ترصد الكاتبة الصحفية سهيلة زين العابدين حماد أكثر من (23) نوعًا من الزواج استحدثها الشباب في المجتمعات العربية والإسلامية، وهي منتشرة بينهم، لافتة إلى أن بعض هذه الزيجات مخالفة للدين، والقيم الخلقية، لأنها تقوم على استباحة الأعراض، ورفض الآباء انتساب الأطفال إليهم، ومطالبة بفتح حوار مع الشباب لتحفيزهم على اختيار الزواج الشرعي المعلن بدعم ومباركه الأسرة والمجتمع.
وتحت عنوان "الزيجات المعاصرة"، قدمت حماد عبر مقالين 13 نوعًا من الزواج، منتشرة بين الشباب، لافتة إلى بأاحه المجمع الفقهي في مكة المكرّمة لنوعين فقط منها، وهي؛ زواج الفريند أو "زواج الأصدقاء" وزواج المسيار، وتقول حماد: "من أخطر الظواهر التي غزت المجتمعات العربية والإسلامية أكثر من (23) نوعًا من الزواج استحدثها الشباب المسلم، وهي منتشرة بينهم، منها:
1- نكاح السر: فيُراد به التأبيد، لكن يتم الاتفاق فيه مع المرأة، أو الشهود على كتمانه عن جميع الناس.
2- زواج الفريند: «زواج الأصدقاء»: فهو «موضة» غزت العالم الإسلامي على غرار (بوي فريند وجيرل فريند) في العالم الغربي، ويتم بين رجل وامرأة من غير أن يجمعهما بيت واحد، ويظل كل منهما يعيش مع أسرته، أو في بلدٍ آخر غير بلد الزوج الأول، وحكمه الشرعي: أنّه غريب عن الفطرة الإنسانية، ويُوقع الزوج في الشك والتهمة، ويبعد الزوجين عن تحقيق منهج الله في الحياة الأسرية المشتركة القائمة على السكن والمودة والرحمة، والتعاون والمشاركة الوجدانية في السراء والضراء، ومقاسمة هموم الحياة، فيجب سد بابه لغرابته وبُعده عن هدى الله والأعراف الصحيحة السوية، علماً بأنّ الله تعالى قال: (ولهن مثل الذي عليْهِنّ بِالمَعْرُوفِ).
وهذا الزواج أباحه المجمع الفقهي في مكة المكرّمة في جلسته الثامنة عشرة التي عُقدت في الفترة من 10- 14 ربيع أول عام 1427هـ.
3- الزواج بالتجربة: هو الزواج القائم في بعض البلاد الغربية في أوروبا وأمريكا، وهو الذي ليس له من أصول -شرعاً- إلاَّ كلمة أو وصفة الزواج، وهو في الواقع علاقة زنا محض، قد تطول، أو تقصر بحسب مقدرة كل طرف على إرضاء الآخر، ومعاملته باللباقة المصطنعة غالبًا، والظهور بالمظهر الاجتماعي الإغرائي، حتى يبرم العقد في نهاية التجربة، وهذا النوع من الزواج يوجد مَن يُمارسه من المسلمين.
4- الزواج المدني: هو زواج قائم على مجرد ممارسة بعض الطقوس والإجراءات الرسمية كتسجيله في سجلات الحكومة، كقسم الشرطة دون وجود إيجاب وقبول، ولا شهود، ويُقصد به إذابة الفروق بين المسلمين وغيرهم، فيتزوج المسلم بغير المسلمة على الإطلاق، وتتزوج المرأة بمن تشاء ولو كان غير مسلم.
6- زواج المسياق: نكاح لبعض المعلمات اللاتي يعملن في مناطق بعيدة ويحتجن محرمًا لركوب الأتوبيس فيتم الزواج بالسائق، أو بين المدرسات وسائقي أتوبيسات النقل إلى حد أربع زوجات لكل سائق.. وهو زواج باطل شرعاً، وتجب مقاومته، والحيلولة دون إقراره.
6- زواج المسفار: وهو نكاح تم اقتراحه مؤخرًا لتتمكن المبتعثات السعوديات من الحصول على محرم خلال فترة الدراسة في الخارج. يستفيد من هذا الزواج المبتعثات وطالبو الزواج والتمتع بالسفر بالخارج.
7- الزواج بالدم بأن يجرح الشاب إصبع الإبهام الأيسر لقربه من القلب، وتفعل الفتاة نفس الشيء، ويتم وضع الإصبعين على بعضهما البعض لبعض الوقت حتى تختلط دماؤهما اعتقاداً بأنّه بهذه الطريقة لا يفترقان أبدًا بعد أن اختلطت دماؤهما ويشهد على هذا الزواج الدموي شاهدان من أصدقائهما.
