قال الإعلامي المتخصص في الإعلام الجديد سعيد آل جندب، أن تعيين سلمان الدوسري وزيراً للإعلام يأتي في مرحلة مهمة تشهد ذروة تحقيق المملكة لكثير من مستهدفات رؤية ٢٠٣٠ التي أصبحت بحاجة لفرق إعلامية محترفة تعمل على صياغة جديدة للرسائل الإعلامية الخارجية بعد التحول الكبير وانفتاح المجتمع وتفهمه للعديد من التطورات.
وأوضح "آل جندب"، أن الوزير الدوسري يأتي من خلفية إعلامية وخبرة كبيرين، فهو ابن الصحافة بدأها كما يجب من محرر حتى كرسي رئاسة التحرير في صحيفتين دوليتين الاقتصادية ثم الشرق الأوسط وهو العارف بخفايا الصنعة وأهلها، وليس بغائب عن التلفزيون وهو ضمن مجلس تحرير قناتي العربية والحدث، والاسم الأبرز في رصانة الحضور وقوة الحجة في برامج تلفزيونية مختلفة .
وتابع: "نعم استطعنا بالثقافة والرياضة والترفيه الوصول للعالم لكن تم تركين العمق الدولي للمملكة في قيادتها للعالم الإسلامي والعربي بحسن نية وتفويت فرص تعريف بالقوة والتأثير السعودي إعلاميا متوافقا مع الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي يعمل عليها قادة الوطن ،ايدهم الله، فكل الأحداث أثبتت أن السياسة السعودية الخارجية لها عمق في صنع القرار العالمي لكن في غياب تام للعمل الإعلامي المتوافق الذي يصل بذلك لمواطني كل دولة بما يصحح المفاهيم المغلوطة".
وأردف يقول: "أظن أن واقع حال الصحفيين والصحافة وهيئة الصحفيين السعوديين لا تسر، فأصبح العمل الصحفي عمل إضافي، والصحافة في كثير من الصحف المحلية رجع صدى لما يثار في وسائل التواصل الاجتماعي مع غياب الصحفي المتفرغ للمهنة والقادر على صناعة الأخبار، ومتابعة الأحداث، وكتابة القصص الصحافية، مع سبات عميق طال للهيئة فلا هي بادرت لطرح الحلول، ولا ساهمت في تطوير صناعة الصحافة بكافة وسائلها".
وأضاف : "الرغبات كبيرة ومتعددة من إعلام خارجي عاجز إلى إعلام داخلي يعرج إلى صحافة تنزف خسائر وتشهد رحيل متواصل لأبنائها بعد فقدان الشغف والمقابل المالي القادر على منع اغراءات الانتقال لمنصات إعلامية رسمية في الوزارات والهيئات أو في شركات مشغلة للمراكز الإعلامية.
وتساءل: "هل سيكون العهد الوزاري الجديد فرصة لقيام شركة وطنية للصحافة والإعلام تجمع كل الصحف وتدمج بعضها وتبدأ في توفير وظائف للصحافيين المحترفين، وتؤهل أصحاب المواهب الإعلامية ومن ثم تستلم بشكل تجاري تشغيل وإدارة وتنظيم المراكز والإدارات الإعلامية في الوزارات والهيئات، وتخطيط الحملات الإعلامية الوطنية، وجمع الأرشيف الصحافي الكبير في منصة إعلامية واحدة يتيح للجميع الاطلاع والتعرف على التاريخ السعودي بوثائق من صحفنا".
وأختتم "آل جندب" يقول: "الجواب على طاولة الوزير الدوسري في يومه الأول من الثقة الملكية من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أيدهما الله".