خالد علي– سبق– جدة: ذكرت زوجة البريطاني "بيتر هاورث"، الذي يُتَّهم أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالاعتداء عليه بالقرب من أحد الأسواق التجارية بالرياض، أن المشكلة حدثت بسبب قيامهما بالمحاسبة عند إحدى المحاسِبات (كاشيرة).
وقالت الزوجة لبرنامج "يا هلا"، الذي يقدمه الزميل علي العلياني على قناة "روتانا خليجية"، إنهم بعد أن انتهوا من التبضع بأحد المجمعات التجارية تصدّر لهم ثلاثة أشخاص اعتراضاً على محاسبتهم من مكان به "محاسِبة".
وأضافت بأن إدارة المركز التجاري أبلغت المعترضين بأنهم هم من وجهوهم إلى إنهاء إجراءات الدفع عند إحدى المحاسِبات، على اعتبار أنهم عائلة، ويحق لهم استخدام ذلك القِسم.
وأشارت إلى أن المعترضين توعدوا زوجها، وانتظروه خارج المجمع، وحاولوا الاعتداء عليه بجانب سيارته. موضحة أن المعترضين، وعددهم ثلاثة، ضربوا زوجها بوحشية بعد أن حاول تصويرهم.
وأكدت أن رئيس الهيئات وعدها بأنه سيحقق في القضية، وسيأخذ حقها وحق زوجها من المعتدين. مضيفة بأنها هي وزوجها لا يريدان أن يستغل الإعلام هذه القضية لينتقص من سمعة البلد، مؤكدة أن ما حدث لا يمثل السعودية ولا الإسلام.
وفي الشأن ذاته، ذكرت تقارير سعودية أن عدداً من أعضاء مجلس الشورى استنكروا عدم انضباط بعض الموظفين الميدانيين بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتهاداتهم الخاطئة، مطالبين الهيئة بالعمل على ضبط العمل الميداني.
ودعت إحدى العضوات إلى التركيز على تأهيل العاملين في الميدان عبر برامج مكثفة، بالتنسيق مع إحدى الجامعات المتخصصة لرفع مستوى تعاملهم مع الحالات التي يواجهونها، وضمان أدائهم عملهم وفق الأنظمة، ودون اجتهادات فردية تعود على الجهاز بالضرر، مع تحديد المخالفات التي تتطلب تدخل العاملين في الميدان من منسوبي الهيئة، بما يضمن التزامهم بحدود صلاحياتهم، والتزام المواطن بالابتعاد عن المخالفات، وضمان علم الطرفين بحدود العلاقة بينهما.
من جهة أخرى، قالت مصادر مقربة من البريطاني المعتدَى عليه، إن الحادثة وقعت مساء يوم الجمعة 29 أغسطس في "الدانوب هايبر ماركت" في حطين بلازا.
وذكرت المصادر أنه بعد انتهاء المعتدَى عليه وزوجته من التسوق طُلب منهما استخدام خط الخروج الخاص بالعوائل، وعند دفعهما قيمة المشتريات اعترض عليهما ثلاثة أشخاص لاستخدام خط العوائل، وحاولوا مضايقتهما؛ ما جعلهما يطلبان منهم التوقف والابتعاد بعيداً، إلا أن مضايقتهما استمرت.
ووقعت مشادة كلامية، وتدخلت الكاشيرة، وأبلغتهم بأنهما عائلة، ويحق لهما استخدام الخط، إلا أن الأمر استمر على ما هو عليه، إلى أن سحب أحدهما بطاقة الصراف الخاصة بالمعتدَى عليه من يد الكاشيرة، ورفض إعادتها، فتمت إعادتها منه بسحبها من يده بالقوة، وتسديد المبلغ.
ووفقاً للمصدر، فإن الأشخاص الثلاثة تابعوا "بيتر هاورث" وزوجته إلى مواقف السيارات مع الإساءة اللفظية –على حد وصفه- وطلب من زوجته دخول السيارة، فيما حمل هو المشتريات بمساعدة السائق. وبعد الانتهاء، وأثناء محاولة "بيتر" الركوب لسيارته، لاحظ المعتدين يصورون لوحة سيارته؛ ما جعله يعترض عليهم، ويلتقط صوراً لهم بهاتفه الجوال.
وأضاف بأنه فوجئ بعد ذلك بالأشخاص الثلاثة يتهجمون عليه بعنف، ويلقون به أرضاً، وحاولوا أخذ هاتفه الجوال، وركلوه حتى اضطرت زوجته للنزول ودفعهم عنه؛ ليستطيع الوقوف.
وصعد بعد ذلك أحد الرجال الثلاثة على إحدى السيارات، وقفز على ظهره كما ظهر في مقطع الفيديو القصير جداً؛ ما اضطر زوجته في الوقت نفسه إلى دفع المتهجم بعيداً دفاعاً عن النفس، وضرب الرجل، وسط محاولات أمن السوق والمتجمهرين منع الشخص من الوصول لهما، إلا أن الشخص ركل زوجته في المعدة؛ ما اضطره لإعادة زوجته، وإجلاسها في السيارة.
وعقب ذلك فوجئ "هاروث" باعتداء أحد الأشخاص من المتجهرين عليه، وركله؛ ما جعله يدخل سيارته ويغلق أبوابها خوفاً على سلامته وسلامة زوجته، في الوقت الذي كان فيه الأشخاص الثلاثة يصرخون ويطالبونهما بالخروج من السيارة، وضربوا سطح السيارة ونوافذها؛ ما جعله يطلب المساعدة من السفارة البريطانية.
وفي تلك الأثناء حضر رجل من الهيئة كبير في السن، حاول التفاوض وتهدئة الوضع، بعد أن شعر بالحرج من تصرفات الأشخاص الثلاثة، وطلب من الزوج أن يحذف صور الرجال الثلاثة، إلا أنه رفض ذلك، واستمرت المناوشات إلى أن حضر أمن السفارة، ورافق الزوجَيْن إلى منزلهما.
وفي اليوم التالي تواصل معه رجال الشرطة من قسم حي الصحافة، وأخذوا البيانات كاملة، وتم اصطحابهما إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية عليهما.
من جهتها، شكلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لجنة للتحقيق في القضية، وسترفع اللجنة تقريرها إلى رئيس الهيئات تمهيداً لاتخاذ الإجراء المناسب وفق الأنظمة والتعليمات، بما يكفل حفظ الحقوق، وإعطاء كل ذي حق حقه.