المعادلة الذكية.. مختصون يكشفون "أسرار تحول السعودية العالمي في الثقافة والعلوم"

احتضنت على أراضيها لأول مرة المنظمات الدولية المختصة.. "استثمارات وابتكارات"
المعادلة الذكية.. مختصون يكشفون "أسرار تحول السعودية العالمي في الثقافة والعلوم"

منذ يوليو 2020، وضعت السعودية على عاتقها استثمار الفرص المتاحة والطاقات الوطنية السعودية بما يتناسب مع ما وصلت إليه المملكة من تقدم وتأهيل، ودور تقوده إقليميًّا ودوليًّا، لتقديم نموذج حي وواقعي للإرادة السعودية للتحسين والتطوير المؤسسي، وتعزيز المحتوى السعودي في المنظمات؛ وهو ما انعكس على دورها في منظمة "الألكسو".

وتمكنت السعودية في "الألكسو"، من تقديم 44 مبادرة؛ منها برنامج الموهوبين العرب، والموافقة على تنظيم مؤتمرات دولية كالمؤتمر الدولي الأول للأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وإقامة ورش عمل ولقاءات افتراضية.

وبالتزامن مع دور المملكة غير المسبوق عالميًّا، أثبت القطاع الثقافي في المملكة مدى استعداده وجاهزيته غير المسبوقة في إعداد وخلق أنشطة ومبادرات وفعاليات ثقافية؛ بما يعكس اهتمام المملكة في كل ما يتعلق بالنشاط الثقافي بشموليته، ودورها العميق في تحقيق رؤى الدول وتقارب الشعوب العربية وخلق المزيد من الفرص المشتركة وأوجه التعاون من خلال الثقافة العلوم.

وخطَت المملكة خطوة جديدة نحو الريادة؛ بجمعها لأول مرة على أراضيها منظمات التربية والثقافة والعلوم؛ ذلك التجمع الذي وصف بـ"الفريد من نوعه"، والذي عقد تحت لواء مؤتمر المنظمات الدولية لمستقبل التعليم والعلوم والثقافة، الذي استضافته العاصمة الرياض، بشعار "معًا نحو التغيير في القرن الـ21".

محاور وأهداف المؤتمر

فبحضور أكثر من 100 منظمة دولية وإقليمية في مؤتمر مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم، الذي تنظمه "الألكسو" واللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، في العاصمة الرياض، انطلق المؤتمر لأول مرة على الأراضي السعودية، لتكريس حقبة جديدة من عمل المنظمات العالمية المعنية بالثقافة والتربية والعلوم.

وعلى 4 محاور رئيسية تشمل إعادة تصور مستقبل المنظمات الدولية، وقيادة منظومة تتطلع نحو المستقبل، وتمكين الاستثمار ومشاركة المعرفة، وتمكين الفرص المشتركة للتعاون؛ ارتكز المؤتمر الذي وفّر منصةً لرسم خريطة طريق نحو مستقبل أفضل للاستفادة من الفرص المتاحة في العالم وعوامل التأثير من خلال التعاون لدعم عمل المنظمات الدولية.

وأتاح المؤتمر مساحات للحوار والتعاون بين المنظمات الدولية والشركات العالمية والأوساط الأكاديمية والخبراء والمؤسسات المالية والمنظمات غير الحكومية، ضمن منظومة واسعة من صناع التغيير، تضم ممثلين عن بنوك التنمية الدولية والإقليمية، والمؤسسات الأكاديمية، وقطاع الأعمال والمنظمات الخيرية، والخبراء.

وأسهم حضور "اليونسكو" و"الألكسو" و"الإيسيسكو" كمنظمات إقليمية ودولية في بث روح جديدة داخل أوردتها، وساعد في تسريع وتيرة الإنتاج ومواجهة جميع التحديات، ورسم خريطة طريق تسهم في بناء مستقبل أفضل للعالم العربي خاصة والعالم أجمع.

