مقبرة الشرائع بمكة تستقبل 8 جنائز.. ومشيع يصف مشهداً غريباً لإحداها

هادي العصيمي- سبق- مكة المكرمة: استقبلت مقبرة الشرائع الجديد بجوار حجز الشرائع بمكة المكرمة، اليوم؛ ثماني جنائز بعد صلاة الجمعة، وكانت مظاهر الدفن كالمعتاد، ولكن جنازة واحدة استوقفت أحد المشيعين.

 

ووصف لـ"سبق" أحد مشيعي جنازة حضرها في اللحظات الأخيرة لدفن جارته وصديقة أمه لأكثر من 50 عاماً؛ مشهد الدفن، علماً بأن المرأة سبعينية توفيت في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة صباح اليوم الجمعة، بعد معاناة من المرض.

 

وقال: تلقيت خبر وفاة امرأة بحي شرائع المجاهدين، ثم ذهبت إلى مقبرة الشرائع بعد صلاة الجمعة، وانتظرنا حتى وصلت جنازة جارتي من ضمن ثماني جنائز، ثم أنزلها ذووها وصلينا عليها صلاة الميت، ثم هممت بحملها على كتفي مع ذويها، وأثناء ذلك لاحظت وجود نسمة باردة تأتيني من فوق الجنازة بالرغم من حرارة الجو، وشممت ريحة طيبة دخلت جوفي وآنست بها وارتاحت بها نفسي، ولم أشعر بهذا الشعور الغريب مع أني حضرت جنائز عدة.

 

وأضاف: بعد ذلك تمت عملية الدفن بكل سهولة وبسرعة، وعزيت أبناءها ثم ذهبت لمنزل والدتي، وكانت في مخيلتي أسئلة كثيرة، وكنت متلهفاً لسماع الأجوبة من أمي بحكم قربها من المرأة المتوفاة ولم تفارقها حتى وافتها المنية، ثم التقيت بأمي والحزن يأسرها وعليها علامات التأثر والدموع تكسو جفونها، وسألتها عن جارتنا المتوفاة والأعمال التي كانت تقوم بها، سواء معها أم مع بقية نساء الحي.

 

وأردف: صمتت والدتي للحظات قليلة ثم تكلمت وهي لم تزل متأثرة، قائلة: إن جارتها كانت تملك مبلغاً من المال ورثته من زوجها المتوفى وقسمته نصفين؛ نصف قرض حسن لزوجها، والنصف الآخر تتصدق به، ولم تتاجر به أو تدخره لنفسها، بل فضلت المتاجرة مع الله.

 

وزادت: كان بيتها مفتوحاً للجميع وتعرض على النساء المساعدة، وتسأل عن أحوالهن وتزور المطلقات والأرامل في الحي، وتقدم المال قرضاً حسناً لصديقاتها ومن يحتاج مساعدة، حتى وصلت أياديها البيضاء لبعض الرجال المعوزين بالحي، وكانت حسنة الخلق طيبة الكلام مع الصغير والكبير، وأجمع نساء الحي على محبتها، وكان منزلها لا يكاد يخلو من الزوار بعد مرضها الأخير، وكانت تتأثر إذا رأت النساء حولها لحبها لهن.

 

الجدير بالذكر أن الإدارة العامة للتجهيز بأمانة العاصمة المقدسة تشرف على المقابر بالعاصمة المقدسة، فيما تقع مقبرة "شهداء الحرم" بالقرب من موقف حجز السيارات، وتبلغ مساحتها الإجمالية "15 – 18" ألف متر.

 

وتقوم على أعمال الصيانة فرق ميدانية على مدار الساعة؛ للتأكد من نظافة جميع المقابر وعدم حدوث أي عبث بأبوابها مراعاة لحرمة الموتى.