وجّه عضوُ هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للفتوى الدكتور عبدالسلام السليمان، الطلابَ مع بداية العام الدراسي الجديد باستحضار النية وتذكر فضل طلب العلم ومكانة العلماء في الدنيا والآخرة، مؤكدًا أن تحصيل العلم من أفضل العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، وهو ما سيكون له الأثر البالغ على الإقبال على العلم بنفس طيبة واستعداد كبير.
وتفصيلًا قال "السليمان" في برنامج فتاوى على قناة السعودية: لا شك أن بداية الدراسة تذكرنا دائمًا بطلب العلم؛ ولذلك أوجه رسالة لكل من يحمل هم تعب الدروس والواجبات أن يتذكر ما بيّنه الله سبحانه وتعالى عن فضل العلم وفضل العلماء، قال تعالى: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب"، فأنت تذهب إلى المدرسة وإلى الجامعة من أجل أن تتحصل على العلم الذي يميز الله سبحانه وتعالى أصحاب العلم عن غيرهم، فالعلم إذا تحصل عليه المسلم فإنه يحصل بذلك على أجر عظيم.
وأضاف: جاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" فإذا عرفت بأنك مقبل على الدراسة وتريد الأجر وتريد تحصيل العلم، فإن هذا أيضًا عاجل البشرى؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "من يرد الله به خيرًا" فمعنى ذلك أن الله أراد بك أو أراد لك الخير، فبذلك عليك أن تحرص على أن تقبل على العلم بنفس طيبة وبإقبال وباستعداد كبير.
وزاد: ولذلك جاء أيضًا في حديث النبي عليه الصلاة والسلام قال: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة"، وقال: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم"، وأيضًا قال النبي عليه الصلاة والسلام بأن "فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على بقية النجوم"، وهذا أيضًا فضل عظيم، فإذا نظر المسلم إلى البدر وإلى القمر ليلة النصف من الشهر يجده يضيء للناس، وإذا قارنه ببقية النجوم فهذه دلالة أيضًا على هذا الفضل العظيم؛ ولذلك فالمسلم عليه أن يحرص على طلب العلم، ويحرص أيضًا على أن يكون مستعدًّا للدراسة بنفس طيبة.
وأردف: يجب أن تكون نيتي خالصة لله سبحانه وتعالى في تحصيلي للعلم، يقول تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات"؛ فأيضًا به رفعة للعبد في الدنيا والآخرة؛ ولذلك لا ينظر المسلم إلى المدرسة أو الجامعة على أنها مجرد علم يريد أن يدرس فقط أو أن يصل إلى وظيفة، وأن يتحصل على المال.
وتابع: إن على الطالب أولًا أن ينوي أن هذه الدراسة ترفع عنه أولًا الجهل؛ الأمر الثاني الاحتساب عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، فإذا أحسن النية يسر الله له جميع الأمور؛ ولذلك يحصل على الرفعة كما بيّن ذلك الله سبحانه وتعالى في كتابه: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"، فكلما تحصلت على علم ينفعك تكون قد حصلت على هذه الرفعة التي وعد الله بها عباده الذين يحرصون على تحصيل العلم، فلا شك أن هذا من أفضل العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى.
وقال "السليمان" للطلاب: إن عليهم ألّا يأخذوا فقط العلم من المعلم، بل يأخذون الأخلاق والسمت وطريقة التعليم، وأيضًا طريقة التعامل معهم، وأيضًا حسن الخلق، كل هذه الانطباعات يخرج بها الطالب من معلمه؛ فلذلك يجب على المعلم أن يهيِّئ نفسه لمثل هذه الأمور، وخاصة في تعليم الطلاب، وأيضًا ترغيب الطلاب بالعلم، وإيصال هذه المادة لهؤلاء الطلاب.
وختم قائلًا: "المسؤولية في العملية التعليمية متكاملة يكمل بعضها بعضًا بالنسبة للطالب، وكذلك المعلم والمدرسة، وكذلك أيضًا أولياء الأمور؛ فلا شك أن النتائج التي سنحصل عليها هي نتائج سيكون فيها النفع أولًا لأولادنا، وكذلك أيضًا الوطن وللبلد، فلا شك أن الناس إذا خرجوا بذلك العلم فإن الله سبحانه وتعالى يرفع هذه الأمة بالعلم؛ ولذلك يجب أن يحرص كل واحد منا أن يؤدي ما أوجب الله عليه من هذه المهمة العظيمة".