شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، طفرة كبيرة في تعزيز دور المرأة في سوق العمل؛ مما ساهم في رفع نسبة مشاركتها بشكل ملحوظ؛ حيث سجلت المرأة السعودية نسبة مشاركة بلغت 35.4% في الربع الثاني من العام 2024م، مقارنة بنسبة 19.3% في الربع الرابع من العام 2016م.
وتجاوز هذا الارتفاع مستهدف رؤية السعودية 2030 التي كانت تسعى لرفع نسبة مشاركة المرأة إلى 30%؛ مما يعكس الجهود الكبيرة المبذولة من قِبَل الحكومة لتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها الاقتصادية.
ويمثل هذا التطور تحولًا نوعيًّا في الاقتصاد والمجتمع السعودي؛ إذ تم فتح العديد من الفرص للنساء في مجالات جديدة، بما في ذلك القطاعات التي كانت تقليديًّا تسيطر عليها الرجال، كما تم توفير دعم حكومي وتشريعي لرفع مستوى التدريب والتوظيف للنساء؛ وذلك من خلال مبادرات مثل برامج ريادة الأعمال ودعم الشركات الناشئة، بالإضافة إلى تفعيل برامج التدريب المهني والتقني.
وأصبح النساء السعوديات شريكات فعالات في مختلف القطاعات، من التعليم والصحة إلى السياحة والتقنية الرقمية؛ حيث تسعى المملكة إلى تحقيق مستهدف 40% بحلول السنوات القليلة المقبلة.
وتعكس الجهودُ التزامَ المملكة بتحقيق رؤية طموحة لبناء اقتصاد مستدام يعتمد على إشراك جميع الفئات، بما في ذلك المرأة، إلى جانب زيادة مشاركتها في سوق العمل؛ حيث يتم التركيز أيضًا على تعزيز دورها في المناصب القيادية عبر برامج مثل قياديات المستقبل.
وتستهدف هذه المبادرات توفير فرص تدريب وتطوير للنساء؛ لتمكينهن من تولي أدوار قيادية في قطاعات متعددة، مثل التعليم والصحة وحتى المجالات التقنية لتحقيق التوازن في سوق العمل؛ حيث تكون المرأة شريكة في النمو الاقتصادي وتلعب دورًا فعالًا في دفع عجلة التنمية الوطنية.