8- الزواج بالوشم بأن يتم رسم صورة الفتاة واسمها على صدر الشاب، بينما يتم رسم صورة الشاب وكتابة اسمه على كتف الفتاة وبالتالي يُصبحان زوجين للأبد، فهذا الوشم لا يُزَال إلا بماء النار وإزالته تعني الطلاق.
ثم تواصل حماد قائلة :
1- زواج المسيار: والمسيار كلمة خليجية تعني المرور، بمعنى يمر الزوج على زوجته وقتما شاء، أي غير مقيم معها في بيت الزوجية، فهذا الزواج لا يتوفر فيه بيت للزوجية، لأنّه قائم على تنازل الزوجة عن توفير السكن والمبيت والنفقة، وهو زواج غير معلن، وفي الغالب يشترط الزوج عدم الإنجاب، ورغم خطورته على الكيان الأسري، ومخالفته لأحكام الزواج والطلاق والتعدد والخلع، وأحكام الأسرة في الإسلام إلّا أن المجمع الفقهي بمكة المكرّمة قد استقر على إباحته.
1- زواج سياحي: تعرض صور الفتيات على السياح في الألبومات، والعمر، والطول، والوزن، ومن إجراءات المطار إلى هذا الذي يسمى مأذوناً، ومعه هذه الصور، بل والفتيات في بعض الأحيان، فيعقد بعضهم إذا نزل في البلد على امرأتين، أو ثلاث، أو واحدة لكي يطلقها في آخر السفرة، وهذا الزواج المؤقت لا شك أنّه مخالف لمبدأ الزواج في الإسلام؛ لأنّ من طبيعة وحقيقة الزواج في الإسلام الديمومة، والثبات، والاستمرار، والاستقرار، وأي حياة ترجى، وأي تربية لأولاد، وأي سكن نفسي، وأي عشرة هذه التي ستحصل بلا هذا المعنى. بل أصبحت قضية الزواج المؤقت مجرد شهوة عابرة.
3- زواج الطوابع: فهذه آخر صيحة من صيحات الزواج المنتشرة بين الشباب في العالم العربي والإسلامي، ويتم عبر اتفاق الطرفين على الزواج بأن يشتريا طابعاً بريداً عادياً، ويقوم الزوج بلصق الطابع على جبينه، وبعد عدة دقائق يعطي الطابع للبنت التي تقوم بدورها بلصق نفس الطابع على جبينها، وبذلك تصبح زوجته وسط فرحة وتهنئة من الأحباب والأصدقاء ويساعدنهما على تحمُّل تكاليف الزواج عبر توفير مكان لهما ليلتقيا فيه بخصوصية بعيدًا عن العيون.
4- زواج الكاسيت والإنترنت: حيث يقوم الشاب والفتاة بتوثيق عقد زواجهما على شريط كاسيت ويقر فيه أيضًا الشاهدان بشهادتهما على الزواج، كما يقر المتزوجان فيه بأن يظل هذا الزواج سرًا إلى أن تحين الفرصة المناسبة لإعلانه، ويتم الاحتفاظ بهذا الشريط في مكان يعلمه الطرفان ويكون الطلاق بنفس الطريقة أن يتم تسجيل الانفصال على نفس الشريط.
5- زواج المقراض: هو الزواج من بنات لديهم PDO للاستفادة من قرض البنك العقاري، وقد يزداد عدد أنواع النكاح إلى الحد المناسب لظروف واحتياجات وأمزجة المجتمع".
استباحة أعراض وقضايا نسب
وتعلق حماد قائلة: "هذه بعض الزيجات المعاصرة التي استحدثها الشباب المسلم للزواج المخالفة للدين، وكل القيم الخلقية، فهي تقوم على استباحة الأعراض تحت مسمّى الزواج، وترتب عليها وجود أطفال يرفض آباؤهم انتسابهم إليهم، وقضايا إثبات النسب تمتلئ بها المحاكم في البلاد العربية. وعلى هذا، لابد أن تكون علاقات الآباء بأبنائهم علاقة صداقة قوامها الحوار والصراحة والاحترام، حتى لا يقدم الشاب أو الشابة على مثل هذه الزيجات، وإن رغبا في الزواج فليكن زواجًا شرعيًا معلنًا يباركه الأهل ويُدعِّمونه".