قال نائب الرئيس لحماية البيئة في أرامكو السعودية، عمر بن سلمان عبدالحميد إن المحمية الطبيعية التي أنشأتها أرامكو السعودية في أبها جنوب غرب المملكة تمثّل موطنًا مجهّزًا لاستراحة الطيور المهاجرة التي تعبُر شبه الجزيرة العربية، وموئلًا آمنًا على إحدى طرق الهجرة الدولية الثلاث التي تربط إفريقيا وآسيا وأوروبا والهند. عُينت هذه المحمية بمساحة 49 كيلومترًا لتأوي أكثر من 26 نوعًا من الطيور المهاجرة، مثل سمامة الصرود، والوروار الأوروبي، وعقاب السهول.
واضاف أنه ليس من الصدفة أن تختار الطيور محميات أرامكو السعودية وتتخذها موطنًا تأمنه لتربي صغارها، حيث أنها تُسهم في حماية التنوّع الحيوي. تُعدّ محمية أبها واحدة من بين 12 محمية تابعة لأرامكو السعودية ويبلغ مجموع مساحاتُها أكثر من 980 كيلومترًا مربعًا، أُنشئت جميعها لتجسّد على الواقع إيماننا الراسخ برؤيتنا في أن نكون إحدى الشركات الرائدة عالميًا في مجال الطاقة والكيميائيات، ولتعكس في الوقت نفسه مدى قدرتنا على السعي إلى تقديم إسهامات فعّالة تدعم التنوّع الحيوي الذي تزخر بها أراضينا وبحارنا وسواحلنا.
وتابع: لطالما تطلبت أعمال أرامكو السعودية وجودها وسط الصحاري وفي البحار الضحلة والعميقة، وقد ساعدنا ذلك على اكتشاف هذا التنـوّع المدهش الذي تحظى به المملكة من الحيوانـات البريـة والنباتـات والأسماك. وقد سمحت لنا الطرق العلمية التي طوّرناها في أرامكـو السـعودية بتصنيـف أولويـة حفـظ جميـع الأنواع الحيوانيـة التـي تعيـش فـي المملكـة باسـتثناء الأنواع البحريـة وحظيت السمكة المعروفة باسم (سمكة وادي هدية) بالمرتبة الأولى، وهـو نـوع مـن أسـماك الميـاه العذبة تـم اكتشـافه لأول مـرة عـام 1983م، ولـم تتـم مشـاهدته بعـد ذلـك إلا عـام 2014م فـي خيبـر شـمال المدينـة المنـورة، ويُعدّ هـذا النوع من أكثـر الأنواع المهـددة بالانقراض، إذ لا يُعـرف وجـوده إلا فـي سـدٍ واحدٍ من سدود المملكة.
وواصل: جاء العقعـق العسـيري فـي المرتبـة الثانيـة مـن حيث أولويـة المحافظة عليـه، ويُعدّ أحد أندر الطيور في العالم، وتشير التقديرات الأخيرة إلى أنه لم يتبقَ منه سوى ما يتراوح بين 50-100 زوج متكاثر فقط. ويعيش هذا العدد الصغير في أماكن منعزلة ومتفرقة في جبال عسير الواقعة جنوب غرب المملكة.
وأشار إلى أن أرامكو السعودية تحرص على العناية بمحمياتها ومواقعها المصنفة كمحميات للتنوّع الحيوي وحماية النظم البيئية والطبيعية في أنحاء متعددة من المملكة. فبدءًا من الشيبة في الجنوب إلى رأس تناقيب في الشمال، تأوي هذه المحميات موائل الطيور المهاجرة، والحقول الرملية الحصوية للزهور البرية، وغابات أشجار المانغروف، والجبال، والمسطحات المائية، والكثبان الرملية الشاسعة.
ولفت نائب الرئيس لحماية البيئة في أرامكو السعودية إلى إن هذه المواقع تمثل معًا موطنًا لأكثر من 430 نوعًا من النباتات والحيوانات، منها ما لا يقل عن 55 سلالة أو سلالة فرعية تنفرد بها المملكة فقط. كما أن عددًا كبيرًا من هذه الأنواع مهدد بالانقراض عالميًا. وهناك أيضًا مواقع إضافية تخضع حاليًا للمراجعة لإدراجها ضمن محميات التنوّع الحيوي، حيث نعمل باستمرار على تحسين أعمالنا بهدف تقليل أثر أنشطتنا على التنوّع الحيوي حيثما أمكن ذلك. وتسترشد الجهود الرامية لتعزيز المحافظة على التنوّع الحيوي الطبيعي بالسياسة الشاملة لأرامكو السعودية في حماية البيئة، وفي عام 2019م راجعت الشركة إجراءات تنفيذ هذه السياسة؛ لتعزيز تدابير حماية التنوّع الحيوي.
ونوه بأن هذه الممكنات حتمت علينا التزامنا بحماية البيئات التي نعمل فيها – وهو سلوك اعتدنا عليه منذ عقود – أن نقوم بإجراء دراسات التقييم البيئي قبل البدء بأي مشروع، وفقًا للوائح والمعايير البيئية ذات الصلة للتشريعات البيئية الوطنية في المملكة وغيرها من اللوائح المعمول بها في المملكة. إذ تحدد هذه الدراسات الآثار البيئية المحتملة والإجراءات والوسائل المناسبة لمنع أو تقليل الآثار السلبية أو الإجراءات المناسبة لزيادة العوائد الإيجابية للمشروع على البيئة.
وأكد أنهم حريصون على اتباع أفضل الممارسات الدولية واللوائح البيئية المحلية لتطوير مواقع المشاريع وإعادة التأهيل بهدف التقليل من الآثار البيئية والصحية المرتبطة بالمعامل الموجودة خارج الخدمة. وتشمل أفضل الممارسات، خططًا للتقليل من الآثار البيئية ورصدها، وإعادة التأهيل بشكل فعّال، لاستعادة استخدام الأراضي.
وختم بقوله :إن التزامنا بالإسهام في حماية البيئة والتنوّع الحيوي يعبّر عن هويتنا لممارسة أعمالنا في أرامكو السعودية، ولدينا يقين بأن هجرة الطيور إلى محمياتنا التي تحيط وتتزين بها مرافقنا، مؤشر على نجاح جهودنا. وهذا بلا شك يُلهمنا لمواصلة دعم التنوّع الحيوي، والإسهام في حماية النظم البيئية والطبيعية في أرجاء المملكة.