مع آخر أيام التشريق، قدَّمت المملكة العربية السعودية في موسم الحج هذا العام العديد من الخدمات الطبية والاجتماعية والتقنية لزوار بيت الله الحرام، الذين أتوا من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج؛ لترى منظرًا مهيبًا في أيام التشريق، تعكسه مشاهد جوية من سماء مكة المكرمة، ضمن مهام القوات الجوية التكاملية اليومية مع الجهات الأمنية؛ لمتابعة حركة وسلامة ضيوف الرحمن في مشعر منى والحرم المكي الشريف.
ونفَّذت وزارة الداخلية والقطاعات الحكومية المختلفة طلعات جوية عدة فوق المشاعر، نفذتها أطقم جوية وفنية بكامل جاهزيتها؛ وذلك من منطلق إيمانهم واستشعارهم بالمسؤولية، وإخلاصهم لدينهم.
وشهد موسم الحج 1444هـ/ 2023م العديد من الإنجازات التي يسجلها التاريخ، تجسدت في تطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة والأمن والخدمة للحجاج، وتقديم جميع الخدمات المعتمدة على التقنيات الحديثة، وذلك من خلال تعزيز التقنية الذكية والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية، والتنسيق والتعاون بين جميع الجهات المعنية.
ودشنت السعودية مبادرتَي "قدوتنا وتواصل" لخدمة زوار الحرمين الشريفين. وتقدم مبادرة قدوتنا توعية القاصدات غير المتحدثات باللغة العربية بسُنن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والحث على اتباع سنته، وتجنُّب البدع، وتعريف الأجيال بالشمائل المحمدية، والبعد عن الابتداع.. وذلك من خلال تعزيز اتباع السُّنة النبوية، باللغة الإنجليزية والأوردية والتركية والفارسية والأوزبكية والصينية.
وتُفعَّل المبادرة في كاونتر الإدارة العامة للغات والترجمة النسائية، وفي المصليات النسائية.
كما تستقبل مبادرة تواصل قاصدات الحرمين الشريفين منذ دخولهن المسجد الحرام، ويتم الترحيب بهن باللغات التي يتحدثن بها، والإجابة عن استفساراتهن، وتوزيع دليل الإرشاد المكاني للمسجد الحرام، والكتب الرقمية والباركودات، وتعريفهن بالخدمات والمبادرات المقدمة باللغات المختلفة.
وأرشد فريق الكشافة المشاركون في خدمة ضيوف الرحمن بمعسكرات الخدمة العامة التابعة لجمعية الكشافة العربية السعودية، الذين يبلغ عددهم 1500 كشاف، في أول أيام التشريق، 34 ألف 329 حاجًّا من مختلف الجنسيات، منهم 29 ألفًا و6 حجاج أُوصلوا إلى مقار حملاتهم، و31423 حاجًّا تم إرشادهم بالتوجيه والشرح من خلال 955 طلعة.
وكانت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف قد أعلنت أن أكثر من 730 ألف حاج استفادوا من الخدمات التطوعية في المسجد الحرام، بينما بلغ عدد المستفيدين من خدمة الإرشاد المكاني 17 ألف حاج بلغات عدة، كما استفاد 97 ألف مستفيد من التوعية الميدانية في أرجاء الحرم المكي.