منذ انطلاقتها في دورة معرض الرياض الدولي للكتاب العام الماضي، أوجدت دار رف للنشر التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، مساراً جديداً في صناعة الكتاب في العالم العربي، يعتمد على إستراتيجية مختلفة ترتكز على الاهتمام بالمحتوى والمؤلف معاً، في إسهام من "رف" لمعالجة ما تعانيه صناعة الكتاب في العالم العربي من ركود في توزيع الكتب، وانحسار في القراءة.
وأوضح رئيس التحرير في دار رف للنشر إبراهيم آل سنان لـ"سبق"، أن "رف" أتت بإستراتيجية جديدة فعّالة، تهتم خلالها بالمحتوى والمؤلف على حدٍ سواء، في معرض إسهامها في معالجة أزمة صناعة الكتاب في العالم العربي، مضيفاً أن "رف" لا تنتظر قدوم المؤلف بل تبحث عنه وتساعده، وبالنسبة للمحتوى تبحث عن المحتوى الجيد والجديد، وتستكتبه من المؤلفين المناسبين، وهذه إستراتيجية جديدة تختلف عن خطط دور النشر، التي تنتظر المؤلف.
وبيّن "آل سنان" أن "رف" تعمل مع المؤلف، وتعتبر المؤلف الاستثمار الأول لها، لذلك تهيئ له كل السبل، مثل المساعدة في البحث، والتحرير، والتدقيق.
وحول طريقة "رف" في البحث عن المؤلف، أشار إلى أن "رف" تبحث عن محتوى غائب عن المحتوى العربي من الناحية المعرفية أو الأدبية أو الثقافية، ثم تختار أحد المؤلفين المتخصصين في مجال المحتوى المختار لكتابته، وبذلك تضيف "رف" إضافة جديدة إلى المحتوى العربي، كما تقدم مؤلفاً جديداً إلى الساحة الفكرية.
وعن نوعية المحتوى الذي تبحث عنه "رف"، ذكر رئيس التحرير في "رف"، أن الدار تبحث عن المحتوى، الذي لا يحظى بالاهتمام، في مجالات التراث، والمحكيات، والمرويات، والأزياء، والعمارة، والمعارف المهنية، كالطهي.
وحول التقنيات الرقمية التي تعتمد عليها "رف" في النشر، أفاد بأن التقنيات الرقمية، هي الرقميات المعروفة للكتاب، وهي: الكتاب الإلكتروني، والكتاب الصوتي، و"رف" تعطيها أولوية كبيرة، بحيث ينشر الكتاب الورقي متزامناً، مع الكتابين الإلكتروني والصوتي، وينسجم اهتمام "رف" بالتقنيات الرقمية، مع الاتجاه المتزايد في العالم لرقمنة الثقافة، ووزارة الثقافة تدفع به للأمام، و"رف" تواكب هذا الاتجاه النامي في مجال النشر.
وعن المؤلفات التي أصدرتها "رف" منذ انطلاقتها في دورة معرض الرياض للكتاب العام الماضي، وسبب غياب المؤلفات العربية عن قائمة إصداراتها، أوضح "آل سنان" أن "رف" منذ انطلاقتها بدأت تعمل في صمت في اختيار العناوين، ودراسة مجتمع القراءة من خلال أبحاث خاصة، نتواصل خلالها مع القراء للتعرف على اهتماماتهم.
وأضاف أن الكتاب العرب غير غائبين عن أولويات "رف"، لكن التأليف العربي يحتاج المزيد من الوقت، في البحث والتدقيق والتحرير، ونظراً لحرص الدار على المشاركة في دورة معرض الرياض هذا العام، فقد شاركت بالإصدارات المتوفرة، التي كان أغلبها مترجماً مع وجود أسماء عربية، ستصدر قريباً.
وحول معايير اختيار الأعمال المترجمة، بيّن أن "رف" لا تعطي الأولوية في الاختيار لرواج الكتاب، وإنما تقرأ بتأنٍ موضوعات الكتب، وتختار ما يتوافق مع اهتمامات القراء في منطقة الخليج والعالم العربي، كما تنظر "رف" في أبعاد ضعف المحتوى العربي وتختار موضوعات غائبة عنه.
ولفت "آل سنان" إلى أن "رف" في جهودها لنشر ثقافة القراءة، أطلقت عدة مبادرات في هذا النطاق، مثل مبادرة "أهل أول"، التي تشجع الأشخاص على القراءة من خلال وضعهم كجزء من المحتوى، عبر قصصه ومروياته التراثية عن آبائه وأجداده، حيث تجمعها "رف" وتحولها إلى كتب مقروءة، وعندما يجد القارئ نفسه في جزء من الكتاب، سيتزايد شغفه بالقراءة، وستصبح اهتماماً أساسياً في حياته.
وأشار إلى أن "رف" عقدت شراكات مع أعرق دور النشر العالمية مثل، بنجوين، وهاربر كولينز؛ بهدف الوصول بشكل أسرع إلى الكتب الجيدة، والكتب التي ستصدر مستقبلاً، وتشارك "رف" في قراءة المسودات المبدئية للكتب، التي ستنشر مستقبلاً هذه الدور.