التقى معالي الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسي، في المقرِّ الفرعيِّ للرابطة في الرياض، سعادةَ المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السيد فيليبو غراندي.
وفي بداية اللقاء، رحّب معالي الدكتور العيسى بسعادة المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مؤكِّدًا على الأهمية البالغة للجهود التي تبذلها المفوّضية في خدمة اللاجئين والنازحين حول العالم، وبخاصةٍ في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة التي تُفاقم من هذه القضية الدولية المقلقة، ومن معاناتهم، في حين ثمَّن السيد فيليبو غراندي مساندة رابطة العالم الإسلامي لجهود المفوّضية في خدمة اللاجئين، والمبادرات المتنوعة التي قدّمتها لدعم احتياجاتهم في المجتمعات المُضيفة، منوِّهًا -في هذا السياق- بأهمية الشراكة الطويلة والوثيقة التي تجمع الجانبين، والتي كان لها أثرٌ إيجابيٌّ واسعٌ على تخفيف معاناة اللاجئين النازحين وحمايتهم.
وشهِد اللقاءُ عقْدَ مناقشاتٍ موسعةٍ؛ لتعزيز آليات التعاون المشترك بين الرابطة والمفوضية، من أجل حشد الدعم العالمي لقضايا اللاجئين والنازحين، ورفع الوعي في المجتمعات الإنسانية بالمعاناة التي يعيشونها، وما يقتضيه الواجب الإنساني والأخلاقي من احتضانهم والوقوف معهم في هذه الظروف العصيبة.
وأكَّد اللقاءُ أهميةَ الفتوى التي أصدرها المجمع الفقهي الإسلامي، التابع لرابطة العالم الإسلامي، بجواز دفع الزكاة للاجئين عن طريق المفوّضية، وما أحدثَه هذا المسار المبتكر للدعم من فارقٍ كبيرٍ في حياة ملايين اللاجئين والنازحين حول العالم.
كما ناقش اللقاءُ ابتكار مبادراتٍ مستقبليةٍ لتطوير مسار الشراكة بين الرابطة والمفوّضية من أجل دعم الاستجابة الإنسانية للاحتياجات المُلحّة للاجئين حول العالم، والإسهام في حمايتهم من المخاطر التي تواجههم خلال رحلة اللجوء، وفي المجتمعات المُضيفة، وتفعيل برامج إدماجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتسهيل حصولهم على الخدمات الأساسية، وتوفير فرص العمل والعيش الكريم، والعمل على إيجاد حلولٍ مُستدامةٍ لقضاياهم.