا باتجاه الجنوب، وسيبقى مشاهَداً إلى أن يغرب مع شروق شمس الأحد.
وقال "أبوزاهرة": تُعتبر الأقمار البدر القريبة من وقت حدوث الاعتدال الخريفي مميزة؛ نظرًا لأن المسار الظاهري للشمس والقمر والكواكب يصنع زاوية ضيقة مع الأفق عند غروب الشمس.
وأضاف: كل قمر بدر يشرق مع وقت غروب الشمس وفي المتوسط يشرق القمر في اليوم التالي متأخرًا بنحو 50 دقيقة وهذا يحدث كل يوم، ولكن في شهري سبتمبر وأكتوبر فإن الزاوية الضيقة لدائرة فلك البروج مع الأفق تجعل القمر يشرق مبكرًا عن المتوسط في خطوط العرض الشمالية.
وأردف: في خطوط العرض الوسطى الشمالية بدلًا من شروق القمر متأخراً 50 دقيقة في الأيام بعد البدر المكتمل، فإن القمر الأحدب المتناقص سيشرق متأخراً بحوالي 35 دقيقة فقط لعدة أيام على التوالي، في حين أن المناطق الواقعة بخطوط العرض الأبعد القريبة من الدائرة القطبية الشمالية فإن القمر يشرق متأخراً بحوالي 15 دقيقة لعدة أيام.
وتابع: هذا الأمر كان يُعتبر مهمًا في أوقات قديمة بالنسبة للمزارعين الذين يحصدون محاصيلهم قبل عصر التراكتورات المزودة بمصابيح الإضاءة، حيث لم تكن هناك فترة طويلة من الظلمة بين غروب الشمس وشروق القمر لعدة أيام بعد البدر المكتمل ما يعني أن المزارعين كانوا يعملون في الحقول وجني المحاصيل تحت ضوء القمر ومن هنا جاءت تسمية قمر الحصاد.
وقال "أبوزاهرة": يعتبر هذا التوقيت من الشهر مثاليًا لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير؛ خلافًا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس، تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات، ويُعتقد أن تلك الفوهات حديثة التكوين وتعتبر فوهة "تيخو" أكثر الفوهات إشعاعًا.
وأضاف: خلال بضعة أيام سيكون القمر مشاهدًا فقط في سماء الفجر، وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من اكتماله بدرًا.