بصوت يعتصره الألم ويملؤه الحزن، روى هاشم الشعلة والد الطفل "حسن" المتوفى في حافلة مدرسية بالقطيف، آخر اللحظات التي جمعته بابنه وكانت على الإفطار في صباح ذلك اليوم الحزين، وقال لبرنامج الراصد على قناة الإخبارية: "طلب مني تناول قطعة كيكة وشرب الحليب وكان متحمساً لركوب الباص ويسأل عن موعد وصوله! وقامت والدته بإيصاله وإركابه الباص بعد أن خرجنا سوياً من المنزل إذ كالمعتاد أقوم بإيصالها يومياً بعد ذلك إلى العمل".
كما كشف "الشعلة" عن لحظات تواصل سائق الحافلة معه بعد وفاة "حسن"، وقال: "اتصل بي عند الساعة 11 والثلث قبل الظهر، وأخبرني بأنه لم يحضر إلى المدرسة وفقاً لكلام مشرفة المدرسة وسألته: كيف لم يذهب إلى المدرسة وهو معك أساساً وأركبناه معك صباحاً؟ وقد شعرت أثناءها بأن صوته مرتبك وغير طبيعي فسألته ما الذي حصل بالضبط؟ فرد علي بأن "حسن" نائم في الباص ولا يتحرك".
وأردف: "فوراً تبادر إلى ذهني حوادث نسيان الأطفال في الباص! وحينها طلبت من السائق التوجه به مباشرة إلى أقرب مستوصف للمدرسة، فرفض للوهلة الأولى وطلب مني المجيء واستلام الطفل! لكنه بعدها أسعفه إلى المستوصف".
وتابع: "وقد حاول الأطباء إسعافه وانعاشه لكنه كان قد فارق الحياة وكانت أعضاؤه متيبسة إذ عندما قمت بشد يده أحسست بخشونتها بعد أن بدأ التّيبس فيها، رحمه الله".
واختتم الوالد المفجوع بوفاة ولده بالتأكيد على مسؤولية كل إنسان عن عمله مذكراً بقوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته".
وأضاف: "كان من المفترض أن يقوم صاحب الباص بدور المرافقة إذا تغيّبت ولا يتحرك إلا بعد التأكد من خلوه تماماً من الأطفال! كما كان من المفترض على الروضة التواصل معنا للسؤال عن غياب ابننا أو تأخره".
وأشار والد الطفل المتوفى إلى أن سائق الباص موقوف حالياً لاستكمال إجراءات التحقيق في الحادثة.
وتوفي الطفل الذي يبلغ من العمر 5 سنوات، اختناقاً بعد نسيانه في حافلة خاصة مستأجرة في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية من قبل سائق الحافلة ظهر اليوم الأحد.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم تعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص لـ"سبق" أن الحالة وقعت نتيجة عدم تأكد سائق الحافلة الخاصة المستأجرة من وجود أي طالب داخلها.
وقال "الباحص" إن الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية بمتابعة مدير عام التعليم الدكتور سامي العتيبي، وجهت بتشكيل فريق عمل يقوم بزيارة المدرسة ومتابعة الإجراءات المعمول بها في مثل تلك الحالات.