نائب وزير خارجية سوريا: المصالحة السعودية-الإيرانية ستضع حدًّا للتدخلات بالمنطقة

كشف عن إمكانية تحقيق تعاون عسكري تركي-سوري لمواجهة المشروع الانفصالي
أيمن سوسان
أيمن سوسان
تم النشر في

أكد الدكتور أيمن سوسان، نائب وزير الخارجية السوري، أن سوريا تنظر إلى عودتها إلى جامعة الدول العربية كالتئام لعقد الأسرة العربية، الذي لا بد أن ينعكس بشكل جيد على الجميع دوليًّا.

وتفصيلاً، أشار "سوسان" إلى أنه عندما تكون العلاقات بين السعودية وإيران جيدة فهذا يساعد في تحقيق انفراجات في الإقليم، بشكل خاص على صعيد حلحلة بعض المشاكل الموجودة.

وجاءت تصريحات "سوسان" في حوار خاص مع "العربية. نت" على هامش الجولة العشرين من اجتماعات أستانا حول سوريا في عاصمة كازاخستان أستانا. وتفاصيل الحوار أدناه:

في السؤال حول نظرته لعودة سوريا لاجتماعات جامعة الدول العربية قال "سوسان" إن الشيء الطبيعي أن تكون الدول العربية كلها مع بعض، وجنبًا إلى جنب من أجل مواجهة التحديات التي تواجه العرب أجمعين، ومن أجل الاستجابة لمختلف التحديات المتعلقة بالتنمية، والمتعلقة بتحصين الأمن القومي العربي؛ لأننا كما نعلم نعيش اليوم في عصر التكتلات، والدول مهما بلغ حجمها إذا كانت تتحرك فرادى ففاعليتها وجدوى التحرك يبقى محدودًا جدًّا، بينما عندما تستند إلى إخوتك يكون الموقف مختلفًا، خاصة أن هناك الكثير من الروابط بين أبناء الأمة العربية، وهناك الكثير من القواسم المشتركة، وهناك الكثير من المصالح المشتركة؛ لذلك ننظر إلى هذه العودة كالتئام لعقد الأسرة العربية الذي لا بد أن ينعكس بشكل جيد على الجميع دوليًّا.

وحول رؤيته لعودة العلاقات السعودية-الإيرانية قال إن إيران والمملكة العربية السعودية دولتان كبيرتان إقليميًّا، ولهما وزن كبير ومؤثر؛ لذلك عندما تكون العلاقات بين الدولتين جيدة فهذا يساعد في تحقيق انفراجات في الإقليم، وبشكل خاص على صعيد حلحلة بعض المشاكل الموجودة في الإقليم. ومثل هذه العلاقات وهذه الانفراجات وهذه المصالحة التي حصلت سيكون لها تأثير بوضع حد للتدخلات الأجنبية في شؤون دول المنطقة؛ لأن أقسى ما عانته هذه المنطقة هو التدخلات الخارجية في شؤونها، التي لا يهمها أولاً وقبل كل شي إلا مصالحها وليس مصالح دول وشعوب المنطقة.

وفي سؤال عن كيف ستتصرف سوريا مع معضلة سيطرة فصيل كردي مسلح على أراضٍ سورية؟ قال: هذا يُظهر حالة الضياع التي يعيشها هذا التنظيم أو أصحاب هذا المشروع، وأؤكد أن لا نصيب لهم بالنجاح في سوريا. للأسف الشديد هؤلاء ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة للمشروع الأمريكي في سوريا، وهم بدون الوجود الأمريكي لا يساوون أي شيء. ارتضوا أن يكونوا أدوات لهذا المشروع من أجل ضرب وحدة سوريا. وكما قلت لكم، هذا المشروع لا نصيب له من النجاح؛ لأنه مرفوض من السوريين، ومرفوض من الدولة، والوقائع تؤكد ذلك بأنه لا يملك أي نصيب من النجاح، ولكن في هذا السياق أؤكد أن هذا الفصيل لا يمثل الأكراد السوريين، الأكراد الذين هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري، ولكن علينا أن نعلم أن الكثير الكثير من قيادات هذا التنظيم وعقيدته غريبة عن سوريا، وأناس أتوا من خارج سوريا من جبال قنديل. وأنا أعتقد عندما تترسخ القناعة لديهم بأنهم لا يعنون أي شيء للأمريكي، وأنهم مجرد أداة في مشروعه، وعندما تنتفي هذه الحاجة، سيرميهم كما رمى غيرهم. والمثال الأفغاني لا يزال حاضرًا في الأذهان؛ لذلك نتمنى على هذا البعض أن تزول هذه الغشاوة الموجودة على عينيه، وإذا كان هناك بعض الأمور فنستطيع من خلال الحوار وتحت سقف الوطن السوري الواحد الموحد أن نصل في حوارنا هذا لأمور تلبي متطلبات الجميع، لكن أن يرتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة للأمريكي من أجل ضرب وحدة سوريا فلا خيار أمامنا إلا مواجهتهم.

وفي رده على السؤال: هل توجد ضغوط أمريكية لإنهاء مسار أستانا؟ قال نائب وزير الخارجية السوري: لا أريد أن أستبق الأمور. أستانا حققت الشيء الكثير على صعيد تقليص مساحة الإرهاب في سوريا، من خلال مناطق خفض التصعيد. كان يمكن أن تحقق المزيد لو التزم الطرف التركي بالتفاهمات التي تم التوصل إليها. ونحن نشعر بالامتنان الكبير لكازاخستان حكومة وشعبًا على احتضانها عشرين جولة من صيغة أستانا من أجل مساعدة سوريا على تجاوز هذه الأزمة، ونحترم قرار الحكومة الكازاخية؛ لأن هناك علاقات تاريخية بيننا وبين كازاخستان، وهذا لن يؤثر على هذه العلاقات بأي شيء. قد يكون الإخوة في كازاخستان لديهم بعض الظروف، وتوصلوا لقناعة أنهم قد حققوا ما يريدون، وكان هذا القرار. بكل الأحوال نحن نشكرهم كثيرًا.

وفي الرد على السؤال: ماذا عن إمكانية تحقيق تعاون عسكري تركي-سوري لمواجهة المشروع الانفصالي؟ قال: كل ما يبدو لنا صعبًا أو مستحيلاً يمكن أن يتحقق. هكذا تعلمنا في السياسة، ولكن من أجل أن يتحقق ذلك هناك متطلبات يجب أن تتوافر. وأول هذه المتطلبات إقرار تركيا بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية، وفق جدول زمني محدد، وتنفيذ هذا الانسحاب. وعندما يتحقق هذا الشيء تكون المجالات مشرعة لمختلف أشكال التعاون مع تركيا، بما يخدم الأمن الوطني لكلا البلدين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org