أكد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أكثر من مناسبة أن أولى مهامه حراسة المقدسات الإسلامية، والعناية بها، كما هو شأن قادة هذه البلاد، بداية من الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، ومن بعده أبناؤه، إلى هذا العهد الذي وصلت فيه خدمة الحرمين إلى مرحلة لم يسبق لها مثيل.
وبدأت جهود وأوامر خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالعناية والمتابعة الكاملة لأعمال توسعات الحرم المكي الشريف تؤتي أكلها بإذن ربها.
"سبق" سلطت الضوء على جانب من جوانب الاهتمام بالحرم المكي ضمن مشاريع التوسعة الثالثة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -.
دشَّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خمسة مشاريع رئيسية ضمن المشروع الشامل للتوسعة السعودية الثالثة، هي: مشروع مبنى التوسعة الرئيسي، ومشروع الساحات، ومشروع أنفاق المشاة، ومشروع محطة الخدمات المركزية للمسجد الحرام، ومشروع الطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام.
وقام ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بجولات عديدة على مستويات الإنجاز بالتوسعة السعودية الثالثة، والمشاريع المرتبطة بالخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام، والمنجزات المتعلقة بزيادة الطاقة الاستيعابية بالمسجد الحرام لاستقبال الزوار والمعتمرين من ضيوف الرحمن، في إطار تحقيق أحد أهداف رؤية السعودية (2030) باستقبال أكثر من 30 مليون معتمر.
يُعدُّ مشروع التوسعة السعودية الثالثة نقلة نوعية في تاريخ المسجد الحرام؛ إذ بلغ إجمالي مسطح المبنى (345000م2)، ويصل أعداد المصلين إلى (300000) مُصَلٍّ، ويحوي ساحات ومسطحات وجسورًا تبلغ مساحاتها (239000م2)، وتصل قدرتها الاستيعابية إلى (566000) مُصلٍّ. أما مسطح مبنى الخدمات (المصاطب) فتبلغ مساحته (730000م2)، وقدرته الاستيعابية تقدر بـ(264000) مُصلٍّ.
وتشمل التوسعة السعودية الثالثة (4) منارات، بارتفاع (135م)،، ويبلغ عدد السلالم الكهربائية بكامل المشروع (680) سُلمًا؛ لتسهيل عملية تنقل الزوار في أرجاء التوسعة. كما تقدر مساحة مسطحات كامل المشروع بـ (1371000م2).
ويصل إجمالي المصاعد الكهربائية بمشروع توسعة المسجد الحرام إلى (140) مصعدًا موزعة على (44) مصعدًا في مبنى التوسعة، و(42) مصعدًا في الساحات، و(64) مصعدًا بمبنى المصاطب، و(24) بمبنى المنارات، ومبنى الإخلاء (6) مصاعد. كما تتراوح قدرة تحملها بين (1600) كجم لمصاعد الزائرين، و(2500) كجم لمصاعد الخدمات، و(7000) كجم لبعض مصاعد خدمات مبنى التوسعة.
ضمَّت توسعة الحرم المكي (22) قبة، موزعة على النحو الآتي: (12) زجاجية متحركة، و(6) زجاجيات ثابتات على منسوب الطابق الثاني، والثاني ميزانين، وأربع قباب ثابتات على القاعات الوسطية الموجودة بالطابق الثاني. وتقع القبة المتحركة أعلى الممر الشرفي لمبنى التوسعة السعودية الثالثة بقطر خارجي (36م)، وارتفاع داخلي (25م)، ووزن (800 طن)، بواجهات داخلية وخارجية من الرخام والزجاج للفتحات.
أما الأسطح الخارجية فمن الفسيفساء الملون، والأسقف الداخلية من الخشب المرصع بالأحجار الكريمة.
وتُفتح القباب الزجاجية عن طريق وحدة تحكم مركزية لتوفير التهوية الطبيعة حينما تكون درجة الحرارة مناسبة. وتقع القباب الزجاجية المتحركة أعلى الأفنية الخلفية والوسطية بإجمالي عدد (12 وحدة)، بأبعاد (28.5×17 مترًا)، وارتفاع خارجي (8.75 متر)، ووزن نحو (300 طن). وتفتح القباب الزجاجية عن طريق وحدة تحكم مركزية لتوفير التهوية الطبيعة حينما تكون درجة الحرارة مناسبة.
وتقع القباب الزجاجية الثابتة على منسوبَي الطابق الثاني والثاني ميزانين بإجمالي عدد (6 وحدات)، وأبعاد (9×14م)، وارتفاع داخلي (35.5م)، وارتفاع خارجي (مترين)، ووزن نحو (20 طنًّا). كما تقع القباب الثابتة أعلى القاعات الوسطية الموجودة بالطابق الثاني بإجمالي عدد (4 وحدات)، وقطر خارجي (16.6 متر)، وارتفاع داخلي (9.6 متر)، وارتفاع خارجي (13.6 متر)، ووزن (25 طنًّا) للوحدة بواجهات خارجية وداخلية من الرخام والزجاج للفتحات، وأسطح خارجية من الفسيفساء الملون، وأسقف داخلية من الخشب المرصع بالأحجار الكريمة.
أطلق مشروع توسعة المطاف "الرواق السعودي" في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فضاعف هذا المشروع مساحة الحرم المكي من 12 ألف متر مربع إلى أكثر من مليون متر مربع، ويتكون من 4 أدوار: الدور الأرضي، الدور الأول، الدور الثاني، والسطح. ويستوعب 278 ألف مُصلٍّ و107 آلاف طائف في الساعة.
ويبلغ إجمالي مشربيات زمزم (2010) مشربيات، تتوزع بين (396) موضعًا لشرب مياه زمزم، و(902) موضع لشرب مياه زمزم بطول الشوترات. كما يحتوى مبنى الخدمات والساحات على عدد (712) مشربية.
وبالنسبة للطرق والأنفاق التابعة للمشروع، يصل طول نفق القشاشية الأيمن إلى (490م)، ونفق القشاشية الأيسر بطول (494م)، ونفق الفلق (120م)، وكوبري المسجد الحرام بطول (111م)، ووصلة كوبري محطة المروة بالطريق الدائري (28م)، وكوبري جبل الكعبة بطول (240م)، وكوبري أم القرى بطول (274م)، وكوبري محطة المروة بطول (435م)، ومنحدر خلف محطة كدى بطول (165م)، وكوبري المسخوطة بطول (305م).
تحقيقًا لرغبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في متابعة مشاريع الحرم المكي، كشفت رئاسة الحرمين الشريفين مؤخرًا عن كونها تتابع تنفيذ مشاريع الحرم المكي الشريف عبر 50 مهندسًا مختصًّا في الإشراف والمتابعة عبر 4 فترات موزعة على ساعات الليل والنهار؛ وذلك لضمان سير المشاريع الخاصة بالحرم وفق الجدول الزمني المعتمد لتلك المشاريع؛ ليتسنى الاستفادة من أجزاء كبيرة منها خلال المواسم القادمة.
وتولي المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها حتى عهدنا الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، المسجد الحرام فائق العناية وجليل الاهتمام والرعاية على جميع الأصعدة، وخصوصًا عمارة المسجد الحرام وتوسعته؛ لاستقبال ضيوف بيت الله الحرام؛ لتقديم أرقى الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين على مدار العام.
وما زالت مسيرة الخير والتنمية والازدهار متواصلة؛ إذ شرف الله -عز وجل- المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وخدمة الإسلام، وإيصال رسالته السامية إلى جميع أنحاء العالم.