لطالما كانت المملكة حريصة على تمكين المرأة، ومنحها الفرصة الكاملة في أن تكون شريكًا لأخيها الرجل في رحلة التنمية التي تعيشها البلاد، تحت مظلة رؤية 2030؛ تلك الرؤية التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل سبع سنوات، وتضمنت خططًا وبرامج كثيرة الهدفُ منها تمكين المرأة في كل الأنشطة والمجالات دون استثناء.
ولم يكن قطاع الفضاء استثناءً من الأنشطة التي دخلتها المرأة وبقوة، في الفترة الأخيرة؛ إذ كانت حاضرة في هذا القطاع من خلال صعود أول رائدة فضاء عربية وسعودية إلى محطة الفضاء الدولية، في مهمة بحثية في علوم الفضاء؛ وهو ما يعكس ثقة ولاة الأمر في المرأة وقدراتها الشخصية، وخبراتها العملية في كل المجالات.
وكانت المملكة قد أعلنت -قبل فترة- إرسال أول رائدة فضاء سعودية، مع رائد فضاء سعودي، إلى محطة الفضاء الدولية، وهما علي القرني، وريانة برناوي؛ وذلك خلال الربع الثاني من العام الجاري.
والمؤكد هنا أن "القرني" لن يكون أول رائد فضاء سعودي؛ فقد حجز الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، هذه المكانة عام 1985، كأول رائد فضاء عربي وسعودي، ولكن يبقي الجديد في المشهد هنا أن "ريانة برناوي" هي أول رائدة فضاء سعودية؛ مما يُعَد فتحًا كبيرًا في مجال تمكين المرأة السعودية، ونتاجًا لرؤية 2030 التي أرسى دعائمها ويقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وبذلك ستسجل المملكة سبقًا تاريخيًّا بإرسال "ريانة"؛ باعتبارها أول رائدة فضاء عربية وسعودية إلى محطة الفضاء الدولية في خطوة مهمة، تشير إلى ما ستقوم به المرأة من أعمال وبرامج لنهضة المملكة في كل المجالات، ومن بينها مجال أبحاث الفضاء.
ويعكس استقبال سمو ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للفضاء لرواد الفضاء السعوديين، حرص واهتمام سموه الكريم بقطاع الفضاء كأحد البرامج ذات الأولوية الوطنية، التي ينعكس أثرها بشكل واضح على تنافسية المملكة على المستوى الدولي، ويحقق طموحات المملكة ومستهدفات رؤية 2030، لاغتنام فرص اقتصاد الفضاء لخير البشرية والريادة في قطاعاته المبتكرة.
وعندما يكون من بين مَن استقبلهم ولي العهد، ريانة، باعتبارها أول رائدة فضاء سعودية وعربية، ستصعد إلى الفضاء؛ فهنا تتجسد رسالة واضحة عن دور رؤية 2030 في تمكين المرأة، ودورها المهم في تطوير هذا القطاع، بمشاركة فاعلة بين الرجل والمرأة.
وتتركز المهمة الفضائية في أنشطة البحث العلمي، ويتمتع رواد الفضاء بخلفيات علمية وبحثية، وهنا تبرز رسالة مهمة باهتمام المملكة بخريجي مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وعلوم الفضاء، والاستثمار طاقاتهم.
وتؤمن المملكة في زمن رؤية 2030 أن ارتياد الفضاء لم يعد من القضايا الترفيهية أو الكمالية، كما أنه ليس دعاية سياسية لدولة أو نظام؛ بل بات جزءًا من مقدرات الحياة المعاصرة؛ لا سيما بعد أن اكتظت الأرض بمن عليها، ودار الصراع حول مواردها، ولهذا طفا على السطح حديث "اقتصاد الفضاء"، وهناك دراسات أمريكية بنوع خاص تُظهر المردود الفائق لكل دولار أمريكي يتم استثماره في صناعات الفضاء، وما ينتجه من مخترعات ومكتشفات تتبلور على الأرض.