جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى، كتقليد سنوي يكتسب أهمية بالغة جدًّا؛ كونه يرسم ملامح السياستين الداخلية والخارجية، ويعكس مواقف المملكة إزاء أهم القضايا العربية والإقليمية والدولية والمتغيرات والمستجدات في الإقليم والعالم.
وكما ذكر رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ؛ فإن الخطاب الملكي يُعد منهاج عمل وخارطة طريق للمجلس وأعضائه يستنير بها في دراساته للموضوعات التي تندرج ضمن صلاحياته واختصاصاته وصولًا إلى القرارات الرشيدة التي تسهم في الارتقاء بأداء الأجهزة الحكومية ومؤسساتها، وتطوير الأنظمة وتحديثها، كما يُعد الخطاب الملكي منهاج عمل أيضًا للأجهزة الحكومية في الدولة، بما يحتويه من مضامين حكيمة يسترشد بها حول توجهات الدولة في الداخل والخارج ورؤيتها في الحاضر والمستقبل.
تشريف المملكة بخدمة الحرمين
وأكد الخطاب تشريف الله للمملكة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، ولم يتأخر ملوكها السابقون حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، عن بذل الغالي والنفيس لإنجاز المشاريع التطويرية الكبرى خدمةً للحجاج والزوار والمعتمرين.
وقد اعتنت المملكة على مر التاريخ بتوسعة الحرمين الشريفين وخدمتهما، بالبذل السخي على مشاريعها؛ فقد اهتم ملوك الدولة السعودية منذ عهد الملك المؤسس، بخدمتها والقيام على رعايتها وتوسعتها؛ إذ بدأها الملك عبدالعزيز عام 1344هـ (1925م) بتوطين مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وبدأت مشاريع التوسعة السعودية للحرمين الشريفين بعد تأسيس المملكة مباشرة.
ففي عام 1354هـ (1935م) أمر الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بعمل ترميمات وتحسينات شاملة بالمسجد الحرام، وفي عام 1368هـ (1948م) أعلن عن عزمه توسعة المسجد النبوي الشريف، بعد أن ضاق على المصلين؛ فأضاف إليه مساحة إضافية لتزداد مساحته الكلية.
جهود العناية بالحرمين
ثم تواصلت جهود ملوك هذه البلاد الطاهرة في العناية بالحرمين الشريفين، فأضيفت للحرم المكي ساحة أخرى في عهد الملك سعود، وكانت تلك عمارة عظيمة لم يشهد الحرم المكي مثلها من قبل، وفي عهد الملك فيصل -يرحمه الله- أضيفت التوسعة الجديدة، كما أضيفت توسعة أخرى في عهد الملك خالد -يرحمه الله- والملك فهد والملك عبدالله، والآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
نجاح الحج وسط جائحة كورونا
وعلى الرغم من التداعيات الكبيرة التي خلّفتها جائحة كورونا على الصحة العامة؛ إلا أن المملكة لم تلجأ لخيار تعطيل الحج، وسعت لتأمين تنظيم الفريضة بأعلى درجة من الاحترافية وباتخاذ أقصى تدابير السلامة والوقاية؛ حيث نجحت في الخروج بموسم آمن وصحي بفضل من الله.
وأنهت المملكة العربية السعودية موسم الحج بنجاح باهر؛ رغم الظروف الاستثنائية جراء جائحة فيروس "كورونا"، وأثارت التجربة التي قامت بها المملكة إشادات واسعة، وحتمًا ستترك بصماتها على تنظيم الحج في المواسم المقبلة.
إحباط مؤامرات تحالف الشر
وأكد مراقبون من عدة دول، أن السعودية أبهرت العالم في تنظيم الحج، ونجحت في هزيمة فيروس كورونا، وأحبطت مؤامرات تحالف الشر الذي كان يتربص بها.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- قد افتتح أمس الأربعاء -عبر الاتصال المرئي- أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
ووجّه خادم الحرمين، الخطاب الملكي المفصل للسياسة الداخلية والخارجية للمملكة العربية السعودية.