واستطاع المؤتمر توفير منصة عالمية تعاونية وموثوقة للمنظمات الدولية للالتقاء والاستفادة من الفرص المستقبلية، بتشجيعه على الحوار المفتوح والشراكة بين أصحاب المصلحة، لإنشاء خارطة طريق للمنظمات الدولية للتعاون بشكل أكثر فعالية، مع وضع آلية مستدامة للشراكات الناتجة عن المؤتمر.

واستضاف المؤتمر خبراء في إدارة الأعمال من مؤسسات أكاديمية عالمية مثل كلية هارفارد للأعمال، وكلية لندن للأعمال، ومعهد بروكينغز، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص والمصارف؛ بما في ذلك شركة "غوغل" والبنك الدولي و"فيزا" والبنك الإسلامي للتنمية.

مختصون يرسمون الصورة

وقال المدير العام للألكسو الدكتور محمد ولد أعمر، خلال الجلسة النقاشية الأولى لمؤتمر مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم: إن مؤتمر المنظمات الدولية العاملة في مجالات التربية والثقافة والعلوم بالمملكة، استطاع أن يختصر الماضي والحاضر والمستقبل في معادلة ذكية: "الرؤية المشتركة + التعاون = الفرص".

وأوضح أن المؤتمر مكّن من خلق منظومة جديدة من شأنها أن توسع من فضاءات عمل المنظمات العاملة في التربية والثقافة والعلوم؛ خاصة أن هناك 6 قطاعات مختلفة تشارك فيه، تُعنى بالاتصالات وتقنية المعلومات، القطاع الخاص، المنظمات المالية وبنوك التنمية، الجهات الأكاديمية، القطاع غير الربحي، رأس المال الجريء والاستثمار الاجتماعي.

وأكد وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، أن المؤتمر فرصة كبيرة لرسم مستقبل ثقافي مستدام لازدهار المجتمعات بالتربية والثقافة والعلم وتكوين رؤية مشتركة؛ من خلال تعاون الجميع لاستكشاف الفرص العالمية المتاحة للاستفادة منها.

وأوضح أن المملكة تدعم كل الجهود لتطوير واغتنام الفرص الجديدة من منظور عالمي شامل؛ لتحقيق التكامل المنشود، والوصول إلى التنمية المستدامة، وتعزيز دور مجالات التأثير الرئيسية (التربوية، والثقافية، والعلمية، وغيرها)، كمحرك رئيسي لهذه التنمية.

وأشار إلى أن المؤتمر يهدف لتطوير سبل التعاون والاستدامة بين المنظمات الدولية، من خلال الحوار وطرح المبادرات النوعية وعقد الشراكات الجديدة، وبناء منصة عالمية حاضنة لمنظومة موسعة من المنظمات ذات الاختصاصات المتنوعة، ووضع رؤى مشتركة، ورسم مسارات جديدة للتعاون والشراكات المستدامة.

فيما لفت الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية الدكتور عبدالعزيز السويلم، إلى أن المملكة تعمل على التحول من مفهوم تسجيل الملكية الفكرية والحصول على براءة اختراع إلى مفهوم إدارة الملكية الفكرية، وتحويل ذلك إلى استثمار الملكيات الفكرية.

وأضاف رئيس هيئة الملكية الفكرية، أنه بدلًا من أن تكون الوثائق عبئًا على أصحابها، تتحول إلى أصول يمكن استثمارها؛ مؤكدًا دور العلوم في تحفيز العقول الشغوفة بالابتكار، وضرورة تكوين بيئة حاضنة للابتكار تحمي الملكية الفكرية.

وناقش خبراء من الألكسو، واللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، ومجموعة شباب العشرين Y20، وشركة فيوتشريتي سيستمز، مَحاور مهمة في المؤتمر، تَمَثلت في تأثير الويب 3 وميتافيرس، وتمكين الشباب وفرص العمل في المستقبل.

واستعرض رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، عددًا من المشاريع في مجال التنمية البشرية؛ مؤكدًا الالتزام بمنهجية لاستكشاف حلول تمويلية مبتكرة لتنفيذ هذه المشاريع؛ مشيرًا إلى أن سياسة المملكة المتعلقة بقطاع التعليم، تحمل شعار "التعليم في خدمة التنمية البشرية"؛ مما يعني بالدرجة الأولى أن التركيز ينبغي أن ينصبّ على التعلم بدلًا من التعليم.

