
أكدت الكاتبة الإعلامية ذكرى إبراهيم الشبيلي، أن تسمية "الشرق الأوسط" بهذا الاسم تعود إلى العام 1902، حين استخدم الضابط الأمريكي ألفريد ماهان عبارة Middle East في مقال عن الخليج العربي، مركزًا على أهميته الاستراتيجية لطريق بريطانيا إلى الهند.
وقالت الشبيلي في مقال نشرته جريدة "اليوم" هذا الأسبوع: "وبينما كنت أبحث في فضاء الشبكة العنكبوتية، وقعت عيناي على مقطع يتناول تساؤلًا وجدته جديرًا بالاهتمام، حول تسمية الموقع الجغرافي الذي تقع فيه دول كثيرة بـ«الشرق الأوسط». وكان السؤال يبدو بسيطًا جدًا، ولكن الإجابة عليه ليست كذلك، وهو: «الشرق الأوسط... أوسطُ ماذا؟ وبالنسبة لمن؟». شخصيًا، هذا السؤال أثار فضولي، فذهبت لأبدأ رحلة البحث عن هذا الاسم أو المصطلح: من صاغ الاسم؟ ولماذا أصبح جزءًا من وعينا اليومي؟".
وأضافت: "توصلت إلى حقيقة، أو سمِّها معلومة على أبسط تقدير، بأن المصطلح ليس توصيفًا بريئًا. فنحن نعود إلى العام 1902، حين استخدم الضابط الأمريكي ألفريد ماهان عبارة Middle East في مقال عن الخليج العربي، مركزًا على أهميته الاستراتيجية لطريق بريطانيا إلى الهند. لاحقًا، نشر الصحفي البريطاني فالنتاين تشيرول المصطلح في الصحف وكتبه، ثم أصبح رسميًا في التسميات العسكرية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، ومن هنا انتقل إلى الإعلام والخرائط والجامعات، حتى صار مألوفًا بين الناس".
وأشارت إلى أنه "قبل ذلك، كانت أوروبا تستخدم مصطلح «الشرق الأدنى» للإشارة إلى أراضي الدولة العثمانية وضفاف المتوسط الشرقية. ومع مطلع القرن العشرين، حلَّ «الشرق الأوسط» تدريجيًا محل المصطلح القديم، ضامًّا شمال أفريقيا وغرب آسيا، رغم أن الحدود تتغير حسب من ينظر".
وقالت: "الفكرة الجوهرية هنا هي أن الأسماء ليست بريئة؛ فهي تحمل رسائل وقناعات من يحاول تمريرها. حين نستخدم «الشرق الأوسط»، نعيد إنتاج إطار تمّت صياغته وفق أهداف معيّنة، وليست كما يبدو أنها مجرد وصف محايد للمكان. البدائل ممكنة، مثل غرب آسيا وشمال إفريقيا، وهي أكثر حيادية وتعكس موقعنا الحقيقي".
واختتمت الشبيلي: "المطلوب ليس رفض المصطلح، بل وعي السياق التاريخي. أن نضع بجانبه نجمة تقول: «هذا اسم وُلِد في سياق معيّن». أن ندرك الأبعاد التي تصاحب الكثير من الجمل والمصطلحات التي تمر أمام أعيننا حين نقرأ الصحف أو نستمع إلى نشرات الأخبار. وعندها فقط يمكن لنا أن ندرك أن «الشرق» هو موقعنا نحن، لا «وسط» أحدٍ آخر. اللغة تشكّل وعينا وهويتنا، وفهمها يعيد ترتيب علاقتنا بالمكان والتاريخ".