عقد معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية اليوم, ندوة "القمة العربية بين الواقع والطموح", بمشاركة عدد من الأكاديميين والمتخصصين في الشأن العربي من المملكة وبعض الدول العربية، وذلك بمقر المعهد في الرياض.
وقال مدير عام المعهد الدكتور عبدالله بن حمد السلامة: هذه الندوة الاستثنائية المهمة تتزامن مع انعقاد القمة العربية "قمة القدس"، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية, وقد دأبت المملكة على دعم التضامن العربي وحماية مصالح الدول والشعوب العربية ومساعدتها والدفاع عن مقدراتها ومعالجة الأزمات التي تمر بها.
وأضاف: هذه الندوة تأتي بتوجيه من وزير الخارجية عادل الجبير ووزير الدولة الدكتور نزار مدني لتفعيل دور المعهد كمركز فكر متخصص، وسنستعرض واقع القمم العربية وبياناتها وآليات العمل العربي المشترك.
وبدأت محاور الندوة التي أدارها المشرف على مركز الدراسات الاستراتيجية بالمعهد الدكتور منصور المرزوقي, حيث تضمن المحور الاول موضوع "بنية النظام العربي".
وشارك في هذا المحور الدكتور معاذ اللويحق من جامعة الملك سعود الذي طرح ورقة حول الجانب القانوني لبنية النظام العربي تحدث فيها عن أهمية تأسيس محكمة قضائية عربية تسهم في حل النزاعات القائمة بين الدول العربية والتسوية السلمية وحفظ السلم العربي.
وأوضح أن أبرز القضايا والنزاعات التي حدثت بين مجموعة من الدول العربية لم تحل مما يستوجب وجود أجهزة قضائية عربية في هذا الجانب.
وتحدث خلال هذه الجلسة الدكتور عصام ملكاوي من جامعة نايف للعلوم الأمنية عن واقع النظام العربي, مؤكدا أهمية الجانب الثقافي في الدول العربية من خلال استقراء الجانب التنويري في أوروبا.
وتطرق إلى الثقافة السياسية داخل كل دولة عربية والفرق بين أنظمة دول الملكية ودول الجمهورية والفرق بين جيل النخبة السياسية الموجود حاليا وجيل الشباب الذي يؤثر في الاستقرار السياسي.
أما المحور الثاني من الندوة فتركز حول "التحديات التي تواجه العالم العربي وأفق التعاون" وتداخل من خلال هذا المحور الدكتورة نورة اليوسف عضو مجلس الشورى، التي ذكرت الوضع الاقتصادي العربي يشهد تباينا كبيرا , مستشهدة بالتجربتين السعودية والإماراتية المميزتين في المجال الاقتصادي.
وعدّدت "اليوسف" بعض التحديات الاقتصادية التي تمر بها معظم الدول العربية ومنها تزايد العدد السكاني وارتفاع نسبة البطالة التي وصلت إلى أقل حدودها عام 2017م, مؤكدة أهمية محاربة الفساد للنهوض بالاقتصاد العربي, ومحاولة مواكبة التقدم التقني والصناعي.
من ناحيته، تحدث الدكتور عز الدين موسى من جامعة نايف للعلوم الأمنية عن أهمية إيجاد الحلول الاقتصادية البديلة في الدول العربية التي تسهم في محاربة الفقر والبطالة.
وتداخل الدكتور أسعد الشملان من معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية بورقة حول نجاح وفشل بعض الدول العربية في إدارة أمورها من مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وركز الدكتور عبدالله بن عوده من مركز الدراسات والأبحاث الأمنية، خلال هذه الجلسة، على أهمية التنسيق الاستراتيجي بين الدول العربية في المجال الأمني.
وفي المحور الثالث للندوة بعنوان "استشراف المستقبل"، شاركت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسية مركز الإمارات للسياسات, والدكتور محمد السلمي رئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية بورقتي عمل حول مآلات الصراع مع إيران.
وشارك الدكتور عبدالخالق عبدالله من دولة الإمارات بورقة حول استشراف مستقبل النظام الإقليمي العربي , فيما تداخل الدكتور حمد التويجري من جامعة الملك سعود حول موضوع التكامل الاقتصادي بين الدول العربية.
وفي ختام الندوة، شكر مدير معهد الامير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية جميع المشاركين في هذه الندوة التي تكتسب أهمية لمواكبتها انعقاد القمة التاسعة والعشرين لجامعة الدول العربية المقامة بمدينة الظهران، التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مسمى "قمة القدس".