
أكّد أستاذ الإعلام بجامعة الملك فيصل، البروفيسور فلاح بن عامر الدهمشي، أن الصراعات التي تشهدها المنطقة تتطلب إدارة فعالة للأزمات، ودراسة عميقة للأحداث من منظور يفرض حلولًا واقعية تُسهم في الحد من تفاقم المشكلات، حفاظًا على تماسك المنظومة السياسية، واستمرارية العلاقات الإقليمية بما يضمن الاستقرار السياسي والاقتصادي والتنموي.
وأوضح "الدهمشي" خلال طرحه لكتابه الجديد "اتصال الصراعات والأزمات.. المبادئ والتطبيق"، أن إدارة الاتصال في الأوقات الحرجة تتطلب تخطيطًا مسبقًا، واستخدام الرسائل الإعلامية كأداة لبناء الثقة لا لتأجيج التوترات، مؤكدًا أهمية إشراك الشباب في هذه العملية الاتصالية وتمكينهم من اكتساب مهارات القيادة، لما لذلك من دور محوري في صناعة المستقبل والنهوض بالأمم.
وأشار إلى أن إدارة الأزمات لم تعد خيارًا، بل أصبحت علمًا متخصصًا كغيره من العلوم القابلة للتطوير، داعيًا إلى ضرورة تبني استراتيجيات واضحة لإدارة الشائعات والمعلومات المضللة، خصوصًا في ظل بيئات الأزمات والصراعات، حيث يختلف الاتصال في حالات التوتر عن الاتصال في الأوضاع المستقرة.
وأضاف أستاذ الإعلام أن الاتصال الفعّال خلال الأزمات يعتمد على مبادئ واضحة تُمكّنه من أداء دوره بكفاءة، خاصة مع تحوّل الأزمات إلى ظواهر متكررة تستوجب استجابة مؤسسية ذكية ومدروسة، وهو ما سعى لتقديمه في كتابه من خلال الجمع بين الإطار النظري والتطبيق العملي.
وفي ختام حديثه، وجّه "الدهمشي" دعوته للمهتمين بمجال اتصال الأزمات من أكاديميين وممارسين في الإعلام والعلاقات العامة، للنهوض بمحتوى مهني متميّز ومدعوم بأمثلة واقعية وتجارب ناجحة، من أجل دعم استمرارية المنظومات ومواجهة ما يهددها من صراعات وتقلبات، مشددًا على أهمية الحكمة والدراية في التعامل مع المتغيرات الحديثة.