
أكد المتحدث الرسمي برئاسة أمن الدولة، اللواء بسام عطية، أن الحادثة الإرهابية في المنطقة الشرقية لا تعبِّر إلا عن نفسها وعن مشروعها المتهالك، وأن المجتمع السعودي بجميع أطيافه، وبمكوناته كافة، يرفض الفوضى والأنشطة الإرهابية لإيمانه بالخيار الحضاري، وهو الدولة الوطنية الواحدة.
وفي التفاصيل، أشاد اللواء "عطية" بحالة التنسيق والتكامل لقوات الأمن السعودي التي كانت محور نجاح العملية الأمنية الاستباقية بالمنطقة الشرقية من خلال الرصد والمتابعة لهذه العملية ولكامل مخططاتها الإجرامية وعناصرها الإرهابية، مباركًا في هذا السياق لقوات الأمن السعودي ولأجنحته المباحثية والمعلوماتية والميدانية كافة هذا الإنجاز الأمني.
جاء ذلك خلال مداخلة مع القناة الأولى للتعليق على بيان رئاسة أمن الدولة بشأن مقتل اثنين من المطلوبين أمنيًّا، والقبض على اثنين آخرَين في عملية استباقية بمحافظة القطيف بالمنطقة الشرقية. وقال: إن هذه الأنشطة الإرهابية ليست وليدة اللحظة ولا الأمس، وإن رعاتها يعملون ضمن فضاءات سياسية واجتماعية وفكرية كبيرة جدًّا، تحكمها بالدرجة الأولى المصالح، ثم مغالطات ومزايدات مذهبية متطرفة، بل شديدة التطرف.
ولفت اللواء عطية إلى أن هذه الأنشطة الإرهابية لها عوامل عدة، تشكلها وتظهرها على السطح. وأحد أبرز هذه العوامل هو تأصيل الإجرام في شخص الإرهابي بالسطو المسلح والخطف وتجارة المخدرات وتخريب المرافق العامة واستهداف رجال الأمن.
وتابع عطية: العامل الثاني امتهان واحتراف الإرهاب؛ وبالتالي أصبحت مهنة ذات عائد مادي واجتماعي معنوي، وهو أخطر حالات الإرهاب، وهو الاحترافية.
وأضاف: إن العامل الثالث هو الأيديولوجية الخمينية الخلاصية المتطرفة "متمثل في المستضعفين في الأرض"! هذا الوهم هو الذي حوّل المنطقة إلى كتلة من الصراعات والحروب والاستنزاف والفوضى.
وأشار إلى أن العناصر الإرهابية في قضيتنا هذه هم إحدى أدوات صناعة هذه الفوضى. مستدركًا: لكن نؤكد أن هذه الفوضى وهذه الحادثة لا تعبِّر إلا عن ذاتها المحدودة الضيقة، وعن مشروعها المتهالك؛ فقد سبق أن رفضها المجتمع السعودي، ويستمر في رفضها بكامل أطيافه وبشرائحه ومكوناته كافة. مشددًا في هذا الصدد على أن المجتمع السعودي مؤمن تمامًا بالخيار الحضاري، وهو الدولة الوطنية الواحدة.
وكان المتحدث الأمني برئاسة أمن الدولة قد صرح بأنه من خلال متابعة جهاتها المختصة للأنشطة الإرهابية بمحافظة القطيف، وتعقُّب العناصر المرتبطة بها، تمكنت بفضل الله فَجْر يوم الأحد بتاريخ 2 / 8 / 1440هـ في عملية استباقية، بالتنسيق مع الجهات الأمنية بالمنطقة الشرقية، من رصد أربعة عناصر من المطلوبين أمنيًّا، وهم يستقلون سيارة من نوع (تاهو) باتجاه طريق (أبو حدرية) لتنفيذ عمل إرهابي، أشارت المعلومات إلى أنهم أتموا التجهيز له.