وأكدت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود أمين عام مؤسسة الوليد للإنسانية، ضرورة معرفة الرسالة المطلوبة، والفئات التي تُوَجَّهُ إليها؛ مشيرة إلى ضرورة مراعاة تلك الفئات في "خطاباتنا سواء لمستفيد أو شريك محتمل أو جهة حكومية أو جهة متخصصة".

وسلّطت الأميرة لمياء، خلال مشاركتها في الجلسة الحوارية "مواءمة أنشطة واستثمارات القطاع الخاص مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 للأمم المتحدة"، الضوء على أهمية إشراك الشباب في التخطيط للشراكات لمواكبة تطلعاتهم وإحداث التأثير الإيجابي.

"على خطى المؤتمر"

واحتفاءً بالتقاء هذه المنظمات لأول مرة، وقّعت الألكسو والإيسيسكو واليونيسكو طابعًا بريديًّا يوثّق اجتماعهم في الرياض، خلال مؤتمر مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم، ودعا المشاركون إلى إطلاق منصة عالمية حاضنة للمنظمات ذات الاختصاص المتعدد، ووضع رؤى مشتركة ورسم مسارات جديدة للتعاون والشراكات المستدامة.

في السياق نفسه، أعلن رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد الجاسر، عن استثمار 200 مليون دولار؛ لإعادة 28 مليون طفل إلى صفوف الدراسة بحلول عام 2030، ضمن برنامج الأطفال غير الملتحقين بالمدارس الذي ينفذه صندوق التضامن الإسلامي للتنمية، بالشراكة مع عدد من الصناديق الدولية، لمساعدة البلدان الأكثر احتياجًا لحل هذه المشكلة.

السعودية رائدة الثقافة والعلوم

برؤية ثقافية واعدة وبتجارب مختلفة، أصبحت المملكة العربية السعودية مصدر إشعاع حضاري ومنارة شامخة في سماء المعرفة والثقافة في المنطقة، فتلك المكانة التي تتعاظم يومًا تلو الآخر، جعلت من السعودية التي تمضي وتستمر بكل هدوء نحو التألق، دولةً نموذجًا في قطاعات التربية والثقافة والعلوم التي لها تأثير كبير على المجتمعات؛ مما يعني مشاركة الرياض في بناء مستقبل أفضل للعالم.

وعن الدور الذي باتت تلعبه السعودية، قال الكاتب السعودي عبدالرحمن عربي المغربي، في مقال له: إن كل محب للمعرفة يبارك هذه الصفحة السعودية الجديدة والنقلة النوعية التي خطتها المملكة.

وأوضح "المغربي"، أن الحديث عن السعودية بات متميزًا وجميلًا، ومتجددًا ومحنكًا، ومتألقًا وشاملًا وجذابًا، ويجمع المجتمع السعودي بمختلف أطيافه للتحاور عنه ومناقشة أموره، والسعادة بنتائجه والتفاؤل بمستقبله؛ إلا أن تلك الصفحة الجديدة لم تكن لتسطر؛ لولا المنجزات التي حققتها المملكة دوليًّا ومحليًّا في هذا المجال، امتدادًا لدورها المحوري والمؤثر في الحوار والتفاهم مع دول العالم، والتواصل مع تكتلاته الرئيسية، وقواه المؤثرة، وانطلاقًا من اهتمامها بالمنظمات الإقليمية والدولية.

وتابع: "تلك الجهود أثمرت عن إعلان المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" في 21 مايو 2022، إعادة انتخاب المملكة العربية السعودية رئيسًا للمجلس التنفيذي حتى العام 2024، وانتخاب المملكة رئيسًا جاء بعد أن تمكنت المملكة من تحقيق مكتسبات ونتائج مهمة بفضل العمل التصاعدي للمجلس التنفيذي لدعم المنظمة، وما اتخذه من إجراءات استراتيجية وتنظيمية لتطوير حوكمة وكفاءة الأداء، وتحقيق الاستدامة المالية، وتمكين المجلس التنفيذي والمنظمة، وتعزيز العمل العربي المشترك.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org