أشاد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، اليوم الخميس، بمواقف المملكة العربية السعودية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وما توليه بلادنا المباركة من اهتمام لدعم مساعي تحقيق الأمن والسلام، والحياة الكريمة للشعب الفلسطيني.
وقال "السديس"، في بيان له، اليوم الخميس: إن تدشين الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة، بتبرع من خادم الحرمين الشريفين بمبلغ 30 مليون ريال، وتبرع من سمو ولي العهد بـ20 مليون ريال، حفظهما الله؛ يعكس ما توليه قيادة المملكة من اهتمام بالغ بالوضع الإنساني ورفع المُعاناة عن المدنيين، وبذل كل ما من شأنه تخفيف التداعيات المأساوية التي يُعانيها سكّان القطاع.
وأوضح رئيس الشؤون الدينية أن الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الفلسطينيين في غزة، التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله، عبر منصة "ساهم" التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تأتي في إطار دور المملكة التاريخي المعهود بالوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي مرّت به؛ حيث لم يتوقف الدعم الإنساني والتنموي السعودي عن الشعب الفلسطيني.
وتابع قائلًا: "إن الحملة تأتي مواصلة لجهود المملكة الحثيثة؛ لتجنيب الفلسطينيين ويلات الصراع، والتخفيف من وطأة المُعاناة الإنسانية التي سببتها آلة الحرب، وتحديدًا في ظل ما يُعانيه الفلسطينيون من تدهور للأوضاع المعيشية والانهيار التام للخدمات.
وأضاف الشيخ "السديس": "أن للمملكة السعودية مواقفها الثابتة تجاه دعم قضية فلسطين وأهلها، وإحلال الأمن والسلام في ربوعها"، مؤكدًا أن قضية فلسطين والقدس الشريف كانت، ولا تزال وستظل، في قلب خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، وكل أبناء الشعب السعودي، وأن المملكة ماضية في وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني؛ لنيل حقوقه المشروعة.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تردف القول بالفعل، ووقفاتها الصادقة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته تترجمها الأفعال، بعيدًا عن الشعارات الزائفة والمُزايدات الرخيصة.
ولفت إلى أن التاريخ وحده يشهد كيف أسهمت المملكة على مدار العقود الثمانية الماضية في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في جميع الأزمات والمحن التي مرّ بها خلال كامل المُنعطفات والتحديات.
وقال رئيس الشؤون الدينية: إن تاريخ المملكة العربية السعودية زاخر بالمواقف الثابتة الراسخة تجاه قضايا المسلمين في العالم أجمع، مؤكدًا أن المملكة ستظل، بإذن الله، منافحة عن القضية الفلسطينية.
ونوه إلى أن مواقف المملكة العربية السعودية تنطلق من ثوابتها الدينية، وإيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية هو واجب تمليه عليها عقيدتها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية، ولما للمسجد الأقصى من مكانة دينية في نفوس المسلمين؛ إذ هو مسرى خاتم النبيين، وقرينة الحرمين الشريفين، قال تعالى: "سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ" "الإسراء: ١"، وقال ﷺ: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" "متفق عليه"، وقال ﷺ: "فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة" "أخرجه البزار"".
وشدّد الشيخ "السديس" على أن ما يقوم به الإسرائيليون من أعمال عدوانية في غزة لا يقبلها دين ولا عرف دولي؛ فقد انتهكوا بعدوانيتهم الحرمات والمقدسات، وسلبوا حقوق الأبرياء الفلسطينيين.
وأهاب رئيس الشؤون الدينية بعموم المسلمين، وخصوصًا القاصدين، على التفاعل والتجاوب مع الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني واحتساب الأجر والثواب.
وفي ختام حديثه دعا رئيس الشؤون الدينية بأن يحفظ الله عز وجل خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، ويجزيهما خير الجزاء؛ نظير أعمالهما الخيرة لنصرة الشعب الفلسطيني.
كما رفع أكفّ الضراعة إلى الله عز وجل، بأن يحفظ المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، ومقدسات المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يتحقّق الأمن والسلم والسلام في العالم؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.