بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف 10 أكتوبر، يحرص المختصون والباحثون في المجال الصحي على أهمية تعزيز الصحة النفسية في بيئات العمل، لاسيما أن اضطرابات مثل القلق والاكتئاب تُكلّف الاقتصاد العالمي تريليون دولار سنويًا.
وحث المختصون على ضرورة دعم الموظفين نفسيًا بما يعزز إنتاجيتهم ورضاهم الوظيفي، داعين المؤسسات إلى تبنّي برامج صحية نفسية مستدامة؛ لتحقيق النجاح المؤسسي على المدى الطويل.
وتفصيلًا، شدد الباحث في المجال الصحي سلطان المطيري على أن الصحة النفسية في بيئات العمل لم تعُد رفاهية، بل أصبحت من العوامل الحاسمة لنجاح المؤسسات ورفاهية الأفراد.
وقال "المطيري" لـ"سبق": في عالم اليوم المتسارع، تؤثر اضطرابات مثل القلق والاكتئاب بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، حيث تُكلّف الاقتصاد العالمي تريليون دولار سنويًا بحسب الدراسة التي أجريت بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، ونشرتها المجلة الطبية الدولية "لانسيت"، ما يعكس التأثير المباشر لهذه المشكلات والاضطرابات النفسية على الإنتاجية وسير العمل.
واستشهد "المطيري" بدراسة حديثة نُشرت في JAMA Network Open لعام 2023، والتي بيّنت أن توفير الدعم النفسي للموظفين لا يُحسّن أداءهم فقط، بل يزيد من رضاهم عن العمل بشكل ملحوظ.
وأبرز "المطيري" تقرير "Mind Share Partners" لعام 2023، الذي أظهر أن 76% من الموظفين يعانون من أعراض تتعلق بالصحة النفسية، في حين يشعر 40% فقط بأن مؤسساتهم تُقدّم الدعم الكافي.
وأوضح أن الموظفين الذين يواجهون مشكلات نفسية يتغيبون عن العمل بمعدل 3.5 مرات أكثر مقارنة بزملائهم الأصحاء، مما يُشكّل خسارة كبيرة للإنتاجية.
وأضاف "المطيري": "هذا الفارق الكبير بين الحاجة للدعم والواقع الحالي يجب أن يدفع المؤسسات للتحرك فورًا، من خلال تقديم برامج شاملة للصحة النفسية وتدريب القادة على كيفية التعامل مع ضغوط العمل".
واختتم تصريحه قائلًا: "الاستثمار في الصحة النفسية لم يعد خيارًا، بل هو ضرورة استراتيجية والمؤسسات التي تدرك هذا ستتمكّن من تعزيز الابتكار والإنتاجية وتحقيق نجاح مستدام في المستقبل".