
يعتبر تضمير الهجن من أصعب الهوايات الشعبية وأعقدها، ولا يستطيع كل مالك للإبل "الهجن" العمل على التضمير وتجهيز "الذلول" لميادين السباق.
ويرى هواة ومضمرو الهجن أن لأم الهجين دورًا كبيرًا في إنتاج سابق؛ فلو كانت الأم من الهجن السبق كان إنتاجها سابقًا بنسبة تصل إلى 75 %.
وفي التفاصيل، تحدث لـ "سبق" أشهر مضمري الهجن بمنطقة الرياض هندي بن درداح الرشود السبيعي قائلاً: إن عالم تضمير الهجن يكتنفه الكثير من الأسرار؛ فشكل الذلول لا يكشف هل هي سابق أم غير ذلك؛ فلدينا مَثَل دارج في أوساط هواة ومضمري الهجن، هو "الركض سهم خفي"، أي لا تحكم على الذلول، سواء قعودًا أو بكرة، من شكله، ولكن الركض و"التيم" هو الفاصل. والتيم هو الزمن المقطوع في الركض خلال مسافة تتناسب مع عمر الهجين.
وأضاف: "التيم" يختلف حسب الموقع الجغرافي والمناخ وحالة الطقس؛ إذ إن توقيت "تيم" ميدان الرياض يختلف عن الطائف.. وهكذا.
أمراض تعيق منافسة الهجن
وأوضح "السبيعي" أن من أخطر أنواع الأمراض التي تصيب الهجن مرض "الجدرة"، وهو أخطر الأمراض التي تصيب الإبل، ولكن يصيب الهجن أكثر من غيرها في بقية فئات الإبل، ويحدث في فصل الشتاء، ويعطل الركض، وقد يفوت موسم السباق على الهجن.
وأشار إلى أن هناك أمراضًا خطيرة أخرى، هي الطير وفتحة الفم وهبوط المناعة الحاد. وأخطر الإصابات هي العضاد والعرقوب واللين المزمن في المفاصل. وقد تتعرض الهجن إلى سوء معاملة بإعطاء أدوية خطيرة، قد تؤثر على أعضائها الحيوية تأثيرًا خطيرًا من ناحية الفشل الكلوي والتشمع الكبدي وانعدام البكتيريا النافعة في الكرش؛ ما يقلل عدد كريات الدم البيضاء، ويؤدي لإصابات النخاع العظمي.
وأردف: هناك مخالفات تعتبر جريمة محرمة، مثل استخدام الصاعق الكهربائي وغيره. وقد تطورت الطرق الممنوعة بشكل مخيف، منها نقل الدم واستخدام الهرمونات التي قد تؤدي إلى الالتهابات القاتلة، أو إلى الأعراض الجانبية المزمنة.
وعن أخطر الطباع التي تصيب الهجن قال "السبيعي": يعد "المزاول" - وهو استمرار الذلول في الحركة بمكان مربطها معظم وقتها – الأخطر؛ فهذا الأمر يستنزف طاقتها، وهو أمر قد ينهي مستقبلها في منافسات السباق.
من جهته، تحدث عبيد سلمان الدوسري أحد أشهر المضمرين عن خبرة 24 عامًا في تضمير هجن السباق بعد امتلاكه أشهر هجن السباق، وهي "مزعله وسلام وأميرة وسيدة وقاصد"، وبلغت قيمة إحدها 10 ملايين ريال، وقال: عملت في مجال تضمير الهجن نحو 24 عامًا. والغذاء الذي يقدم للهجن يعتبر سرًّا من أسرار المهنة بالنسبة لأهل الهجن. وعن المسافات التي يتم من خلالها السباق فتبدأ من 2كم حتى 8 كم حسب العمر، ولا فرق بين الذكر أو الأنثى في المسافة.
وأضاف: بالنسبة لإنتاج هجن السباق فتشكل الأم - من وجهة نظري - نسبة 75 %، أي إذا كانت الأم مشهودًا لها بتحقيق جوائز وسباق فإنتاجها بهذه النسب يكون مثلها "سابقًا"، والعكس.
واختتم: وعن التفحيم والتحفيز والغذاء فكل مضمر ومهارته؛ إذ يترتب على المضمر 50 % من مهارة التضمير حتى تحقق "الهجن" السباق، والنسبة الباقية تعود لنوع الهجين.