رسمت السعودية في قمة جدة للأمن والتنمية خريطة طريق واقعية وعادلة، تترجم بها تطلعات شعوب المنطقة، وبخاصة فئة الشباب دون سواهم، في إمكانية العيش في كنف دول قوية، تمتلك إرادتها وقرارها السياسي، ولديها الحرية المطلقة لاستثمار مقدراتها، وتوظيف إمكاناتها كي تحقق مصالح شعوبها، دون التدخل في شؤونها الداخلية.
واختتمت أمس القمة أعمالها برئاسة السعودية، وبحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن.
وحظيت كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالكثير من الاهتمام والتحليل؛ لتسليط الضوء على مضامينها، وما احتوته من رسائل مباشرة وغير مباشرة، ليس أولها إلى الدول الكبرى صاحبة النفوذ، وليس آخرها إلى شعوب المنطقة وقادتها، بأن على الجميع أن يستعد لنظام عالمي جديد، يحقق العدل والمساواة لدول المنطقة.
واتفق الكثير على أن كلمة ولي العهد نجحت بامتياز في تنبيه دول العالم إلى أهمية أن يكون هناك آليات جديدة، تضمن التعاون المثالي بين الدول، وفق مبادئ الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام القيم النبيلة للشعوب، وتفعيل مبدأ المصالح المشتركة؛ ليكون عنوانًا شاملاً للتعامل بين الحكومات والشعوب.
ومنحت كلمة ولي العهد الأمل لفئة الشباب في ربوع منطقة الشرق الأوسط بإمكانية أن تتحقق آمالهم وتطلعاتهم بأن يصبح لهم صوت مسموع، ورأي يُعتدُّ به في دولهم، القادرة على حمايتهم والاستماع إلى آرائهم، وتحقيق مطالبهم.. وهي مطالب لطالما دعا إليها شباب دول المنطقة منذ عقود مضت.
وترجم ولي العهد هذا الأمل بعبارات صريحة ومباشرة في كلمته أمام زعماء أمريكا والدول الخليجية ودول عربية، عندما قال: "إنا متفائلون بأن تؤدي هذه القمة إلى وضع إطار شامل لمرحلة جديدة، نبعث فيها الأمل لشباب وشابات المنطقة بمستقبل مشرق، يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم".
وبجانب رسائل الأمل والتطلع لمستقبل مشرق رسخت كلمة ولي العهد مبادئ الحق والعدل والمساواة بأن لجميع الدول الحقوق الكاملة في أن يكون لها سيادتها الكاملة على أراضيها وعلى قرارها، دون إملاءات أو وصايا من أحد، مؤكدًا لمن يهمه الأمر أن الشباب في المنطقة يستطيعون أن يقدموا للعالم رسالة وقيمة نبيلة، يفخر بها الجميع، ولا يتخلون عنها، ونتمنى من العالم احترامها، كما نحترم القيم الأخرى؛ بما يعزز شراكتنا، ويخدم المنطقة والعالم.