نشرت شبكة "سي إن إن" الاعلامية الأمريكية تقريرًا بعنوان "لماذا تعدّ المملكة العربية السعودية لاعبًا رئيسيًّا في التطوير المستقبلي للرياضات الإلكترونية"، أبرزت فيه أن المملكة ليست قادرة فقط على قيادة قطاع الرياضات الإلكترونية، بل على ابتكاره أيضًا.
وذكرت "سي إن إن" في تقريرها ما يلي: "مع ترسيخ المملكة العربية السعودية لموقعها كمركز عالمي للرياضات الإلكترونية، تحول المملكة تركيزها للبناء على هذا النجاح، وإثبات أنها ليست قادرة فقط على قيادة القطاع، بل أيضًا على ابتكاره، وشهد القرنُ الحادي والعشرون سلسلةً من التحولات الصناعية؛ حيث تسعى المجالات التقليدية للاستفادة من التطورات في التقنيات الرقمية والناشئة.
وينطبق هذا بشكل خاصّ على صناعة الألعاب التي استفادت من الابتكارات في تنسيقات الفيديو والمؤثرات الخاصة لخلق عصر جديد من الألعاب التنافسية: الرياضات الإلكترونية، باعتبارها صناعة حديثة نسبيًّا مقارنة بأشكال الألعاب التقليدية، تقدم الرياضات الإلكترونية فرصة هائلة للأسواق العالمية لتكون في طليعة التغيير، وتطوير الصناعة إدراكًا لهذه الإمكانات الهائلة، سجلت المملكة العربية السعودية بالفعل مطالبتها في تطوير الصناعة، ليس فقط لتعزيز مكانتها الدولية، ولكن أيضًا لإصلاحها الذاتي.
وسعيًا لتنويع اقتصادها كجزء من استراتيجية رؤية 2030، تبتكر السعودية في مجال الرياضات الإلكترونية كوسيلة لجلب إيرادات جديدة، ووظائف جديدة، ومواهب جديدة من جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يظهر سوق الرياضات الإلكترونية في المملكة معدل نمو سنوي قدره 9.81% في السنوات القليلة القادمة؛ مما يؤدي إلى حجم سوق يبلغ 15.4 مليون دولار، وخلق 39,000 وظيفة إضافية، بالنسبة للجيل الشاب، الذي يعرّف أكثر من 68% منهم أنفسهم كلاعبين، ستكون هذه فرصة لتحويل شغفهم بالألعاب إلى مهنة أحلامهم.
وبينما يستعدُّ الشباب السعودي لدفع الرياضات الإلكترونية إلى المستوى التالي، تضمن المملكة أن يكون لديهم بنية تحتية قوية للقيام بذلك، وضمنت الاستثمارات الاستراتيجية في اتصال الإنترنت عالي السرعة، وساحات الترفيه، ومراكز الألعاب بالفعل إنشاء 150 صالة للرياضات الإلكترونية True Gamers في المملكة، ومكنت من إقامة حدث رائد للرياضات الإلكترونية: كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2024. كأس العالم أقيم كأس العالم الافتتاحي للرياضات الإلكترونية في الرياض على مدار شهرَيْ يوليو وأغسطس، وجمع أكثر من 1,500 لاعب عالمي للتنافس على لقب أفضل نادٍ للرياضات الإلكترونية في العالم وصندوق جوائز قياسي يزيد على 60 مليون دولار.
وعلى عكس المنافسات التقليدية ذات اللعبة الواحدة، شهد المشاركون مواجهات في 22 بطولة كبرى عبر 21 عنوان لعبة؛ ممّا خلق بيئة تنافسية لم يسبق لها مثيل. والأرقام الكبيرة من كأس العالم للرياضات الإلكترونية توضح ما يلي: إجمالي الجمهور أكثر من 500 مليون مشاهد، والمحتوى المستهلك 250 مليون ساعة، والحضور في الموقع أكثر من مليونين، وإجمالي الجوائز المالية الممنوحة أكثر من 60 مليون دولار، وفي حفل الختام رفع فريق Falcons المنتصر كأس بطولة العالم للرياضات الإلكترونية، وحصل على صندوق الجائزة البالغ 7 ملايين دولار.
ويقول "رالف رايشرت" الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية: "كان كأس العالم للرياضات الإلكترونية نجاحًا ساحقًا وتجاوز توقعاتي المتفائلة، لقد تفوقنا على جميع مؤشرات الأداء الرئيسية "الصعبة" ، الحضور، والمشاهدة، والتغطية الإعلامية، ورضا العملاء، بفارق كبير"، فيما أكّدت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية عودة الحدث إلى الرياض في يوليو وأغسطس 2025.
وبينما تضع المملكة نصب عينيها مستقبل الرياضات الإلكترونية العالمية، تخطط للبناء على نجاح كأس العالم للرياضات الإلكترونية، يكشف "رايشرت": "نتطلع إلى المستقبل، نريد المساعدة في نمو الصناعة على جميع الأصعدة، ونريد أن نكون منصة أكبر للأندية واللاعبين، والوصول إلى المزيد من المعجبين، وفي النهاية بناء جسر بين الرياضات الإلكترونية وجميع اللاعبين البالغ عددهم 3.4 مليار في العالم، مع تقريب الرياضات الإلكترونية في الوقت نفسه من عالم الرياضات التقليدية، ولكن ليس دون مساعدة بعض العقول الأكثر إبداعًا في الصناعة والمجالات الداعمة.
وفي مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة "NGSC" الأخير، الذي استضافه اتحاد كأس العالم للرياضات الإلكترونية، اجتمع كبار اللاعبين من الرياضات الإلكترونية والترفيه والتكنولوجيا في محادثة لمناقشة سبل الارتقاء بالتجربة التنافسية وتعزيز ثقافة المعجبين في العام المقبل، من خلال التخطيط لتسهيل المزيد من الألعاب، وصناديق جوائز أكبر، وساحات أكبر؛ كل ذلك على أمل خلق ثقافة ديناميكية شاملة للاعبين والمعجبين.
ووضع مؤتمرُ "NGSC" علامةً على تطوير خطط لزيادة رفع منصة الرياضات الإلكترونية على المسرح العالمي، وهو هدف سيتحقّق في عام 2025 مع إقامة ألعاب الرياضات الإلكترونية الأولمبية الافتتاحية في المملكة العربية السعودية، بينما تكتب الفصل التالي في التاريخ الأولمبي، ستأمل الألعاب في إلهام طموحات الملايين من الرياضيين حول العالم، ومشاهدة قاعدة جديدة وأكثر انتشارًا من محبّي الرياضات الإلكترونية.
وعلى الرغم من أن صناعة الرياضات الإلكترونية في المملكة لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن الاستثمارات الاستراتيجية والتطورات الأساسية، إلى جانب وجود سكان شباب ومتحمسين؛ قد وضعت المملكة كسوق واعدة للنمو والابتكار فيما يبدو أنه قطاع لا حدود لإمكانياته".