وأضاف بأنه حينما قامت الجهات الأمنية باعتراضهم، ومطالبتهم بتسليم أنفسهم، بادروا بإطلاق النار تجاه رجال الأمن؛ فتم التعامل معهم وفق ما يتطلبه الموقف، والرد عليهم بالمثل؛ ما أدى لإعطاب المركبة التي كانوا يستقلونها؛ فلجؤوا إلى محطة وقود بالقرب من الموقع، وألقوا قنبلة يدوية، تسببت في حدوث حريق جزئي بالمحطة؛ وذلك بهدف استغلال الحالة في الهروب من قبضة رجال الأمن، وقاموا بالاستيلاء على (صهريج) تحت تهديد السلاح، الذي تم بعد توفيق الله إعطابه على مسافة كيلومترَيْن من محطة أخرى.
وأوضح أن العملية أسفرت عن النتائج الآتية:
أولاً: مقتل كل من المطلوب / ماجد علي عبدالرحيم الفرج، هوية وطنية رقم (1024360263) أحد المطلوبين على قائمة الـ (9) المعلن عنهم بتاريخ 29 / 1 / 1438هـ. والمطلوب / محمود أحمد علي آل زرع، هوية وطنية رقم (1054136393). والقبض على المطلوبَين الآخرَين اللذين تتطلب مصلحة التحقيق عدم الإفصاح عن هويتَيْهما في الوقت الراهن. وإن جميع المشار لهم من أرباب السوابق، وممن ارتبطوا بعدد من القضايا الإرهابية التي وقعت خلال الفترة الماضية بمحافظة القطيف، التي تمثلت في إطلاق النار على المواطنين والمقيمين ورجال الأمن، ومهاجمة وتخريب المرافق العامة والمنشآت الأمنية والاقتصادية، وتعطيل الحياة العامة، والقيام بجرائم السرقة والسطو المسلح والاختطاف والاغتصاب وترويج وتهريب المخدرات.
ثانيًا: إصابة امرأة من الجنسية البحرينية أثناء توقفها مع عائلتها في محطة الوقود، وإصابة سائق الصهريج، وهو من الجنسية الباكستانية، واثنَيْن من رجال الأمن. وهم يتلقون حاليًا العلاج اللازم.
ثالثًا: ضُبط بداخل السيارة التي كان يستقلها الإرهابيون ما يأتي:
1 - عدد (1) سلاح رشاش.
2 - عدد (2) مسدس من نوع جلوك.
3 - عدد (7) مخازن رشاش.
4 - عدد (1) مخزن مسدس جلوك.
5 - عدد (2) قنبلة شديدة الانفجار.
6 - عدد (1) قنبلة صوتية.
7 - عدد (1) هوية بحرينية مزورة تحمل صورة المطلوب / ماجد علي الفرج.
8 - مبلغ مالي قدره (66178) ريالاً.
9 - عدد (126) طلقة رشاش حية.
10 - عدد (15) طلقة مسدس 9 ملم.
وتابع: رئاسة أمن الدولة إذ تعلن ذلك لتؤكد أنها بعون الله ماضية بكل قوة وحزم في ملاحقة هذه العناصر الإرهابية، وتضييق الخناق عليهم، والإطاحة بهم، وإفشال مخططاتهم التي ينفذونها خدمة لأجندات خارجية، وتقديمهم للعدالة؛ لينالوا جزاءهم على ما قاموا به من جرائم وترويع للآمنين. كما تجدد في الوقت ذاته الدعوة للمطلوبين كافة للمسارعة بتسليم أنفسهم للجهات الأمنية، وعدم التمادي في الباطل. كما تحذر الرئاسة كل من يتعامل معهم بأنه سيجعل من نفسه عرضة للمحاسبة، وتهيب بمن تتوافر لديه معلومات عن أي منهم للمسارعة في الإبلاغ عنهم على الرقم (990)، أو أقرب جهة أمنية.
والله الهادي إلى سواء السبيل.