يقع حي مايفير في غرب العاصمة البريطانية لندن، بالقرب من الهايد بارك، وبه مقر عددٍ من السفارات الأجنبية، ويشتهر بمطاعمه ومتاجره الفاخرة ومدارسه ذات التقييم التعليمي العالي، ويعد مقصداً للأثرياء والطلاب من حول العالم.
زار الأسبوع الماضي عددٌ من المسؤولين السعوديين حي مايفير الراقي في لندن، لكن لم يكن الهدف من هذه الزيارة الاستمتاع بالمطاعم الفاخرة والمتاجر المميزة، بل كان الهدف استكشاف المدارس الشهيرة في هذا الحي التي تُعرَف بجودة تعليمها، وذلك لاكتشاف فرص تصدير التعليم ذي الجودة العالية إلى السعودية.
وخلال الزيارة، التقى المسؤولون السعوديون عدداً من المسؤولين الحكوميين البريطانيين وممثلين عن المدارس والجامعات، بهدف جذب المدارس البريطانية إلى المملكة العربية السعودية، إضافة إلى المؤسسات التعليمية ذات العلاقة بالتعليم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
ومن المتوقع أن تفتتح 3 مدارس بريطانية فروعاً لها في السعودية بحلول عام 2026، إضافة إلى التوسع في مدارسها الحالية في الرياض وجدة.
وتم افتتاح مدرسة "Reigate Grammar School" البريطانية في الرياض في مايو 2023، وهي واحدة من أقدم المدارس في العالم حيث أُسست قبل 349 عاماً، وتمّ إنشاء هذه المدرسة في إطار برنامج جذب المدارس الدولية، وهي مبادرة تهدف إلى جذب أبرز المدارس الدولية إلى السعودية وتحسين جودة التعليم، بالتعاون مع وزارة التعليم ووزارة الاستثمار كجزءٍ من رؤية المملكة 2030.
وجذب البرنامج عديداً من المدارس الدولية المرموقة الأخرى، بما في ذلك مدرسة كينجز كوليدج، ومدرسة سيك الدولية، ومدرسة ألدنهام، ومدرسة داوون هاوس، ومدرسة ون وورلد الدولية، كما ازداد عدد المواطنين السعوديين الملتحقين بالمدارس الدولية، وزاد أيضاً عدد الطلاب المغتربين.
وفي يونيو 2023، أشار خبراء في مجال التعليم في مؤتمر "ipsef" المتخصّص في التعليم الخاص والعالمي، إلى أن السعودية تعد "أرض فرص" للمدارس الدولية التي لديها خطط للتوسع، مشيرين إلى خطط المملكة لجذب مزيدٍ من المشغلين الدوليين في قطاع التعليم الخاص.
ويقترب عدد الطلاب المسجلين في المدارس الخاصة في السعودية من نحو 820 ألف طالب، ومن المتوقع أن يصل إلى 1.1 مليون طالب بحلول عام 2030.
ووفقاً لتقديرات نايت فرانك؛ فإن القطاع التعليمي الخاص في السعودية بحاجة إلى 214 ألف مقعد إضافي للطلاب، حيث تحتاج الرياض وحدها، إلى أكثر من 63,500 مقعد إضافي، وجدة تحتاج إلى 42,600 مقعد إضافي.
وفي استطلاع أجرته شركة نايت فرانك، العام الماضي، بين الأسر السعودية، أعرب 54 % من المشاركين عن تفضيلٍ قوي للمدارس الخاصّة، وخاصةً بين الشباب السعوديين وأفراد الأسر ذوي الدخل المرتفع.