"من معقل الأسود بدأنا وفي طريق المجد سرنا".. الشيخ ملحان بن بصيص عن يوم التأسيس: حق لنا أن نقف زهوًا وفخرًا

قال: مع فرحتنا بهذا اليوم لا ننسى أن لوطننا واجبات تُعبر عن مدى حبنا له وأولها الدفاع عن أرضه وقادته وشعبه
الشيخ ملحان بن خالد بن مشاري بن بصيص
الشيخ ملحان بن خالد بن مشاري بن بصيص

أكد الشيخ ملحان بن خالد بن مشاري بن بصيص أن يوم التأسيس يمثل ذكرى يوم مجيد يحمل بين طياته عبق الأمجاد وصولات الأبطال.

وقال: نقف كلنا زهوًا وفخرًا لذكرى يوم تأسيس هذا الكيان العظيم الذي يوافق 30 جمادى الآخرة عام 1139هـ الموافق 22 فبراير 1727م، يوم بدأت رحلة هذه الدولة المباركة في طريق المجد والسؤدد من معقل الأسود درعية الفخر والمجد، في هذا اليوم المجيد أرسى الإمام محمد بن سعود قواعد هذه الدولة والتفت حوله القبائل والأقاليم ولاءً ومساندة، وخرج بقيادته الفذة هذا الكيان الشامخ إلى النور رغم ظلام ذلك الزمن المضطرب الذي تكتنفه التحديات المحلية والإقليمية والصراعات الدولية.

وأضاف الشيخ "ملحان": مع كل هذه العوائق كان الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- سابق عصره في فهمه للظروف المحيطة ومتطلبات المرحلة، وما تحتاجه هذه الدولة الفتية، وكان همّه الأكبر إرساء الأمن وجمع شتات القبائل والأقاليم المتناحرة وإقامة العدل، وانتقلت هذه المنطقة بحكمته وقيادته إلى عصرٍ جديد، فبعد الفوضى عمّ الأمن والاستقرار، وبدأ الاهتمام بالعلم والعلماء والنواحي الاجتماعية والفكرية والنواحي الاقتصادية والأمور الإدارية والعسكرية، وإعلان دستور هذه الدولة بتطبيق الشريعة المستوحاة من القرآن الكريم وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وأردف: بعد اكتمال نواحي قيام الدولة خاصة من ناحية الأمن الذي هو الجاذب الأهم في الازدهار والاستقرار ازدهرت الحياة والتفت الناس لطلب العلم والتجارة ونواحي الحياة المهمة الأخرى، بعد أن كفلت لهم الدولة الأمن والاستقرار، وكانت هذه الدولة القائمة على أسس سليمة تشكل خطرًا على أصحاب النفوذ والهيمنة بعد أن ضمّت أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة العربية، فبدأ التخطيط لإسقاطها بغزو إبراهيم باشا للدرعية وحصارها، وفي ملحمة بطولية سقطت الدرعية سقوط الأبطال لا سقوط الجبناء، ولم تسقط من قلوب أسود هذه الدولة ورجالهم، فاستعاد هذا المجد الإمام تركي بن عبدالله ملتفة حوله القبائل والأقاليم بإرساء قواعد الدولة السعودية الثانية 1235هـ وإكمال مسيرة هذه الدولة المباركة وبسط الأمن، منطلقًا من الرياض عاصمةً جديدة للدولة السعودية، وأعاد للدولة استقرارها وأنظمتها، فعاد الأمن وعم الازدهار مرة أخرى في جميع نواحي الحياة حتى انتهت هذه الدولة عام 1309هـ.

وتابع: ما هي إلا بضع سنوات حتى استعاد صقر الجزيرة جلالة الملك عبدالعزيز مُلْك آبائه وأجداده بدأها بالرياض عام 1319هـ، وانتهت بتوحيد هذه الدولة المترامية الأطراف 1351هـ، وكان توحيد هذه البلاد المترامية الأطراف في تلك الظروف أشبه بالمعجزة، ولكن عزم الملك عبدالعزيز ورجاله فوق كل ظرف، ثم توالى ملوك هذه الدولة بعد وفاة الملك عبدالعزيز عام 1373هـ على الملك وبنفس الخطى والمنهج والإنجازات من الملك سعود -رحمه الله- مرورًا بالملك فيصل، والملك خالد، ثم الملك فهد، والملك عبدالله.

وقال الشيخ "ملحان": تتواصل اليوم قافلة المجد يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويشدُّ من أزره ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في مسيرة لا تعرف إلا العطاء، والبناء؛ فتقف المملكة اليوم بعمرٍ يتجاوز الثلاثمائة سنة شامخةً يفخر بها أبناؤها، ويحترمها أصدقاؤها وشعبها، ويخشاها أعداؤها، ويقف لها العالم؛ احترامًا وتقديرًا بخطواتها الحديثة التي جعلت الحزم، والعزم نبراسًا لها مع خُطى حثيثة في التنمية.

ويُذكّر الشيخ "ملحان" بواجبات الوطن علينا بقوله: مع فرحنا بذكرى يوم التأسيس فلوطننا واجبات، ومظاهر تُعبر عن مدى حبنا له وأولها الدفاع عن أرضه، وقادته، وشعبه، وممتلكاته بأرواحنا، ودمائنا، وأقلامنا، وفكرنا، والحفاظ على هويته، وعكس صورة حسنة عنه أمام العالم باتباع الخلق الحسن، والسلوك الحضاري الذي يعكس رُقي هذا الوطن المعطاء وعلينا أن نروي للأجيال ما سطره الأجداد من ملاحم وبطولات أوصلتنا لما نحن عليه اليوم من رفاهية وأمن ورخاء توجب على الجميع الشكر.

واختتم الشيخ "ملحان" بالقول: ونحن اليوم على خطى أجدادنا نجدد ولاءنا لهذه الدولة المباركة، ونقف مع حكامها في المنشط والمكره، كما وقف من قبل أجدادنا مع ملوك هذه الدولة المباركة ونبارك لقائدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان، وشعب المملكة في هذه الذكرى العطرة ذكرى هذا اليوم المجيد يوم تأسيس وطننا الشامخ المعطاء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org